تسجيل الدخول

دارين حمزة: هكذا جندت في بريطانيا

فن ومشاهير
زاجل نيوز3 مايو 2017آخر تحديث : منذ 8 سنوات
دارين حمزة: هكذا جندت في بريطانيا

20

جريئة في أعمالها وفي تصريحاتها، لم تستطع الانتقادات أن تحد من طموحها أو تُسكتها، فانتقدت الدراما اللبنانية ورفضت أن تدّعي أننا نملك صناعةً سينمائية. الممثلة اللبنانية دارين حمزة تؤكد ان بداياتها الفنية في ايران دفعت المنتجين العالميين للعمل معها، مما طوّر قدراتها وإمكاناتها الفنية التي تعلمتها في لندن. وتكشف دارين عن فيلم ايطالي هو أول مساهمة لشركة الإنتاج خاصتها Winking Owl، كما تتطرق إلى الهجوم الذي تعرّض له فيلمها الأخير Nuts وغيره من الأعمال والنشاطات في هذا اللقاء…
– ذكرت سابقاً أن فيلم Nuts مثير للجدل، فهل كان الجدل بالقدر الذي توقعته؟
بتّ أعرف كيف يتلقى الجمهور الأمور، وأصبحت ذات خبرة في هذا الخصوص. كنت أعلم أن «ناتس» سيصدم الجمهور، لأنه فيلم سوداوي ويعالج مواضيع خطيرة ومحظورة، حتى أن العنف الذي يتخلله مزعج. الفيلم يحكي قصة «لانا» التي تعيش فراغاً عاطفياً على الرغم من أنها متزوجة، كما يطرق أبواب هذا الجيل الضائع. بالنسبة إلي «لانا» امرأة قوية، لكنها لا تدرك الاتجاه الذي يجب أن تسلكه، فتسقط بين أيدي أناس لا يمكنها التعرف إليهم في المجتمع إلا من خلال لعبة «الحظ» التي أدمنتها. هؤلاء الأشخاص يستسهلون القتل، ويقومون بكل الممنوعات. وهنا وددنا أن نسلط الضوء على جيل معين ضائع يشبه «لانا» وصديقتها «جيني»، ومدى عبثية شخصية «لانا»، حتى أنني سألت الكاتبة عن سبب سعادة «لانا» في آخر الفيلم عندما تم تكبيلها وصديقتها لقتلهما من جانب رئيس العصابة. ربما كان من المفترض أن تنهار، فقالت انها تراها بهذه الصورة، وأدركتُ انها تتحدث عن شخصية عبثية، حتى أن هناك جيلاً جديداً ملّ من الحياة ولا يملك هدفاً فيها. قررت أن أؤدي هذا الدور، علماً أنني لا أحب هذه الشخصية، ولست مغامِرة، وأردت أن ألعبها فقط لأسلّط الضوء على هذه الشريحة من المجتمع.

– لفتني أخيراً وجود ممثلات يؤدّين أدوار نساء محجبات في الأعمال السينمائية، ما لم نكن نراه في السينما اللبنانية سابقاً.
هذا صحيح، ولكن ثمة من هاجم هذه الظاهرة، واعترض على وجود محجبات في العمل السينمائي، علماً أنه لم يُهن المرأة المحجبة. حتى الشخصية التي أديتها (لانا) لم تظهِر انتماءها الى دين معين، وتجنبت التلفظ بالشتائم أو بكلمات غير لائقة إلا للضرورة القصوى. أما قاسم (غابرييل يمين) فهو رجل عصابة وتحدث بأسلوب رجال العصابات غير اللائق. حاولنا أن نكون واقعيين، ونثبت أننا في مجتمع يضم كل الأديان بما فيها من سلبيات وإيجابيات.

– ألا تعتبرين السينما تجميلاً للواقع؟
هي ليست تجميلاً للواقع، لكن قد تعمد السينما السياحية إلى تجميله أحياناً.

– ولكن هل يمكن أن نكون سوداويين إلى هذه الدرجة؟
السينما مرآة المجتمع، وتسلط الضوء على كل فئاته. نحب المرآة، لكن أحياناً نرفض شكلنا فيها، وهنا يختار الفرد القضية التي سيسلط الضوء عليها، سواء كانت إيجابية أو سوداوية، وهذا لا يعني أن السينما تصور كل المجتمع، وإنما شريحة واحدة منه.

