روى رجل يصف نفسه بـ”الطيار الأكثر حظاً في العالم” تفاصيلَ الحوادث الإحدى عشرة التي تعرَّض لها أثناء تحليقه لنقل عمال مناجم الذهب غير الشرعيين والعاهرات إلى مختلف أنحاء أدغال البرازيل.
قضى كلينغر بورغس دو فالي، المتقاعد حالياً، أربعة عقود في العمل بالسوق السوداء للذهب، وفقاً لما جاء في تقريرٍ لصحيفة دايلي مايل البريطانية.
وخلال عمله بالطيران، تعرَّض دو فالي لأحد عشر حادث تحطم طائرة، وحادث حريق على متن الطائرة، تسبب في مقتل اثنين من ركابها، إضافة إلى فقدان ثلاثة من أشقائه في حوادث طيران منفصلة.
نشأ دو فالي في مدينة إيتايتوبا، التي تقع في أعماق الغابات الاستوائية البرازيلية، حيث كان أمامه خياران لمسيرته الوظيفية: أن يكون عاملاً غير شرعيٍ في مناجم الذهب، أو طياراً يساعد عمال المناجم غير الشرعيين في مختلف أنحاء غابات الأمازون.
واختار دو فالي وأشقاؤه الستة أن يكونوا طيارين، لأن عمال المناجم غير الشرعيين يعيشون حياةً محفوفةً بالمخاطر.
وكان دو فالي واحداً من آلاف الطيارين الذين نقلوا عمال المناجم غير الشرعيين والعاهرات، بواسطة طائرته ذات المحرك الصغير، من مناجم الذهب غير الشرعية إلى مطار مدينة إيتايتوبا.
وحلَّق دو فالي بطائرته داخل وخارج إيتايتوبا -التي يُصنَّف مطارها ضمن أخطر عشرة مطارات في العالم- لمدة 40 عاماً.
وقال دو فالي في تصريحات لصحيفة ذا غارديان البريطانية: “هذا هو أخطر مكان للطيران بدون شك، لقد فقدت العديد من أصدقائي الذين ماتوا في حوادث”.
وكان يضطر دو فالي عادةً إلى الهبوط على مدارج مؤقتة في الغابات، وكانت عبارة عن 300 متر من الحشائش على جانبي التلال المليئة بالحجارة الصخرية.
وعن عمله لمدة 40 عاماً كطيار، قال دو فالي للغارديان: “أنا الطيار الأكثر حظاً في العالم. أي شخص آخر كان سيلقى حتفه”.
وقال الطيار إن هذه الوظيفة كانت مجزية، وإنه قضى أوقاته في الاحتفال وتعاطي المخدرات وإنفاق الأموال وشراء السيارات.
وقال دو فالي: “كنا نقيم الحفلات ونملأ الطاولات بالمخدرات. كان من الممكن أن أشتري ثلاث سيارات جديدة كل عام، وأصطحب معي حقائب مليئة بالأموال حينما أذهب في عطلة، ولكن الأمر تغيَّر الآن. الأيام الرائعة انتهت”.
وكان شقيق دو فالي الأكبر أول من مات في حادث تحطم طائرة، عندما سقطت طائرته في الغابة منذ 40 عاماً.
ولقي شقيقه الأصغر مصرعه أيضاً في حادث في ديسمبر 2016، وقال دو فالي تعليقاً على الحادث: “لا أحد يعلم ماذا حدث”.
وفي حين تقاعد دو فالي عن عمله بسبب مشاكل صحية، حذا ابنه وابن شقيقه حذوه.
ورغم تصدِّي الحكومة لعمال المناجم غير الشرعيين، ما زالت رحلاتهم تُشكِّل نسبة 80% من إجمالي الرحلات في مطار إيتايتوبا.
وقال أنتونيو أندرسون، الذي يعمل موظفاً بالمطار، لصحيفة ذا غارديان: “لدينا 30 رحلة طيران في اليوم. في الثمانينات كانت لدينا 300 أو 400 رحلة. كانت لدينا رحلات كثيرة حينئذٍ إلى درجةِ أن الطائرات كانت تضطر إلى الدوران في السماء والانتظار حتى تهبط، بينما تصطف طائرات أخرى في كل بقعةٍ فارغةٍ في موقف الطائرات”.