استمرت احتجاجات الأهوازيين أمس الجمعة لليوم الخامس على التوالي أمام مبنى المحافظة وسط مدينة الأهواز، لاستمرار انقطاع الكهرباء وسوء الخدمات والتمييز وغيرها من المشكلات التي تعاني منها المدينة والإقليم الغني بالنفط بشكل عام، حيث أدت الضغوط إلى إقالة اثنين من المسؤولين المحليين في المحافظة، وقمعت قوى الأمن الداخلي الاحتجاجات وقامت بتفريق المتظاهرين.
وأعلن متحدث باسم قوى الأمن الداخلي في بيان فرض حالة الطوارئ، محذرا من الاستمرار في أي تجمعات تحت أي عنوان، كما هدد باعتقال كل من يشارك في أي مظاهرات مقبلة.
من جهة أخرى، تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورا لقوات مكافحة الشغب تستقل السيارات الرباعية الدفع والدراجات على مداخل مدينة الأهواز.
وقال ناشطون إن السلطات استدعتها من محافظتي فارس ولورستان لقمع المتظاهرين الذين خرجوا في الأهواز والكورة والفلاحية وباقي مدن إقليم عربستان الذي تطلق عليه السلطات اسم «خوزستان» رسمياً.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» -في وقت سابق- أنه تمت إقالة كل من المدير العام للجنة إدارة الأزمات في المحافظة هاشم بالدي، والمدير العام للموارد الطبيعية في محافظة خوزستان (الأهواز)، على ضوء استمرار الاحتجاجات في الأهواز.
من جهتها قالت مصادر محلية لـ«العربية.نت» إن تيارين رئيسيين كانت لهما مشاركة واسعة في الاحتجاجات وتنظيمها، أولهما تيار نشطاء المجتمع المدني في الأهواز والمجموعات الناشطة على الأرض، التي نظمت خلال السنوات الماضية عدة وقفات احتجاجية ضد التلوث البيئي ومشاريع الحكومة الإيرانية لنقل مياه نهر كارون إلى المحافظات الإيرانية الأخرى.
وخلال الأيام الماضية، رفع هؤلاء الناشطون شعارات قومية تندد بالتمييز ضد العرب وتطالب بمنح الشعب العربي حقوقه الأساسية، ولاسيما الحقوق الثقافية كتعليم لغة الأم، وكذلك طرحوا مطالب معيشية كمكافحة البطالة وغيرها، بالإضافة إلى الاحتجاج على انقطاع الكهرباء المستمر وتصاعد الغبار والتلوث الذي أدى إلى كوارث بيئية وصحية.
أما التيار الثاني الذي انضم مؤخرا إلى الاحتجاجات فهم من التيار الإيراني المحافظ ومعظمهم من الأقلية المهاجرة ويطالبون بعزل محافظ الأهواز الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي، بينما يقول الإصلاحيون إن سياسات المتشددين أثناء 8 سنوات من حكم الرئيس السابق أحمدي نجاد هي السبب في إيجاد الكوارث في هذه المحافظة.
بينما يقول الناشطون الأهوازيون في الداخل إن كلا التيارين والحكومات الإيرانية المتعاقبة عملت بشكل ممنهج على تدمير البيئة في الأهواز بهدف إفراغ السكان من مناطق معينة من أجل تسهيل عمليات استخراج النفط، وبالتالي فإن هذا يصب في صالح مخطط التغيير الديموغرافي الذي تنتهجه الحكومة المركزية ضد عرب الأهواز.