– انتقادات كثيرة طاولت العمل، مثلاً عندما يقع انفجار في المبنى ويتناثر الزجاج عليك ولا تحرّكين ساكناً… كما كان يهمنا أن نعرف لماذا شعرت «لانا» بالملل من زوجها… 
ما ذكرتِه كان فعلاً فكرة المنتج، ولكن الكاتبة شقيقته أرادت أن تعكس واقعاً أقسى. ربما تخلل النص بعض الثغرات، ولكنْ هناك مشاهدون استمالهم ذهاب «لانا» إلى الـ Extreme، وأحبوا العبثية التي ميّزت  شخصيتها. لقد ذهبت إلى الموت وهي سعيدة وغير آبهة بشيء. أما في ما يتعلق بالانفجار، فهو مأخوذ من واقعنا في لبنان، إذ مررنا بمرحلة شهدنا خلالها سلسلة من الانفجارات، ورغم ذلك كنا نُكمل حياتنا بشكل عادي. عندما قرأت النص تضايقت، لكنني اكتشفت في ما بعد أنها محقّة، بحيث وصلنا إلى مرحلة لم نعد نتأثر بكل ما يجري حولنا. ثمة أشخاص يسيرون نحو الهاوية، ويعيشون عبثية الفراغ التي نجدها في الفيلم. أعتقد أحياناً أن علينا أن نُحدث خضة في المجتمع، لمعالجة هذه الآفات التي نتجنب الاعتراف بها. كما أنني لا أشجع الأفلام التي تعكس الواقع السياحي فقط، وإذا استسلمنا وتنكرنا لهذا الواقع سيكون مصيرنا مشابهاً لمصير «جيني» و«لانا».

– وهل اقتنعت بالنهاية؟
أحببت النهاية، لأن من الضروري أن تكون خاتمة هذه القصة مأسوية وليست سعيدة. ذلك أن أغلب أحداث الفيلم عبثية، ومن المنطقي أن تكون نهايته عبثية. وفكرة الفيلم تدور على أن حياتنا في لبنان تشبه لعبة «الحظ»، ولا ثوابت فيها، فقد ننام على مقولة أن هذا الفريق السياسي ضد ذاك، ونستيقظ في اليوم التالي لنجدهما وقد تصالحا. يوم يتظاهر الشعب بسبب انقطاع الماء والكهرباء، وفي اليوم التالي يجلسون في منازلهم كأن المشكلة حُلّت، وهكذا… لبنان بلد عبثي ومصائرنا عبثية، إذ وقع العديد من الانفجارات في الشوارع وأودت بحياة المارّة، وكان مصيرهم غير متوقع… هذا ما صوّره الفيلم.

–  لكن الفيلم هوجم بقوة…
لم يقتصر الهجوم على «ناتس»، بل طاول أيضاً «بالحلال». وأتساءل لماذا لا تُهاجم الأفلام المصرية حين عرضها، خصوصاً أنها تناقش قضايا كالمحجبات والتحرش والطلاق وبيت الطاعة. لعبت دور امرأة مطلّقة، وبيّنت القمع الذي تتعرض له، وتزوجت زواجاً موقتاً وكان «بالحلال»، وركزنا على نظرة المجتمع الى المرأة المطلّقة. من يعترض على أننا تطرقنا إلى قضايا المرأة فهذه مشكلته، وقد حاز فيلم «بالحلال» جوائز عالمية. حاولنا أن نسلط الضوء على العدل الذي يتميز به الدين الإسلامي، والذي أعطى المرأة كامل حقوقها. في السينما نضيء على جوانب تخفى على المشاهد. مثلاً في ما يتعلق بـ»ناتس»، قدمت رسالة غير مباشرة لشباب ربما يرغبون في تجربة لعبة «الحظ»، وبالتالي ستردعهم مشاهدة الفيلم.

