تسجيل الدخول

“الوجبات الفاخرة” التي تجمع المغتربين في دبي والمدن العالمية

منوعات
زاجل نيوز7 مايو 2017آخر تحديث : منذ 8 سنوات
“الوجبات الفاخرة” التي تجمع المغتربين في دبي والمدن العالمية

95860818_e5869baa-ba99-4f18-a006-56320cc14ed7

ليست وجبات “البرنش” – التي تجمع بين الإفطار والغداء كما في بعض الثقافات الأجنبية- مجرد وجبات عادية، ففي العديد من المدن العالمية التي تعيش فيها أعداد كبيرة من المغتربين، يمكن أن تكلف موائد “البرنش” المفتوحة، مئات الدولارات.

انتقلت روبن كوفلان من اسكتلندا إلى مدينة دبي قبل عامين للعمل في صناعة النفط والغاز. وقبل وصولها، كانت تسمع الكثير عن مظاهر الاحتفاء بهذه الوجبة في دبي من جانب المغتربين. وتعتبر كوفلان نفسها من المتحمسات لوجبات البرنش، التي أصبحت تمثل فرصة لتجمع الأصدقاء، وزملاء العمل، ولتقوية الروابط الاجتماعية للمغتربين. تقول كوفلان: “أصبحت وجبة البرنش منتشرة في كل مكان، ومن المستحيل أن تكون في دبي ولا تحضرها، أو تسمع الدعاية التي تروج لها”. وتمثل هذه الوجبة، من وجهة نظر كوفلان، فرصة للالتقاء بالأصدقاء، والانخراط في تناول الطعام والشراب في الفنادق الفخمة، وهو الأمر المفضل في عطلات نهاية الأسبوع هنا في دبي. فعندما تصل إلى تلك المدينة العالمية، ستدعى حتماً إلى حضور إحدى هذه الوجبات. ليست هذه موائد عادية لتقديم وجبات البرنش، ففي مدينة مثل دبي التي تعد واحدة من عدة مدن عالمية يقطنها عدد كبير من المغتربين، تمثل وجبات البرنش فرصة للتجمع لقضاء وقت الفراغ في نهاية الأسبوع. وتقام هذه الموائد عادة في الفنادق ذات الخمس نجوم، حيث تكلف هذه الوجبة نحو 800 دولار للشخص الواحد، وهذا ثمن كبير مقابل تناول وجبة واحدة بالفعل. ويتمتع الكثيرمن المهنيين المحترفين الذين يعيشون في الخارج بدخول مرتفعة، ويعيشون في أماكن غير محاطين بالأقارب، أو الأصدقاء القدامى. وفي المدن ذات الطابع العالمي، والتي يوجد بها أعداد كبيرة من المغتربيين مثل دبي، وهونغ كونغ، وسنغافورة، ومومباي، توفر مثل هذه الموائد الذاخرة فرصة للتجمع مع الأصدقاء، والتواصل الاجتماعي مع الآخرين. ثقافة وجبة البرنش

وفي مدينة مثل دبي، والتي لا نظير لها عندما يتعلق الأمر ببذخ موائد البرنش العامرة بالطعام، توفر هذه الوجبة فرصة للتغلب على القوانين الصارمة لتناول المشروبات الكحولية، حيث توصف معظم الأماكن والفنادق التي تقدم هذه الوجبات بـ “الملاذات الآمنة” لتناول الكحوليات. وليمة متنقلة انتقلت الإيطالية مونيكا ميتزجر إلى دبي قبل نحو عشر سنوات، وهي تعمل في مجال الضيافة. وتقول إن وجبات البرنش أصبحت أكثر تطوراً وانتشاراً على مدى السنوات التي قضتها هناك. وتقول ميتزجر إن وجبات البرنش في السابق كانت صغيرة الحجم، وتركز على وجود مائدة للطعام تنتشر على جوانبها المشروبات، مقابل ثمن محدد سلفا، لكنها كانت تفتقر إلى الأجواء المبهجة، وكان الناس ينصرفون إلى بيوتهم بمجرد الانتهاء من تناول الطعام والشراب. وفي السنوات القليلة الماضية، تطورت الثقافة المرتبطة بتلك الوجبات كثيرا، وباتت تشمل فعاليات أخرى بجانب تناول الطعام. وتقدم بعض المطاعم والفنادق الموائد المفتوحة التي تضم ألوانا شتى من المشهيات التي يعدها كبار الطهاة، مصحوبة بأرقى أنواع النبيذ. وثمة أماكن أخرى عامرة بالأنشطة والبرامج الترفيهية التي تستمد موضوعاتها من فنون السيرك المتحرك، بما فيها برامج تناسب الأطفال، فضلاً عن الفرق التي تعزف الموسقى الحية. وأحيانا يظل محبو السمر والسهر لحضور الأنشطة التي تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح. انتقل أدريان جون، وهو مؤسس ورئيس تحرير الدليل الإلكتروني “مستر وميسيز برانش الإمارات”، من بريطانيا للعيش في دبي قبل ثماني سنوات. وقد جرب وجبات البرنش هذه في العديد من الدول، لكنه يقول: “تفوقت دبي على الجميع، وانتقلت بتجرية تناول الطعام إلى مستويات أخرى أعلى من ذلك”. ويقول جون إن هذه الفعالية، المتمثلة في وجبات البرنش المترفة، تشكل جزءاً مهماً من حياة المغترب.

