حالة فنية خاصة فرضها النجم اللبنانى «مروان خورى» على مسرح مهرجان الموسيقى العربية الأخير، حيث قدم حفلاً مزج فيه بين حبه لمصر ولبنان بأغنيته «يا مسا الفل يا مصر»، حقق ردود فعل قوية، وتلاها بأغنية خاصة نعى بها الملحن الراحل ملحم بركات، تفاعل الجمهور معه بشدة، وطلبوا منه تكرار أغانيه خصوصًا أغنيته «كل القصايد» التى حقق بها نجاحًا كبيرًا بمصر.
مروان حالة فنية خاصة، فهو مطرب وملحن وشاعر، يرفع دائماً شعار الرومانسية، ورغم قلة أعماله المصرية، إلا أنه يحظى بنجومية كبيرة بين الجمهور المصرى والفنانين المصريين، يستعد مروان لتسجيل عدة أغنيات، كما يجهز لعدة حفلات فى مصر والتى يصف استقرارها ضرورة اجتماعية وسياسية وفنية لكل العالم العربى.
< كيف ترى الجمهور المصرى وكيف كانت ردود الفعل حول حفلك الأخير؟
– من حسن حظى أن رئيس مهرجان الموسيقى العربية السابقة، الدكتورة رتيبة الحفنى، آمنت بموهبتى وكانت أول من دعتنى للمشاركة فى المهرجان، وهى راهنت علينا كشباب، ولم يكن أحد فى العالم يتيح الفرصة للشباب لكى يحضروا فى مهرجان مهم مثل مهرجان الموسيقى العربية الأول فى مصر موسيقياً، وبالفعل حققت ردود فعل وقتها حتى جاءت الدكتورة جيهان مرسى والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا لتعرض علىّ الأمر من جديد، وتدعونى للمشاركة فى المهرجان، وأنا سعيد أننى التقيت الجمهور أيضاً بمهرجان الموسيقى بالإسكندرية للمرة الثالثة، فهذا يخلق جماهيرية كبيرة لى كفنان فى مصر وردود الفعل دائماً تشعرنى بثقتى فى غنائى لأنه جمهور ذواق وأخاف منه كثيراً عندما أقف أمامه، فالدولة التى خرج منها محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم لابد أن يفكر الفنان كثيراً حتى يلقى إعجاب جمهورها.
< ردود فعل قوية أيضاً تلقيتها لأغنيتك للملحن الراحل ملحم بركات؟
– لا يمكن أن أخفى حزنى الشديد لرحيل «ملحم بركات»، فهو فنان كبير وموسيقار مهم بالعالم العربى ومن بعد وفاته المؤسفة سيتم اكتشاف موسيقى الموسيقار ملحم بركات من جديد، لأنه استطاع أن يكون له خط خاص، وأضاف إلى الموسيقى العربية منهجاً وطريقة خاصة به، وللأسف هى طبيعة الحياة، والجمهور تفاعل مع أغنيته لأن أجمل شىء نتذكر فيه الفنان هى أعماله، والفنان لا يموت لأن أعماله باقية، ولذلك فصادف مشاركتى بمهرجان الموسيقى العربية أول احتفالية أشارك بها بعد وفاته، وأعلم أن الجمهور المصرى يحبه كثيراً، ولذا قررت أن أتذكره مع جمهوره الحبيب.
< وكيف كانت ذكرياتك معه؟
– تربيت على موسيقى ملحم بركات، وعندما بدأت خوض مجال الموسيقى كان أول من هنأنى، نستطيع أن نقول إنه شخصية غريبة وليست شخصية عادية لا يعبر عن رأيه دائماً، وهو عصبى المزاج، يرفض الكلام كثيراً والإدلاء برأيه، عندما كنت طفلاً تعلمت الموسيقى على يد الرحبانية، وكان هو العنصر الأساسى فى التأثير حتى جاءتنى فرصة مقابلته، وقتها شعرت أننى فنان ولى مستقبل عندما تأمل فىّ وقال إننى أملك موهبة خاصة فى التلحين، وتوالت المقابلات بيننا فأثرت علىّ، وعلى موسيقاى كثيراً جداً.
< رغم تقديمك عدداً كبيراً من الأغنيات لكنك لم تقدم إلا أغنية واحدة باللهجة المصرية؟
– ليس لدى أزمة مع اللهجة المصرية، لأننى تربيت عليها من خلال الأغانى والفن المصرى، خاصة أننا استمتعنا بأغانى جيل الوسط الذى أنتمى إليه، وأصبحنا نتقن اللهجة المصرية مثل أهلها، ولكنى أثناء اختيارى أغانى ألبومى لا أفكر بأى لهجة أغنى لكنى أشعر بالأغنية وأحاول أن أقدم شيئاً جديداً حتى فى اختيارى الكلمات والألحان لأول مرة أتعاون فى أغلب أغنيات الألبوم مع ملحنين وشعراء جدد وقدموا لى أشكالاً وألواناً غنائية جديدة على شخصيتى، وقدمت أغنية «بنلف فى دواير» للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، وأتمنى لو أقدم أغنيات مصرية وأتعاون مع مطربين مصريين أيضاً خلال الفترة القادمة.