– قرأت تعليقات تقول: «مشاركة دارين في هذا الفيلم تعني أن مستواه هابط»، ما هو تعليقك؟
هذا رأيهم، عندما نلت جائزة أفضل ممثلة من اليابان عن فيلم «بالحلال»، كنت أمثّل بلدي في الخارج وهي المرة الأولى التي يحوز فيها لبنان جائزة من اليابان، علماً انهم لا يعرفون أين يقع لبنان. وشاركت في مهرجان Sundance السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي ونوتردام وفي ألمانيا وفرنسا… وبالتالي لا يعنيني تقييم هؤلاء الأشخاص، بما أنه يتم تقييمي وإنصافي ممن يفهمون في السينما وأحوز على أعمالي جوائز عالمية. وفي النهاية، هناك من يحبك ويحب أعمالك، والعكس صحيح،  و«الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة»، وكل من يجول العالم مثلي بأفلامه ويحترف أكاديمياً ويعمل مع الإيرانيين والألمان والفرنسيين، فإنتاج «بالحلال» كان ألمانياً، وأعتقد أنني لو لم أكن ناجحة لما كنت دُعيت للمشاركة في أكثر من عمل محلي وعالمي. ولا أدري ما إذا كانوا يرغبون في إنتاج أفلام هامشية تستخف بعقول المشاهدين ولا تسمح لهم بالتفكير في أي مجتمع يعيشون… فليبقوا في حالة تخدير. كما أنهم يريدون صبغي بلون معين، وأرفض تصنيفي لجمهور معين، فأنا فنانة حرة أقدّم كل الشخصيات في المجتمع.

– ما صحة ما قيل عن اقتطاع بعض المشاهد في فيلم Nuts خلال عرضه في لبنان، لكنه عُرض في مهرجان دبي كاملاً؟
هناك مشهد واحد فقط تم اقتطاعه، ولكنني لم أتنبه ما إذا كان قد حُذف المزيد من المشاهد.

– بعيداً عن الانتقادات التي وُجّهت إلى الفيلم، أديت دوراً جديداً وقاسياً.
لعبت دور «لانا» من كل قلبي، شعرت بأنها يجب أن تكون امرأة غامضة، ولا ينبغي أن نعرف طبيعة مشاعرها ورد فعلها من خلال ملامح وجهها. حتى انها كانت قاسية مع زوجها، باستثناء تعاملها مع ابنها، لأن الأمومة هي العامل المشترك بين كل النساء مهما كانت المرأة قاسية في طبيعتها، فهي المرأة التي لا يمكن خرق جدارها بسهولة، وتقصدت أن تكون ردود فعلها من خلال عينيها.

– كيف كان التعاون مع فريق العمل؟
كل فريق العمل كان رائعاً، وكمنتجة فنية كنت أتابع الـCastingg، كما ان شخصية ألكسندرا قهوجي مثيرة للجدل، وأحببت كثيراً التعاون مع غابرييل يمّين، فمعه استطعت أن أقدّم أفضل أداء، بالإضافة إلى طارق تميم وحسّان مراد، كل هذه الأسماء لها تاريخها الفني العريق. حاولت أن أجسّد دوراً لم أقدمه من قبل، وأناقش قضية تدفع بالفرد الى التفكير في مجتمعه. أحياناً أقدم أفلاماً ترفيهية مثل «يلا عقبلكون» و«يلا عقبلكون شباب»، وبعدما علمت أن «ناتس» و«يلا عقبلكون شباب» سيصدران معاً، حاولت أن أجسد شخصية مختلفة تماماً عمّا قدّمته في السابق. حتى أنني ارتجلت كثيراً في العمل، والمخرج شادي حنا أعطاني مساحةً كبيرة لأُعدّل في النص وأرتجل، في «يلا عقبلكون شباب» أقدم شخصية امرأة ثرثارة نصادفها كثيراً في حياتنا اليومية، ودورها مختلف عن «ياسمينا» الرافضة للتقاليد في الجزء الأول من الفيلم، بينما ظهرت في الجزء الثاني منه امرأة تقليدية.

– «زها» في فيلم «بيروت أوتيل» كانت محور العمل، واليوم «لانا» هي محور فيلم «ناتس»، كيف تطور الجانب التمثيلي في شخصيتك؟
تتلمذت على ايدي أساتذة أقوياء، وجُنّدت بالعلم في بريطانيا في الدراسات العليا في الإخراج والتمثيل. ولا يمكن تصنيفي في خانة كل الممثلين، هناك فارق بيني وبين الآخرين. وأخيراً اكتسبت خبرتي السينمائية من السينما الايرانية، وسأقولها وأكررها، ولا تُخجلني أبداً. الجميع يعلم أنني قدمت أول أدواري السينمائية في ايران. لا صناعة سينمائية في لبنان، ولم نحز أوسكاراً بعد، بينما في ايران حازوا أوسكارات عدة، وبالتالي عليهم ألاّ يستخفوا بالممثل الذي عمل في الخارج، وقد تعاونوا معي لأنني بدأت من خارج لبنان. تطورت شخصيتي من ناحية وعيي وإدراكي لواقع البلد والجمهور، وبت أنضج، لكنني اكتشفت أيضاً أن كل شيء يتم تسييسه وأن من المفترض أن نلتزم الصمت.

