“دودو بار أور” هي من مصممات الأزياء الإسرائيليات الأكثر نجاحا في العالم. تحظى مجموعتها الأخيرة، لربيع – صيف 2016 بتأييد كبير وتغطية في المجلات من جميع أنحاء العالم، ولكنها تثير غضباً عارماً في الفيس بوك.
ويعود سبب ذلك إلى أنّ المجموعة كلّها مصمّمة بإلهام الكوفية الفلسطينية (باللونين الأسود والأبيض) والأردنية (بالأحمر). وهي مجموعة متنوعة من الفساتين الصيفية ذات التهوئة والمعدّة لعطلة الصيف، والمصنوعة من قماش الكوفية الذي صمّمته بار أور بمجموعة متنوعة من الأشكال مضيفة إليه بعض الإكسسوارات. تُباع المجموعة في المتاجر الراقية في المناطق الأرقى في إسرائيل، وكذلك في المتاجر الإلكترونية، بمئات الدولارات.
ونشرت إحدى ناشطات الإنترنت وتدعى، حنين مجادلة، مهاجمةً بار أور ومجموعتها، بالإضافة إلى صورة لمتجر بار أور المرموق في تل أبيب، حيث تلقى المنشور مئات الإعجابات وبعض المشاركات، وأدى إلى عشرات التعليقات.
كان بعضها مؤيدًا وموافقا، وبعضها غاضبا ومستاءً، وبعضها مثيرا للاهتمام، ويعرض نهجا مختلفا بخصوص ما وصفته مجادلة بـ “بالمصادرة الثقافية”، ويتعامل معها باعتبارها إثراءً وإلهامًا بين الثقافات حيث تتضمن المنشور:
ألفت ُانتباهك يا عزيزتي، إلى أن ما تفعلينه في متجر المصممين الخاص بك يدعى “مصادرة ثقافية” و “تشويش وسرقة ثقافية”… أنا متأكدة تقريبا بأنّك لا تعرفين هذه المصطلحات، فسارعي للبحث عنها في جوجل.
إنّ الاستخدام مع الحذف والتغيير أو تجاهل أو عدم ذكر المصدر من زخارف ثقافية عربية/ شرقية (مثل، الطعام، اللباس، الفولكلور، الفن وغير ذلك) من قبل الغرب (الكولونيالية) كان قائما دائمًا وما زال مستمرّا، وما تفعلينه سيّء جدّا، وهو يسمّى بالسرقة، وكان يُستحسن لو أنّك حرصتِ في المجموعة التي “صمّمْتِها” على أن تشرحي من أين سرقتِ إلهامك لزبوناتك، وما هو هذا الشيء الذي يرتدينه وقليلا عن تاريخه.
أكثر من ذلك، فقد فوجئتُ دائما كيف أنّ الغرب أو فرعه في إسرائيل يأخذون المنتَج العربي أو الشرقي ويغيّرونه (بحسب زعمهم فهم يحسّنونه) من دون أن يحترموا تاريخه أيا كان. وبينما يعتبر هذا المنتج في نظرنا مقدّسا ويُحظر مساسه، أتساءل ماذا تعرفون عن القداسة والقدسية.