منذ أن حقن العالم الروسي، الدكتور أنتولي بروشكوف، رئيس قسم دراسات الكائنات الحية ذات درجة الحرارة المنخفضة بجامعة موسكو، نفسه بالبكتيريا المسماة علمياً “باسيلوس إف”، والتي يعود وجودها على سطح الأرض إلى ما قبل التاريخ، وبالتحديد 3.5 ملايين سنة، أقر بنتيجة تجربته، بعد مرور عامين، أنه لم يعد يعاني الأمراض المألوفة والمتكررة.
كما شعر بروشكوف بارتياح لم يحسه مسبقاً، إذ إن نمط حياته تغيَّر جذرياً إلى الأفضل، حيث يقول: “لقد أصبحت أعمل لفترات أطول من غير تعب، ولم أمرض بالزكام أو نزلات البرد”.
وصرح بروشكوف، في عام 2012، بعد التجارب العديدة الناجحة، منذ اكتشاف البكتيريا عام 2009، التي قام بها على الفئران والذباب في مختبراته الجامعية، بأنه آن الأوان لإجراء التجارب على الإنسان، إذ إن النتائج الأولية مبهرة، وتؤكد تباطؤ الشيخوخة وارتفاعاً كبيراً جداً في عملية الأيض، التي تشكل مصدر تجدد الخلايا، وبالتالي إطالة عمر الإنسان.
وقد توصلت دراسات بروشكوف إلى أن هذه البكتيريا، تسمح بمدِّ العمر الافتراضي للكائنات الحية، بما يصل إلى 140 سنة.
السر وراء “إكسير” الشباب
وتم اكتشاف البكتيريا على أعماق بعيدة في إقليم سيبيريا الروسي، وبالتحديد في المنطقة التي تتميز بطقس جليدي على مدار العام، حيث لا ترتفع درجة الحرارة بها في أعلى حالاتها عن صفر درجة مئوية، وتكمن أهمية هذه المناطق في أنها تحتوي على بكتيريا وجزيئات في حالاتها الطبيعية، مجمدة منذ ملايين السنين. ففي عام 2007، اكتشف مجموعة علماء أميركيين بكتيريا مجمدة، تعود إلى 500 ألف سنة.
ويسعى العلماء، من خلال هذا الاكتشاف، إلى دراسة واسعة حول مكونات هذه البكتيريا، التي عاشت أكثر من 3.5 ملايين سنة على سطح الأرض، والوصول إلى سر بقائها ومقاومتها كل هذه الفترة، من غير أن تتغير أو تنقرض، وبالتالي تطبيق النتائج على الإنسان، والحصول على “إكسير” الشباب، والعيش لفترة أطول.
ويؤكد الدكتور بروشكوف أن سبب طول عمر سكان “ياكوت” بسيبيريا (منطقة وجود البكتيريا)، يرجع إلى عامل مهم، يتمثل في أن هذه البكتيريا توغلت إلى مياه شرب سكان المنطقة، وهم يستهلكونها على طبيعتها، دون معالجة كيميائية، أو تعديل في مكونات الماء.
ومهمة أبحاث بروشكوف، في الفترة المقبلة، هي دراسة هذه البكتيريا دراسة علمية أكاديمية، تعتمد على التحاليل المخبرية، ومن ثَمَّ الوصول إلى الإجابة عن تساؤلات، مثل: كيف يتم ربط وجود هذه البكتيريا مع سر طول عمر السكان؟ وكيف يحدث ذلك؟