– نشهد أخيراً كثافة في الإنتاج السينمائي اللبناني، ألم نبدأ بصناعة السينما؟
نحن كممثلين محترفين نساعد كل من يرغب في أن يقدم عملاً سينمائياً، نساعده في تعديل النص ونقدم أداءً جيداً ونعرّفه على وسائل الإعلام التي نعرفها، وعلى ممولين أيضاً. ساهمت في انتاج «ناتس»، وسأوسع نشاطاتي في الانتاج، وكممثلين علينا التعاون مع مخرجين أقوياء، إذ إننا نتمتع بطاقات تنفيذية جيدة وثمة من بدأ يثق في السينما، إلا أننا لن نصل إلى صناعة فعلية في السينما، لأن عدد السكان في لبنان لا يتجاوز الأربعة ملايين نسمة، وهذا ينعكس سلباً علينا.

– لماذا يرفض بعض اللبنانيين مشاهدة فيلم لبناني في السينما؟
بالفعل، فعندما يصدر فيلم لبناني مقابل أربعة أفلام أميركية قوية، سيفضّل المشاهد متابعة الفيلم الأميركي، ولو اتخذ خيار الفيلم اللبناني أحياناً فلن يجد النوعية الجيدة. بالاضافة إلى قلة عدد السكان في لبنان، مثلاً في مصر عدد السكان حوالى 90 مليون نسمة، إذا شاهد ربعهم الفيلم سيحقق أرباحاً، كما أن صناعة السينما تتطلب إنتاج نحو مئة فيلم سنوياً، ونتمنى أن نرى بصيص نور في السينما اللبنانية.

– لماذا يتخلل غالبية الأفلام اللبنانية كم كبير من السُباب والألفاظ النابية؟
لأن غالبية الشعب اللبناني يُكثرون من السُباب والشتائم في أحاديثهم اليومية، وأعتقد ان هذا يلوّث السمع. وفي لبنان نسب التلوث مرتفعة، سواء أكان في الهواء أم التربة أم السمع. ويزعجني الناس الذين يتنكرون للواقع، مما أدّى إلى وصم اللبناني بالكذب، ومعايرته بأنه يرتدي أجود أنواع الملابس، لكن بلده مهترئ! فليصلحوا هذا البلد… تحدثنا عن الدراما فهوجمنا، تطرقنا الى الفساد وأزمة النفايات قُمعنا بقوة، بقي لدينا فسحة من خلال السينما وبعض وسائل الإعلام.

– كيف كان لقاؤك بإيفا لونغوريا في دبي؟
خلال فعاليات مهرجان دبي السينمائي، نظمت إيفا لونغوريا حفل عشاء خيرياً بعنوان  Global Gift Foundation، يعود ريعه هذا العام إلى اللاجئين، وقرروا أن يضم الحفل عدداً كبيراً من النساء، لأن إيفا تدعم المرأة وتساهم في نهضتها، ووجدوني مرشحة جيدة لأنضم إلى هذا العشاء، وكان شرفاً كبيراً لي أن أمثّل لبنان. جلست إلى جانبها ولم تكن تعرف أنني لبنانية، بل اعتقدت أنني ايطالية، وسألتني عن فستاني وأخبرتني أنها ترتدي ثوباً من مصمم لبناني، وأشادت بمصممي الأزياء اللبنانيين الذين وصلوا إلى العالمية. كما سألتني عن أعمالي، وأعربت عن رغبتها بمشاهدة فيلمي، ورأت أنه من الصعب العمل في محيطنا لندرة الفرص.

– هل تملك فكرة عن السينما العربية أو اللبنانية؟
تعرف لونغوريا أن الفرص قليلة، وأن لبنان بلد صغير، وتدرك أن الأعمال محلية أكثر منها عالمية، وبدوري حدّثتها عن السينما اللبنانية.

– كم من الوقت يلزمنا كي نتحول إلى سينما عالمية؟
الأمر ليس بالصعوبة التي نتصورها، فالسينما العالمية بدأت تتناول الشرق الأوسط في مضمون أفلامها.

