كاد معظم التقارير التي تتناول الهواتف الذكية التي ستظهر العام المقبل، يجمع على أنها ستشهد تحسينات وإضافات تتجاوز بصورة ملحوظة ما شهدته في عام 2016.
وأظهرت التقارير أن هواتف 2017 الذكية ستكون أكثر نحافة وأخف وزناً، وأعلى سرعة، وأعمق فهماً لسلوكيات المستخدم، فضلاً عن أنها ستأتي بشاشات أشد وضوحاً، وبطاريات أطول عمراً، ومعالجات أكثر قوة، إضافة إلى وحدات تخزين أكبر سعة، وقدرات أكثر اتساعاً، علاوة على السرعة في التواصل مع الأجهزة المحيطة.
وتعددت التقارير التي ظهرت خلال الأسبوع الجاري وتناولت القدرات والخصائص المتوقع ظهورها في الهواتف المحمولة خلال العام الجديد، لكنّ تقريراً نشره موقع pcworld.com لخص أهم هذه الخصائص في 10 نقاط رئيسة.
تصميمات جديدة
أفاد التقرير بأن النقطة الأولى تتمثل في أبرز التوقعات الخاصة بتصميمات الهواتف الجديدة، مشيراً إلى أن شركة «أبل» ستجري «عمليات تجميل» لتصميم «آي فون» الذي ظهر منذ 10 سنوات، في حين من المتوقع أن تطرح شركة «سامسونغ» الهاتف الذكي القابل للطي، وإن كان هذا غير مؤكد الحدوث. لكن التقرير بين أن الخاصية أو السمة الأكثر شيوعاً، ستكون الهواتف الذكية ذات التصميم الذي يوفر خاصية القابلية للتهيئة عند الاستخدام، مثل هاتف «موتورولا» طراز «موتو زد»، وهاتف «إل جي» طراز «جي 5»، اللذين تم استيحاؤهما جزئياً من مشروع «غوغل» المعروف باسم «أرا»، فضلاً عن هاتف «لينوفو سي بلس»، وهو نموذج أولي لهاتف ذكي قابل للطي، يمكن أن يعمل مثل الساعة.
شرائح إلكترونية أسرع
وذكر تقرير pcworld.com أن النقطة الثانية التي ستميز هواتف العام المقبل، هي أنه سيصبح عرض الرسوميات والتعامل معها أكثر سلاسة ونعومة، إذ ستعمل التطبيقات بمعدل أسرع كثيراً، موضحاً أن السبب في ذلك يعود إلى التحسين الكبير المتوقع في قدرات الشرائح الإلكترونية أو المعالجات التي تعمل بها الهواتف. وأضاف أن شركة «كوالكوم»، أكبر صانع لشرائح معالجات الهواتف الذكية، أعلنت بالفعل عن شريحة «سناب دراجون 835»، التي يمكن تركيبها في بعض الهواتف العاملة بنظام التشغيل «أندرويد» من قبل الشركات الكبرى، إضافة إلى أن هناك أيضاً الشريحة من طراز «ميدياتيك هيليو إكس 30» التي تضم 10 محاور أو نوى، وهو أعلى رقم من المحاور موجود في المعالجات الدقيقة للهواتف الذكية، ما يعني مزيداً من قوة الحوسبة، تجعل الهواتف الذكية والأدوات اليدوية عموما تقترب أكثر من الأداء الكلي للحاسبات الشخصية.
الواقع الافتراضي
ووفقاً للتقرير، سيعمل الارتفاع المتوقع في سرعة أداء الهواتف الذكية على جعلها تشغل تطبيقات مثل الواقع الافتراضي، التي تحتاج إلى مصادر حوسبة قوية، فعلى سبيل المثال، سيكون بالإمكان توصيل بعض الهواتف الذكية بمنتج «داي دريم» من «غوغل»، لنظارة الرأس العاملة بتقنية الواقع الافتراضي، لمشاهدة الأفلام وممارسة الألعاب أو التجوال في العالم الافتراضي. ولفت التقرير إلى أن هذه النقطة الثالثة، هي ما يميز العام الجديد، إذ ستظهر هذه الخاصية مع العديد من الأجهزة راقية المستوى ومن المستوى المتوسط، بعدما تتوافر لهواتف الواقع الافتراضي الشاشات ذات الوضوح والدقة الأعلى لتوفير خبرة مشاهدة جيدة.
شبكات «إل تي آي»
أما النقطة الرابعة، التي أشار إليها التقرير، فتتلخص في أنه سيكون بإمكان عدد كبير ومتزايد من هواتف 2017 الذكية العمل مع أحدث التحسينات في شركات «إل تي آي» للاتصالات المحمولة، مبيناً أن ذلك يعود إلى التحسينات الجوهرية التي طرأت على وحدات «المودم» الموجودة في هذه الهواتف. وأوضح أن الهواتف الذكية مثل «غالاكسي إس 7» و«آي فون 7» سيمكنها تحميل بيانات عبر شبكات «إل تي آي» بسرعة تبلغ 600 ميغابايت في الثانية، إضافة إلى تحميل بيانات بسرعة تبلغ 150 ميغابايت في الثانية، بل إن سرعات التحميل يمكن أن تقترب من غيغابايت مع وحدات «المودم» طراز «سناب دراجون إكس 16» من «كوالكوم»، التي بدأت تظهر في النصف الثاني من عام 2016، إذ إن تحقيق هذه السرعات يعتمد على قدرات شبكات شركات الاتصالات.
