شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جلسة “اسأل الرئيس”، وذلك في ختام فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الوطني الدوري الرابع للشباب المنعقد بالإسكندرية، حيث قام بالرد على الاستفسارات التي وردت من المواطنين حول مختلف الموضوعات التي تحظى باهتمام مختلف أطياف المجتمع.
وحرص الرئيس في مستهل الجلسة على الإعراب عن امتنانه لردود فعل المواطنين على التطورات التى تشهدها مصر، مشيراً إلى تقديره لموقف الشعب المصري من إجراءات الاصلاح الاقتصادي، وهو ما كان موضع إعجاب من جانب المجتمع الدولى.
وقد ركز جانب من استفسارات المواطنين حول موضوع مكافحة الإرهاب وموقف مصر من الدول الداعمة للإرهاب، حيث أكد الرئيس أن المنطقة عانت خلال الأعوام السبعة الماضية من التدخلات فى الشئون الداخلية للدول ودعم الجماعات المتطرفة، مما أدى إلى تدهور أوضاع عدد من الدول، حيث كانت مصر قريبة من ذات المصير.
وأضاف أن من ثوابت السياسة المصرية عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى أو التآمر على أحد ولا سيما دول الجوار.
وأوضح الرئيس أن مصر طالبت بضرورة التعامل مع كافة الجماعات الإرهابية على قدم المساواة، بحيث لا يتم التركيز على جماعة واحدة دون باقى الجماعات الإرهابية، التى تختلف فى المسميات ولكن تتفق فى نفس المبادئ والوعاء الفكرى.
وأكد الرئيس أن مصر وقفت منذ البداية ضد الدول التى تدعم الإرهاب والفكر المتطرف، مشيراً إلى أنها متمسكة بهذا الموقف ولن تتراجع عنه، خاصة وأن مطالبها مشروعة.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه خلال الأربع سنوات الأخيرة أدركت العديد من الدول نتائج التدخل فى شئون الدول والآثار الخطيرة لانتشار ظاهرة الإرهاب خاصة بعد انتقالها لمختلف أنحاء العالم، وأصبح هناك تفهم واستعداد أكبر من مختلف الدول للتعامل معها.
ورداً على تساؤل بشأن جهود الدولة فى مكافحة الإرهاب على الصعيد الداخلى، أكد الرئيس أن المصريين تحدوا أقوى تنظيم فى العالم، مما دفعه إلى القيام بأعمال عنف وإرهاب، وأن مصر تمر بمرحلة صعبة ولا بد من مواجهة تلك الظاهرة، وأوضح أن الأوضاع الأمنية تتحسن ويوجد إصرار على التعامل مع الإرهاب والقضاء عليه، مشيراً إلى التضحيات الكبيرة التى يقوم بها ضباط وجنود الجيش والشرطة فى سبيل تأمين حدود مصر ومكافحة الإرهاب.
وأشار الرئيس أن الفكر المتطرف يمتد منذ مئات السنين، وأن القضاء عليه سوف يستغرق وقتاً ويحتاج لزيادة الوعى وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة دون المساس بثوابت الدين.
وفيما يتعلق بملف الإصلاح الاقتصادى وإجراءات الحماية الاجتماعية، أكد الرئيس أن قرارات الإصلاح التى تبنتها الدولة كانت حتمية ولا بديل عنها، وأن الدولة سعت للتخفيف من آثار تلك القرارات من خلال عدة إجراءات مثل زيادة الدعم المقدم من خلال بطاقة التموين وزيادة المعاشات والمساعدات المقدمة عبر برنامج تكافل وكرامة وغيرها من الإجراءات التى بلغت تكلفتها حوالى 85 مليار جنيه.
وشدد الرئيس على أن المشروعات القومية ساهمت فى توفير 3 ملايين فرصة عمل جديدة، كما أوضح الرئيس أهمية استكمال قاعدة بيانات دقيقة للمواطنين تساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة، وتوصيل الدعم إلى مستحقيه.
واستعرض الرئيس الجهود التى قامت بها الحكومة ونتائجها الإيجابية فى مجالات الكهرباء والصحة والطرق والكبارى والسكك الحديدية والإسكان، مؤكداً على وجود تحسن كبير فى الخدمات المقدمة للمواطنين فى تلك المجالات، وفيما يتعلق بالأحداث التى شهدتها جزيرة الوراق.
وأكد الرئيس أن الفترة الأخيرة شهدت تزايد ظاهرة التعدى على أراضى الدولة حيث بلغ حجم التعديات على الأراضي الزراعية حوالى 2 مليون فدان، وذلك نتيجة لغياب الدولة وسيادة القانون خلال الأحداث التى شهدتها البلاد منذ عام 2011، مما أدى إلى تزايد ظاهرة البناء العشوائى وما ترتب عليها من مشكلات خاصة الصرف الصحى وزيادة نسبة التلوث فى البحيرات، مشيراً إلى أن تكلفة استعادة كفاءة بحيرة المنزلة تبلغ حوالى 100 مليار دولار.
وفيما يخص جزيرة الوراق شدد السيد الرئيس على مراعاة أوضاع سكان الجزيرة وأنه فى ذات الوقت لن يكون من المقبول التصدى للدولة، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة وإعادة الانضباط.ورداً على استفسار بخصوص ترشح سيادته لفترة ثانية،
ووجه الرئيس الدعوة للمواطنين بضرورة المشاركة بفاعلية فى الانتخابات، مشيراً إلى أن عملية الانتخابات تحدد مصير الدولة، ويجب على المواطنين اختيار من يريدون بحرية تامة.وفيما يخص عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية، أكد الرئيس أن الدولة تستعيد حالة الانضباط، وأن حالة الانفلات والتجاوز أصبحت غير موجودة، وأن هناك مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، مؤكداً أهمية التأكد من ضمان نجاح أى قرار قبل البدء فى تنفيذه.
وحول عودة السياحة، أشار الرئيس أن نمو قطاع السياحة بحاجة إلى استقرار أمنى لفترة زمنية طويلة، وأن كل من يسعى لتهديد استقرار مصر يحاول ضرب السياحة التى تمتلك مصر فيها العديد من المقومات، وأشار سيادته إلى أن مصر بصدد إنشاء عدد من المدن الجديدة على شواطئ البحر المتوسط لجذب السياحة وتوفير فرص عمل جديدة.
وتعقيباً على الأحداث التى يشهدها المسجد الأقصى، وجه الرئيس رسالة إلى الشعب الإسرائيلى والقيادة الإسرائيلية بضرورة احترام مشاعر المسلمين تجاه مقدساتهم، وعدم تبنى الإجراءات التى تستفز المسلمين سواء فى فلسطين أو فى العالم الإسلامى، ومطالباً بأهمية احترام مشاعر الآخر.
وأكد الرئيس، أن مصر لم تستغل تلك الأحداث للمزايدة، بل تسعى لتوجيه رسالة بضرورة قيام كافة الأطراف بالعمل على التعايش المشترك وعدم زيادة الاحتقان فى المنطقة.
ووجه الرئيس رسالة إلى الشعب المصرى بأن الأوضاع فى مصر فى تحسن، وأنها تسير على الطريق الصحيح وينتظرها مستقبل أفضل، مشيراً إلى أنه يجرى التعامل مع مسألة ارتفاع الأسعار من خلال زيادة حجم المعروض وتحسين آليات السوق وزيادة المنافسة