تستعد جامعة الدول العربية لاستضافة النسخة السابعة من جائزة الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة للعمل التطوعي، والتي سوف يتم تكريم 15 شخصية عربية نالت الجائزة هذا العام في مبادرة تعزز مكانة الجائزة إقليميا.
وقال سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة لـ«أخبار الخليج» إن جامعة الدول العربية لها مكانتها العريقة في تعزيز التعاون العربي المشترك، ونشيد بمبادرة الجامعة في احتضان احتفالية الجائزة لهذا العام، وهو ما يسهم في تدعيم مسيرة العمل التطوعي باعتباره أحد القطاعات الحيوية التي تسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف بلدان الوطن العربي.
ورحبت جامعة الدول العربية برعاية واستضافة الجائزة بمقر الأمانة العامة للجامعة.
وذكرت إدارة منظمات المجتمع المدني – قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أكد أن استضافة الجامعة العربية لهذا الحدث يأتي من منطلق دعمها لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال العمل التطوعي الهادف إلى تعزيز التعاون العربي وجعله أكثر قوة، كون القيم التي يستند عليها العمل التطوعي كفيلة بالوصول إلى التكامل العربي المنشود في مختلف المجالات.
وأوضح أن الجائزة تهدف إلى تكريم رواد العمل التطوعي في العالم العربي ووضع خبراتهم ومشاريعهم في بؤرة الضوء في أوساط المتطوعين من كافة الدول العربية، ونشر ثقافة التطوع وإبراز دورها في التنمية الشاملة للمجتمعات الخليجية والعربية، وتعزيز مبدأ الشراكة الفاعلة مع المنظمات والهيئات والمؤسسات والجمعيات التطوعية ودعم جهود المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص والمساهمة في توجيه الطاقات الشبابية العربية لخدمة مجتمعاتهم وتنمية قدرات ومواهب وإبداعات المتطوعين، وتوريث حب العمل التطوعي من خلال تعميق التواصل بين أصحاب البصمات التطوعية وبين مختلف الأجيال، وتعزيز روح المنافسة الشريفة بين الجمعيات والمراكز التطوعية في العالم العربي.
ودعت إدارة منظمات المجتمع المدني عددا كبيرا من الشخصيات المهمة ومنظمات المجتمع المدني العربية والإقليمية والدولية وأصحاب الخبرات في مجال المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي ووسائل الإعلام المختلفة للمشاركة في النسخة السابعة للجائزة.
يأتي ذلك في إطار حرص الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على تعزيز دور منظمات المجتمع المدني العربية العاملة في مجال الخدمة المجتمعية والمعنية بمجال النهوض بالعمل التطوعي وتفعيل دوره، ومن خلال تنسيق العمل والتعاون بين منظمات المجتمع العربية والدولية بغية تأهيل كوادر عربية قادرة على مجابهة التحديات المعاصرة واستمرارًا لسلسلة النجاحات التي حققتها الأمانة العامة في الآونة الأخيرة من خلال دعمها الدؤوب لمنظمات المجتمع المدني المعنية بالتنمية المستدامة والتي توّجت بإصدار وثيقة العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني، تلك الوثيقة التي تم اعتمادها من قبل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بهدف تعزيز قدرات المجتمع المدني ومشاركته الفاعلة مع الحكومات في أهداف التنمية المستدامة 2030.
وكانت السيدة علياء غنام مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بجامعة الدول العربية اقترحت خلال مشاركتها في النسخة السادسة من توزيع جائزة الشيخ عيسى للعمل التطوعي (2016) والتي تعقد بشكل دوري في مملكة البحرين، بأن تعمم فكرة الجائزة على الدول الأعضاء حتى تقوم كل دولة بترشيح من تراه مناسبًا للتكريم، كما اقترحت أن تجرى فعاليات الجائزة الام الحالي 2017 في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتعطي زخما للجائزة، وذلك لتشجيع منظمات المجتمع المدني في الدول العربية على العمل التطوعي وخدمة المجتمع.
من جانبه قال وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان إن جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي من أهم الجوائز التي لها مردود إيجابي على المجتمع، لأن تنمية العمل التطوعي وتشجيع الشباب والجمعيات في تقديم مبادرات تتمثل في أفكار ومشروعات قابلة للتنفيذ وتطوير العمل في مختلف القطاعات الاجتماعية والإنسانية والخيرية أمر ضروري لأي مجتمع.
ولفت الوزير في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» إلى أن جائزة أفضل مشروع تطوعي في مملكة البحرين المنبثقة عن جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي أسهمت في الكشف عن عدد من المشروعات الشبابية البحرينية التطوعية، بما يؤكد أن لدينا أرضا خصبة ومناخا مشجعا لعمل منتج يقوم به المتطوعون في مختلف الجهات بالمملكة، مؤكدا أن هذه الجائزة تظهر آثارها الإيجابية في المجتمع.