– تتناول القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط ولكننا لا نجد نسخة شبيهة بالممثل العالمي عمر الشريف مثلاً!
هذا صحيح، وأعتقد أن الأمر صعب للغاية، فدائماً يُسند الى العربي دور الارهابي، ولكن تبقى هناك استثناءات، كالممثل المصري عمر واكد الذي أدّى دور شرطي فرنسي من أصل عربي. ولكن أن يؤدي فنان عربي دور البطولة مثلما كان يفعل عمر الشريف فهذا صعب جداً. أعتقد ان علينا أولاً أن نغيّر صورتنا كعرب.

– درست المسرح، لكن لماذا أنتِ بعيدة عن خشبته؟
تواصل معي المخرج كارلوس شاهين أخيراً، وقبله جورج خبّاز وجاك مارون، لكنني لا أجد نفسي في المسرح. خلال دراستي، كنت قوية جداً على المسرح، ولكنني أحب تقنيات السينما أكثر.

– ألا تعتقدين أن المسرح أصعب من السينما؟
على العكس، في المسرح موقع واحد ونتدرب على النص حوالى الشهرين، والمشاهد تتوالى، لكن في السينما ربما نبدأ التصوير من النهاية. متعة المسرح أن الطاقة تصل مباشرة إلى المشاهد، وأنا أعشق حضور المسرح. في لندن اعتبروا أن دراستي للمسرح أمر إيجابي، وأشهر نجوم هوليوود درسوا المسرح في بداياتهم مثل روبريت دينيرو، آل باتشينو، ميريل ستريب… جميعهم محترفون على المسرح حيث يفرغون طاقاتهم ويصل إحساسهم الى الحاضرين، بينما في السينما يستطيع الممثل أن يوصل إحساسه من خلال نظرة عينه ربما، فالتقنيات مختلفة.

– متى سنراك في الدراما اللبنانية؟
يُعرض عليّ الكثير من الأعمال، لكنني أرفض تشتيت أفكاري، وسأشارك في عمل درامي مصري مع درة لرمضان المقبل.

– تتمتعين بشخصية عفوية…
فعلاً، شخصيتي بعيدة عن التصنّع. وأود ان ألفت إلى أنني خضعت لدورات تدريبية في نيويورك لتأدية الأدوار السينمائية، كما ان العفوية بحاجة الى بذل جهد لنصل إلى هذه النتيجة.

– من تنافسين اليوم؟
لا أحب المنافسة، وأتواصل مع الممثلين، وقد عملنا في «يلا عقبلكون» في الجزءين كفريق واحد. جميعنا ساعدنا نيبال عرقجي الكاتبة والمنتجة في إنجاح الفيلم. كل من يعمل لإنتاج عمل جيد أقف إلى جانبه، نحن لسنا في مباراة رياضية، بل نسعى لأن نقدم أعمالاً ناجحة ترفع من مستوى هذه الصناعة.

– ما هي الأدوار التي تعتقدين أنها لا تشبه ملامحك؟
أحاول أن أقدم كل الأدوار، وأعتقد أن هذا ما يميز الممثل المحترف عن الممثل الناجح في مكان واحد. دائماً علينا أن نحكم على الممثل بعد ثلاثة أفلام، ولا يمكننا أن نحكم عليه من العمل الأول، وعليه أن يقنعنا بتجسيده أكثر من شخصية.

– ما قصة الاستعانة بك في السينما الايرانية لأنك لم تخضعي لأي عملية تجميل؟
هذا صحيح، ولكن هذه احدى الصفات المطلوبة من الممثلة التي كانت ستعمل معهم، لذلك ذكرت أن السينما الايرانية قوية وتحوز جوائز عالمية. حتى في NUTS تواصل معي المنتج طارق سيكياس قبل أن يُكتب النص، وأخبرني بأنه يريد ممثلة محترفة ويكون تمثيلها طبيعياً وعفوياً.

– ما هي الشخصية التي ترغبين في تقديم قصة حياتها؟
تستهويني الشخصيات التاريخية ولكن تكلفتها الانتاجية عالية، مثل أليسار وعشتروت. أحب أن أجسد قصة حياة مي زيادة، تلك الشخصية الرومانسية، التي سجنت في مصحّة عقلية، وهربت إلى مصر، بالإضافة إلى رسائل الحب بينها وبين جبران خليل جبران، وأعتقد أن عائلتها لا ترغب في التحدث عن هذه المأساة… فحياتها يمكن أن تُترجم الى عمل سينمائي يجمع الحب والألم والدراما والشعر.