إنها ترمز إلى مرور المغترب إلى المجتمع الجديد الذي انتقل إليه، بل إنها الحل الجاهز لمناسبات أعياد الميلاد، وحفلات الزفاف، وتعرف القادمين الجدد على طريقة المعيشة، وعلى الدوائرالاجتماعية التي يأملون أن يصبحوا جزءاً منها. ويضيف جون: “الاندماج مع الرفاق المغتربين أفضل من الركون إلى الوحدة، وأفكار الحنين إلى الوطن”. لكن التمتع بهذه الوجبة له ثمنه الباهظ، فوجبات البرنش التي تشمل كميات غير محدودة من المشروبات الكحولية يمكن أن تكلف مئات الدولارات. في مومباي، يقدم فندق “جيه دبليو ماريوت” واحدة من أجمل وجبات البرنش في المدينة بسعر 60 دولاراً للفرد الواحد، في بلد يبلغ فيه متوسط دخل الفرد السنوي 616 دولاراً، حسب إحصاء منظمة غالوب لعام 2013. والمأكولات المقدمة تمثل كل قارة من قارات المعمورة، كما أن كؤوس الشمبانبا غير محدودة، وكذلك النبيذ الوارد من كل أنحاء العالم. ورواد المكان والزبائن هم من أثرياء البلد، والمغتربين الذين يقضون عدة ساعات هنا في أيام الأحد. أما في هونغ كونغ، فيقدم مطعم “ميرسيدس مي”، وهو جزء من شركة “مرسيدس بنز” هذه الوجبة مع مجموعة من المأكولات اليابانية والبوريفية، والاسبانية بسعر 75 دولارا،ً ويضاف إليها 40 دولاراً مقابل كميات غير محدودة من الشمبانيا. أما في دبي، فتقدم هذه الوجبة الفاخرة عادة أيام الجمعة والسبت، وهي أيام إجازة في العديد من الدول الإسلامية، وخاصة يوم الجمعة، الذي تؤدي فيه صلاة الجمعة. وهنا تأخذ هذه الوجبة مستوى آخر، فعلى سبيل المثال، يقدم فندق “ويستن دبي مينا السياحي”، وجبة برانش كاملة بسعر 180 دولاراً، وتشمل مشروبات كحولية بلا حدود، ووجبات حسب الطلب تطهى أمامك، وألعاب الأكروبات، وفقرة الساحر، وتلوين وجوه الأطفال. وفي قمة سلم الأسعار، يقدم مطعم “بيرشيك” في دبي للمأكولات البحرية وجبة برنش بنحو 800 دولار للفرد الواحد. لكن حتى مع هذه الأسعار الباهظة، لا تعدم هذه الوجبات الزبائن. ويقول ميتزجر إنه لكي تدفع حسب قائمة الطعام عن كل طبق أو مشروب، يمكن أن تصل الفاتورة إلى أكثر من السعر المحدد سلفاً.

ومازال بوسع الكثيرين تحمل هذا السعر. ورغم انكماش عروض المرتبات والمكافأت التقليدية التي يتلقاها المغتربون في السنوات العشرالأخيرة، فالعديد منهم لا يزال يتلقى مرتبات سخية. وتبلغ قيمة ما يحصل عليه مدير في مستوى وظيفي متوسط في هونغ كونغ 266 ألف دولار، وهو المرتب الأعلى في منطقة آسيا، والمحيط الهاديء، في حين يبلغ في سنغافورة 239 ألف دولار، وفي الهند يحصل المغترب من المديرين على 293 ألف دولار في المتوسط، حسب تقديرات مؤسسة “إيه سي إيه انترناشيونال”. وفيما يتعلق بالمرتبات وحدها يحصل المغتربون الذين يعيشون في الهند على ثالث أعلى مرتب في العالم، حسب مسح لمؤسسة “اتش اس بي سي اكسبلورر”، فضلاً عن أن قرابة 89 في المئة من المغتربين في الهند يتلقون امتيازاً، أو حافزاً مالياً واحداً على الأقل، حسب المسح المذكور. وإذا ما نحينا المغتربين جانباً، فلدى هذه الدول سكان محليون يملكون ثروة كبيرة، فمدينة مومباي، العاصمة المالية للهند، والتي تعد كذلك أغنى مدنها، يعيش فيها 46 ألف مليونير، و28 ألف ملياردير، طبقاً لمسح أجرته مجلة “نيو وورلد ويلث” عام 2017. اعتبارات ثقافية وتقدم الأماكن التي تقدم وجبات البرنش في دبي خريطة تعرف من خلالها القوانين الصارمة لتناول المشروبات الكحولية؛ فلا يُسمح للمسلمين بتناول تلك المشروبات في دبي، بينما يسمح لغير المسلمين بتناولها في أماكن معينة فقط. ومن هنا، توفر تلك الأماكن للمغتربين ملاذاً آمناً لتناول المشروبات الكحولية، ومن الممنوع تناول تلك المشروبات خارج حدود الفنادق أو المطاعم المصرح لها بتقديم مثل تلك المشروبات. وتقول نيكولا دانكان التي انتقلت إلى دبي قبل نحو أربع سنوات لتلحق بزوجها: “إنها طريقة سهلة للالتقاء بالأصدقاء، وفرصة لتكوين مجموعة جديدة من الأصدقاء بعيداً عن أرض الوطن”. وتقول دانكان إن معظم المغتربين يعيشون ثقافة البرنش مع تناول الشاي، أو العشاء الفاخر. وعندما يكون بوسعك أن تتناول المشروبات بغير حدود، وأن تتناول أطعمة فاخرة وشهية، وأن تعيش جواً اجتماعياً مرحاً، فهذا كله يصبح أمرا منطقياً مرتبطا بوجبة البرنش.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.