منافذ «يو إس بي سي»
وبين تقرير pcworld.com أنه في عام 2017 ستحل المنافذ من طراز «يو إس بي سي» محل منافذ «يو إس بي 2» في الهواتف الذكية العاملة بنظام «أندرويد»، مشيراً إلى أن الميزة هنا، التي تعد النقطة الخامسة التي ستميز هواتف العام المقبل، هي أن منافذ «يو إس بي سي» متعددة الجوانب، فبالإضافة إلى الشحن تستخدم لربط الأدوات المحمولة بالشاشات عالية التحديد، وسماعات الرأس ووحدات التخزين الفلاشية ووحدات التخزين الخارجية.
«الصوت اللاسلكي»
وبالنسبة للنقطة السادسة التي اعتبرها التقرير مميزة لهواتف العام الجديد، فتتمثل في أنه من المتوقع أن يظل أغلب الهواتف المحمولة محتوياً على منافذ سماعات الرأس، لكن في المقابل سيتسع نطاق استخدام «الصوت اللاسلكي» أو الهواتف الذكية التي لا تحتوي على منفذ لسماعات الرأس، وتعتمد على سماعات الصوت اللاسلكية مثلما فعلت «أبل». وذكر التقرير أن التوقعات تشير إلى أن تحذو العديد من الشركات حذو «أبل» في هذه النقطة، مثل «موتورولا» وغيرها، موضحاً أن التخلص من منفذ السماعات يعني أن الهاتف يصبح أنحف وأخف وزناً.
الشحن السريع
أما خاصية الشحن السريع، فستكون من الخصائص واسعة الانتشار في هواتف 2017، لأن الشحن فيها سيتم من خلال الكابلات العاملة مع منافذ «يو إس بي سي»، التي يمكنها حمل مزيد من الطاقة إلى البطارية، مبيناً أنه بالنسبة لهذه النقطة، ظهرت تقنيات شحن مثل تقنية «كوالكوم 4» للشحن السريع، التي تساعد الهواتف المحمولة على العمل لمدة خمس ساعات بعد شحن لمدة خمس دقائق.
ذكاء الأدوات
وأوضح التقرير أن النقطة الثامنة التي تميز هواتف العام المقبل الذكية، ستركز على المستوى أو المجال الجديد للذكاء في الهواتف، بسبب تزويدها بتقنيات مثل التعلم العميق، وتعلم الآلة، فمثلاً هواتف «لينوفو» الذكية طراز «بي إتش بي 2 برو» العاملة بتقنية الواقع المعزز يمكنها إدراك الأهداف والأشياء، فضلاً عن عمل خرائط للغرف، وعرض المعلومات المتعلقة بهذه الأشياء على شاشة الجهاز.
وكمثال آخر، حسب تقرير pcworld.com، يمكن أن يتعلم الهاتف الذكي كيف يتم استخدام مكوناته المختلفة من قبل تطبيق معين، وبمرور الوقت يتم عمل نموذج لتحسين استهلاك طاقة البطارية أثناء تشغيل هذا التطبيق، كما يمكنه إدراك الصور والتعرف على الصوت من دون الحاجة إلى استخدام أي شيء من الإنترنت.
«بلوتوث 5»
إلى ذلك، ذكر التقرير أن النقطة التاسعة تتمثل في ظهور العديد من الهواتف الذكية المزودة بالجيل الخامس من تقنية «بلوتوث» الذي تصل سرعته في نقل وتبادل البيانات إلى ضعفي السرعة الحالية، بحيث يرتفع نطاق التغطية التي تسافر فيها إشارة «بلوتوث» أربعة أضعاف التغطية حالياً، حيث يمكن أن تصل إشارة «بلوتوث 5» إلى 400 متر في الخط المستقيم بلا عوائق، و120 متراً في حالة الحوائط والعوائق الأخرى. ولذلك يمكن استخدام الهاتف المحمول لتشغيل وإغلاق سماعة مزودة بـ«بلوتوث»، أو تشغيل السيارة من مسافة أبعد مما هو متاح حالياً.
بطاقات التخزين
وبخصوص النقطة الأخيرة المميزة للهواتف الذكية في العام الجديد، بين التقرير أنها تتلخص في أنه يمكن لهذه الهواتف العمل ببطاقات تخزين خارجية إضافية تصل سعتها إلى 1000 غيغابايت، أو واحد تيرابايت، بينما تصل سعة التخزين الأساسية الحالية للهواتف المحمولة إلى 265 غيغابايت، في حين يصل التخزين الخارجي الإضافي على بطاقات طراز «إس دي» إلى 512 غيغابايت. وأشار إلى أن شركة «سكان ديسك» عرضت بطاقة تخزين «إس دي» مخصصة للعمل مع الهواتف الذكية، تصل ذاكرتها بالفعل إلى واحد تيرابايت.