– حدّثيني عن طفولتك…
جدّي كان مدير ثانوية «سوق الغرب»، كنت أعيش في سوق الغرب، وكانت منطقة مشتعلة أثناء الحرب الاهلية، مما اضطرنا الى النزوح  إلى بيروت، ثم أرسلني أهلي مع أشقائي إلى لندن، وبعدما هدأت الأوضاع الأمنية عدت إلى لبنان، وكنت أرغب في دراسة المسرح، وقد اكتشفت السينما والمسرح في لندن وتعرفت إلى ثقافة الفن في المدرسة، حتى أنني أكملت دراساتي العليا في بريطانيا، التي أعتبرها بلدي الثاني. وأؤكد أنني أسست نظرتي للتمثيل في لندن، لذلك لا آبه لما يقوله الناس. أعتقد أن الأخبار باتت أعنف من الأفلام، فوجئت بهجوم الناس على الأفلام السينمائية، علماً أن حقوق المواطن مسلوبة ولا أحد يتحرك من أجل استعادتها.

– وجودك بين شابين في البيت هل أفقدك أنوثتك؟
لا أبداً، لكنني إلى جانب أنوثتي اكتسبت القوة، فنشأت كـ«أخت الرجال». حزت ثقة أهلي، وكانوا يطلبون مني دائماً ألا أخاف من أي شيء أكون مقتنعة به، واكتسبت قوتي من والدي وعائلتي، ومن الناس الذين يثقون بأنه لا يصح إلا الصحيح.

– هل هناك متطفلون على السينما اليوم؟
بالتأكيد، هناك دائماً مكان للجميع، وفي هوليوود فئة A وB وCC، كما أن هناك مطعماً سعره مرتفع وآخر متوسط أو منخفض السعر، إلى جانب نوعية الأطباق، فالسينما كالمطعم ولكل مطعم رواده.

– هل يزعجك أن يحقق نجوم الـClass C نسبة مشاهدة تفوق الـClass A؟
السينما تعكس صورة المجتمع، سواء كان مجتمعاً مثقفاً أو ذوقه هابطاً، ونحاول أن نرتقي بالذوق العام لكي نطوّر الفكر الانساني. ولكن للأسف هناك حالة عامة، حتى البرامج باتت هابطة. ثمة شريحة كبيرة تحب أن نكذب عليها، كالمثل الشعبي الذي يقول «كذّب وسلّينا».

– ذكرت أكثر من مثل شعبي خلال حديثك، إلى أي مدى تستخدمين الأمثال الشعبية؟
أستخدمها كثيراً، بما أنني أحرص على انتقاء كلماتي وأبتعد عن السُباب والشتائم… أستعين بالأمثال لأنها «بتفشلّي خلقي».

– ما الذي يجعلك تتفاءلين؟ 
أتفاءل عندما أتلقى التهنئة من كثيرين يشيدون بأدائي وأعمالي، وبجرأتي في طرح المواضيع وكأنك تطلقين صرخة توعية للجمهور. يسعدني هذا التقدير، وكذلك عندما يتواصل معي الأجانب ويهنّئونني ويرغبون في العمل معي، إن كان في فرنسا أو ايران أو حتى ايطاليا. وأستعد الآن للمشاركة في فيلم ايطالي، تدور أحداثه في سوريا، وسأقدم فيه شخصية أجنبية، كما أنني الفنانة العربية الوحيدة التي تمثل فيه، وسأساهم في الإنتاج من خلال شركتي Winking Owl، لكننا سنصوره في لبنان، وسيكون العمل باللغتين الانكليزية والايطالية.

– ما القضية التي يتناولها؟
الفيلم يناقش الوضع في الشرق الأوسط، وبالتأكيد لن ألعب دور إرهابية، فكل هذه الأعمال تمدّني بالأمل. وهناك مقولة أرددها باستمرار: «لو بقي جبران خليل جبران في لبنان لكان دُفن مع كتبه، ولما سمع به أحد». وما يؤكد لي أنني أسير في الطريق الصحيح، هو تلقيّ عدداً كبيراً من العروض العالمية. وهذا الفيلم هو المشاركة الانتاجية الأولى لشركتي التي أطلقتها أخيراً.-

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.