جلجل الشام فالحواضر نار
ودعا الثأر فاشهــدي يا قفار
وأرى في الشآم بعثا جديدا
عمرٌ قاد جمعه مختار
وأرى في الشآم في كل قطر
قطزا خلف ظهره جلنار
وتنورتُ في دمشق ليوثا
كل ليث في سربه زآر
ودماء قد ضرجت من بني الشـ
ـام وجوها كأنها أقمار
وبدرعا وبانياس ودوما
وبحمص والزور ضج جؤار
وحماة وما حماة حماة الدار
أحمى وطيسها الاحمرار
ليس غروا ياشام خيرك باق
وعريقٌ وقاطنوك خيار
جاء في فضلك الحديث صحيحا
ذاع منه تواتر واشتهار
ربنا عصبة الفساد استطالت
واستشرت فمكرها كُبّار
ربنا هدّموا المساجد جهرا
قد علا للمجرمين فيها خوار
ربنا دنسوا كتابك حتى
بين دفيه أطفئ السيجار
ربنا فانتقم عزيز انتقام
واشف منها الصدور ياجبار
عصبة في الشآم جارت علينا
قد تولى لكبرها بشار
ذنب للغزاة باغ زنيم
ساقط الغدر فاجر غدار
صار في غفلة من الدهر رأسا
وزعيما جاءت به الأقدار
علوي وجده أعجمي
ولدته طهران أو قندهار
زرعت أهله فرنسا وقالوا
ثورة الفتح واسمها آذار
وزعيم التقدميين في الشرق
له البعث راية وشعار
كل يوم له قيامة هول
شاب منها من الصبي عذار
فجر القتل في الشوارع حتى
فجرت من دمائهم أنهار
وله بالرصاص إصلاح شعب
مستضام وبالسلاح حوار
إيه بشار فاقض ما أنت قاض
فقريبا تجتثك الأحرار
إيه بشار أبشرن بخزي
ولك النار عاجلا والعار
يالقومي وفي السجون عذارى
قابعات يرتادها الفجار
إن أناتها كوقع نصال
مزق القلب حدها والشفار
يالقومي وفي الحديد أياد
داميات يئن منها الإسار
يارجال الشآم قد طفح الكيل
فثوروا قد يفلح الثوار
أيها الصابرون في الشام بشرى
عقب الليل قد يلوح النهار
إن طلقات ذلك البطش طلق
لمخاض تحوطه الأخطار
ومخاض الأحداث دام عسيرٌ
كرب في أثنائه وزحار
بعده يعلن الحياة وليد
مشرق الوجه كله أنوار
يتلاشى لأمه كل كرب
إن رأت عينه ويطفا السعار
أيها الثائرون في الشام صبرا
وثباتا إذا دهى الإعصار
عاتيات الرياح يعقبها الغيث
هنيئا وهاطل مدرار
فإذا البيد والصحارى جنان
ورياض يعمها الاخضرار
أيها القابضون دهرا على الجمر
رويدا ويرمد الاستعار
ويصير الجحيم بردا سلاما
مثلما رامت الخليل النار
إيه ياخادم المجوس قريبا منك
والفرس سوف يقضي الثار
إن للقادسية اليوم ذكرى
جددوها يا أيها الأغيار
ولذي قار موعد ليس ينسى
حين يطلى بعارضيك القار
ولنصر الشيطان قولوا رويدا
لتصكن سمعك الأخبار
لست تعدو ياوغد قدرك فاخسأ
أنت يا نذل الجعل و الصرصار
وإذا انجلى الغبار ستبلو
فرس قد ركبته أو حمار
أجمعوا أمركم بني الشرك وامضوا
عمل خاسر وسعي بوار
كلكم سوف تغلبون جميعا
وقريبا بنيانكم ينهار
وإذا أشرقت شموس وصال
أفلت بعد عالم ومنار
يالدرعا حوران منا لك
الود ومنا الإجلال والإكبار
حين مرغت للنصيري أنفا
ناله منك ذلة وانكسار
ماثناك الرصاص صبوه صبا
والجنازير قادها الجزار
كلما أوغلوا بساحك بطشا
زاد منك الثبات والإصرار
أنت درع لحوزة الشام حصن
وملاذ تأوي له الأنصار
سيقول التاريخ يوما من الدهر
لدرعا نقيبة وفخار
حين دقت في نعش بشار
مسمارا فحانت منية واحتضار
فإذا الشام كله صار نعشا
وإذا الشعب كله مسمار
وإذا الشام قد تفجر نارا
وبدرعا قد بان منها شرار
ما لعينيك قد تلاشى جمال
الحسن منها وطرفها محتار
لن تراعي يادرة الشام كلا
حسبك الله الواحد القهار
ماجناه بشار فيك له
الويل فدى دمع مقلتيك فجار
وقريبا سيكسر القيد والغل
ويجلي عن وجنتيك الغبار
يغسل الدم عن محياك في عر
س بهيج يلقى عليك النثار
فإذا أنت في السما شمس أفق
وإذا أنت في الرياض نوار
أيها الثائر المنادي جموعا
قد سباها عن صوتك المزمار
وقنى العهر والقيان ودور
ي شباب والكأس والقيثار
هل لهم في السماء عهد وثيق
أم دهاهم جراءة واغترار
إن خيرا لهم إلى الله عود
وبكاء وتوبة واعتذار
حفظ الله دارنا ورعاها
فهي للدين والعقيدة دار
وحماها من كل شر وكيد
تفتريه الروافض الكفار
جلجل الشام
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=35469