وبشأن رعاية وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لبعض المشاريع التطوعية التي أفرزتها جائزة أفضل مشروع تطوعي، قال الوزير جميل حميدان إن الوزارة سعيدة باحتضان مثل هذه المبادرات ودراسة مجال تنفيذها وتعميم الاستفادة منها في المجتمع بصورة أعمق وأكبر، لافتا إلى أن الوزارة سوف تضع يدها بيد سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وجمعية الكلمة الطيبة للوصول إلى آلية يمكن من خلالها الاستفادة من المشروعات التطوعية وتطويرها، وذلك في أعقاب اجتماع مسبق مع الجمعية لترتيب خطة العمل القادمة في هذا الشأن.
وكشف الأمين العام للجائزة يعقوب بوهزاع عن أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قد أعلنت تبنيها للمشاريع المميزة ضمن المشروعات المشاركة في جائزة أفضل مشروع تطوعي في مملكة البحرين، وتقديم جميع أنواع الدعم الفني واللوجستي لها، لكي تتمكن من تنفيذ أهدافها وتكتمل حلقات النجاح لكل الجهود التي تخدم مملكة البحرين في شتى المجالات.
من جانبها أكدت الكاتبة الصحفية سوسن الشاعر أن المنطقة ككل بحاجة إلى أن ينهض المجتمع بأكمله ولا ينتظر من الحكومات والجهات الرسمية أن توفر لها كل احتياجاته، وعلى المواطن العربي أن يشارك بفعالية في نهضة مجتمعه، ومن أفضل الوسائل التي تساعده في ذلك هو العمل التطوعي، معبرة عن سعادتها بما وصل إليه الشباب البحريني من مبادرات تطوعية، تحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء عليها ليقتدي بهم الآخرون.
وقالت الشاعر إن جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة أتاحت الفرصة لمبادرات نوعية، تعكس التطور الذي شهده العمل التطوعي البحريني بأفكار خارج الصندوق، يمكن للدولة أن تستفيد بها في إطار الجهود المختلفة لسد الهوة مع احتياجات المجتمع المختلفة.
وتقول د. فاطمة البلوشي وزير التنمية الاجتماعية السابقة إن الجائزة تسهم في تشجيع العمل التطوعي وإلقاء الضوء على رواد العمل التطوعي وجهودهم، لافتة إلى أن العمل التطوعي ركيزة من ركائز العمل الوطني ويساند عمل القطاعين العام والخاص، ويوفر المجال لاستيعاب قدرات الشباب، ويعدهم لتحمل المسؤولية في المستقبل، ويكسبهم مهارات قيادية.
ووجهت الشكر إلى سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة وجمعية الكلمة الطيبة على هذه المبادرة الإيجابية، مشيدة باحتضان جامعة الدول العربية لاحتفالية الجائزة لهذا العام، الأمر الذي يمنحها نطاقا إقليميا ونتطلع إلى أن تصل إلى العالمية.
وأكدت البلوشي أن العمل التطوعي إذا ما أعطي مساحة من العمل والدعم والتمويل سوف نجد إبداعات، وهذا دأب البحرين دائما التي توفر البيئة الخصبة لمثل هذه المبادرات، حيث إن المملكة منذ إقرار ميثاق العمل الوطني وحتى اليوم تضاعف عدد الجمعيات الأهلية 7 مرات تقريبا، وهذا دليل على أن الدولة والوزارات المعنية توفر الدعم اللازم، بالإضافة إلى أن الشراكة ضرورية للغاية بين جميع القطاعات.
ولفتت إلى أنه يجب على القطاع الخاص أن يتبنى المبادرات التطوعية الشبابية، وذلك في إطار المسؤولية الاجتماعية لكل شركة في هذا القطاع، حتى يكون لهم دور في مساعدة المجتمع وتكوين شبابه.
وأكدت د. فاطمة البلوشي أن أبرز التحديات التي تواجه العمل التطوعي هو إيجاد التمويل اللازم لدعم مشروعاته المختلفة، لذا فإننا نطالب بتيسير عملية التمويل ومساندة القطاع الأهلي الذي يستوعب الشباب ويخدم المملكة، مؤكدة أنه يجب على المجلس التشريعي أن يبت في مشروع قانون تطوير العمل التطوعي الذي مازال قيد الدراسة في البرلمان، باعتباره من القوانين الريادية التي تحتاج إليه الجمعيات الأهلية، وهو ما يجب أن تسعى إليه هذه الجمعيات في الفترة المقبلة.