مع الأنوار الساطعة التي أضاءت الكون بمولد النبي صلوات الله عليه، ومع ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، جاءت أهمية هذه الرسائل المحمدية. اختارنا هنا في صفحة إسلاميات – مصراوي عنوان (رسالة من نبي الرحمة للعالمين) لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحق مبشرا وهاديا وسراجا منيرا.. جاء ليكون للعالم أجمع رسالة من رب العالمين.. جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فمن هنا تأتي فكرة هذه الرسائل التي سنقدمها تباعا استنادا لأحاديثه وسيرته العطرة صلوات الله عليه.. صلى الله عليك يا رسول الله.. ومواكبة لما نشهده هذه الأيام من أعمال – للأسف – منافية لأخلاق الدين وتعاليم ديننا الحنيف، جاءت أولى الرسائل لتتحدث عن (تحريم القتل). يقول الله تعالى في سورة المائدة (آية: 32): {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ…..}. جاء في كتاب (التأول في إباحة الدماء – المفهوم والحدود والضمانات الشرعية) لمؤلفه الشيخ فهد بن صالح العجلان: لايخفى ما للدماء من حرمة في الشريعة الإسلامية؛ فحفظ الدم أحد المقاصد التي جاءت الشريعة بصيانتها، وقدد شدد الدين الإسلامي على حرمة قتل النفس التي حرمها الله تعالى، فجاءت نصوص عديدة تؤكد تلك الحرمة؛ كقوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.. [النساء : 93]، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجديـد الذي أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – : (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما).
وقد جاء في تفسير هذا الجديـد نقلا عن موسوعة الدرر السنية أن الشريعة عظمت من شأن الدماء، وهي أول ما يقضى فيه يوم القيامة بين الخلائق، ويخبرنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – في هذا الجديـد أن المؤمن في أي ذنب وقع كان له في الدين والشرع مخرج إلا قتل النفس التي حرم الله قتلها، فإنه إذا ارتكبه يضيق على نفسه في دينه.
وحَكَى ابن العربي : الفسحة في الدين سعة الأعمال الصالحة حتى إذا جاء القتل ضاقت لأنها لا تفي بوزره ، والفسحة في الذنب قبوله الغفران بالتوبة حتى إذا جاء القتل ارتفع القبول ، وحاصله أنه فسره على رأي ابن عمر في عدم قبول توبة القاتل .
وأيضا عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حَكَى : (يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه، متلببا قاتله بيده الأخرى، تشجب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لرب العالمين: هذا قتلني فيقول الله للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار).. السلسلة الصحيحة.
وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حَكَى : (من حمل علينا السلاح فليس منا).. صحيح البخاري. صدقت يا رسول الله ، يا من خلقت مبرأ من كل عيب.. لم يكن النبي فظا غليظ القلب.. صلوات الله عليك يا نبي الرحمة ..