من قلب حي الفهيدي التاريخي ودبي القديمة، تقدم مؤسسة السركال الثقافية، من خلال مبنى تراثي، مفاهيم الفن من مختلف جوانبه عبر غرف المبنى المقسمة ما بين معارض فنية وورش عمل، وزوايا مخصصة للإبداع بشتى أنواعه بدءاً من الأشغال اليدوية البسيطة ومتعلقات الأثاث وصولاً الى الأزياء. وأقيمت أمس جولة تعريفية للمبنى الذي اكتملت أقسامه أخيراً، حيث تم التعريف بهدف المؤسسة الأساسي، الذي يقوم على تعزيز ودعم المواهب الجديدة والناشئة وتقديمها للمجتمع.
تقود الجولة بين أروقة المنزل وغرفه للتعرف إلى مجموع الفنون والمعارض الموجودة داخله. الغرف التي تتميز بالأسقف المنخفضة والطراز التقليدي القديم، يعرض بداخلها، الفن المعاصر، فتجد نفسك أمام مشهد يمتزج فيه رونق الحاضر بجماليات الماضي. ومن المعارض الموجودة في الغرف أعمال بسام وميسون، الثنائي الفني اللذين يعملان سوياً على الخشب كمادة أساسية تعكس من خلال الإضاءة والظلال أشكالاً مختلفة تماماً عما هو منحوت من الخشب. توجد المنحوتات على الحائط، مشاهد تعكس مناظر من البيئة المحلية الى جانب بعض الاعمال التي تعبر عن السعادة بين الثنائي من خلال مشاهد حالمة تجمعهما.
إلى جانب هذه الغرفة يقدم في غرفة ثانية معرض للفنانة وفاء خازندار، التي تقدم مجموعة من اللوحات التي تحتوي على الكثير من الرموز. وتضع في لوحاتها أشكال الحيوانات، وتلونها وفق تقطيعات هندسية، ليغلب عليها الطابع الفكاهي. بينما في المعرض المجاور نجد أعمال عليا بشير، التي تجسد جماليات في القبح أو الملامح غير المثالية، وتتابع هذه المعارض مع أعمال سارة جوخدار، والفنانة يولا حنة، الى جانب أعمال تصميم ترتبط بالإضاءة.
جلسات تفاعلية
في القسم العلوي من المبنى يوجد السطح الذي يستخدم لإجراء جلسات ثقافية تفاعلية، إلى جانب زاوية الأزياء، ومكان المنزل الذي يشتمل على أشغال يدوية وتصاميم للمنزل. إضافة الى ذلك، يحتوي القسم العلوي على مكتبة تضم مجموعة كبيرة من العناوين المتعلقة بالفن والهندسة المعمارية والسفر والتصميم وثقافة المنطقة والتاريخ الإماراتي، ويشرف عليها البروفيسور إدريس ميرس.
وقالت مديرة المؤسسة آنا ماريا بيرساني، لـ«الإمارات اليوم»: «بدأنا ببناء هذا المكان غرفة تلو الأخرى، وكانت نقطة البدء زاوية الابداع، ثم انتقلنا الى غرف المعارض، ثم المطبخ والكافيه، وقد استغرق الكثير من الوقت بسبب ضرورة الحصول على موافقات، وبعدها تم الانتقال الى الطابق الثاني، وقد استغرق ما يقارب العام لتأمين الفريق الذي يمكنه أن يسهم في إيصال رسالتنا». وأضافت: «نحتاج الى تقديم ما هو متميز وإنما بميزانية محدودة، ولهذا لا بد من التركيز على الأفكار الكبيرة التي تعزز هذا المفهوم».
شروطوحول شروط وضع الأعمال في المعرض، نوهت بيرساني بكونها تعتمد على طبيعة الفنون المقدمة، مشيرة إلى أنها ترعرعت في بيت فني، فكان والدها يقتني الأعمال الفنية ويصحبها إلى المعارض منذ طفولتها، فتعرفت الى الفنانين منذ الصغر. كما درست بيرساني الفنون، ما يجعلها قادرة على الحكم على المواهب الفنية فور رؤيتها، وتحدد فيما إذا كانت الموهبة تستند الى دراسة أكاديمية، أم أنها مجرد شغف فني، فتحدد نقاط القوة، ونقاط الضعف، وفيما ان كانت الأعمال تعتمد على فلسفة محددة، منوهة بأنها تسعى إلى ما هو مبتكر، وما يؤسس لرحلة خاصة مع الزائر، حتى إن لم يكن يستند الى دراسة أكاديمية. ورأت بيرساني أن التعاطي مع الفن كموهبة بشكل غير ثابت يبعدها عن اختيار من هم في هذا المجال، لأنها تبحث عن الفنان الثابت في المجال، والقادر على الاستمرار فترة طويلة، موضحة أن المؤسسة ستقدم الأسماء الفنية التي تبنتها، فالهدف الأساسي تقديم الدعم لهم. في المقابل، أكدت أن القسم الخاص بالأزياء يقدم مجموعة من الموهوبين في تصميم الأزياء ومن مختلف البلدان، واصفة القسم بأنه يقدم القطع المتميزة بالأناقة التي تواكب الموضة، ومبينة أنهم يختبرون المصمم فترة من الزمن، إذ يرون كيف سيكون تفاعل الناس مع التصاميم المعروضة.