< ما سر اهتمامك بأغانى التيترات؟
– أغانى التيترات تحقق نجاحاً كبيراً وتكون سبباً رئيسياً أيضاً فى نجاح العمل، وأنا أحب تقديم التيترات وأعتبر أنها نجاحاً للفنان، خاصة أن مواقع الإنترنت أصبحت تتداول الأغنيات أكثر من المسلسل نفسه، وهذا حدث معى كثيراً، حتى إننى اخترت اسم الألبوم «العد العكسى» هو تيتر مسلسل «لعبة الموت» الذى قدم العام قبل الماضى، ومع ذلك لأنه نجح قررت اختياره اسماً لألبومى خاصة أنه عنوان شعرى، أيضاً أغنية «لو» والتى تحمل نفس اسم المسلسل حققت نجاحاً وتطلب منى فى كل الحفلات.
< لماذا تهتم بالأغنيات الرومانسية على حساب النوعيات الأخرى؟
– الرومانسية نوع من الحلم فى هذا الزمن الصعب، والأحلام عن طريق الموسيقى شىء مهم جداً للترويح عن الجمهور، ومن خلال اللون الرومانسى استطعت حصد جماهيرية على مستوى الدول العربية، لأنها تخلق حالة من الانفعال والشفافية لدى المرأة ويرسم شخصيتها، ولكن هذا لا يمنع أن أقدم مجموعة من الأغانى لأفلام ومسلسلات تتحدث عن نمط مناقشة القضايا الوجدانية والوطنية فى أكثر من مناسبة.
< ولكن ثورات الربيع العربى.. ألم تشجعك على قديم أغنيات وطنية؟
– الثورات يتحرك فيها الثوار فقط والفن يأتى بعد انتهاء الثورات لكن الموسيقى والكلمات تعبر بعدها، وبالفعل أنا قدمت عدداً من الأغانى الوطنية للبنان بعد حروبه، وقدمت عدة ألحان لمطربين، من بينها «لولاكى يا لبنان» فنحن نقدم ما نتمناه لبلادنا رغم الصعوبات التى تواجهنا، والحمد لله أنا سعيد بالرئيس اللبنانى الجديد، ونتمنى تطويراً جديداً على الساحة العربية.
< ملحن وشاعر ومطرب.. أين تجد نفسك بين هؤلاء؟
– أحب أن أكون فناناً شاملاً وكل عمل من أعمالى سواء كان لحناً أو كتابة أو غناء يمثل لى حالة خاصة، لذلك حتى فى تقديمى أغنيات لزملائى يكون من حقى تقديمها قانوناً، وكل حالة تأخذ حقها فى جميع النواحى من حيث التجهيز والوقت، ففى التلحين أكون مسيطراً على العمل وعملى كشاعر أحاول الوصول إلى التكامل فى الكلمة وفى الغناء الإحساس العفوى ينطبع فى الغناء.
< أعلنت أنك ستعيد توزيع أغنيات محمد عبدالوهاب.. ما حقيقة ذلك؟
– محمد عبدالوهاب فنان ذات قيمة خاصة وهو موسيقار الأجيال، وتسجيل أغنياته من جديد ليست إضافة له بقدر ما هى إضافة لنا كفنانين، فهو من أهم المدارس الفنية التى مرت علىّ وتفكيرى فى إعادة أغنياته شرف لى، وأتمنى لو أعيد توزيع أغنياته، وبالفعل هذا مشروعى فى المستقبل.
< شاركت كضيف شرف فى ثلاثية مدرسة الحب.. متى سنراك فى عمل من بطولتك؟
– لن أشارك فى عمل فنى كبير إلا إذا كان عملاً فنياً استعراضياً، فأنا أقدس عملى كمطرب وأرى أننى موهوب فى هذه المنطقة، ومن الممكن أن أقدم عملاً استعراضياً أو عملاً فنياً يقدم سيرة ذاتية لفنان، وسعدت كثيراً بالمشاركة فى ثلاثية مدرسة الحب أولاً لأنه عمل مميز شارك فيه كل نجوم الوطن العربى، بالإضافة إلى أنه يتناول قصصاً رومانسية جميلة، وهذا ما أحب تقديمه دائماً، فهو عمل فنى متكامل.
< أخيراً.. ما أمنياتك لمصر؟
– مصر مرت من الأزمة السياسية بخير، وهذا لم يكن سهلاً وتكلف الكثير من الدماء، ولكن الأمور الصعبة مرت، والثورات الآن تجتاح العالم العربى بما فى ذلك العراق وسوريا ولبنان وما زالوا معرضين للخطر دائماً، ولذا أتمنى أن تنتهى أزمات مصر ونحن فى حاجة لتكون مصر آمنة وسالمة لأنها تؤثر على كل العالم العربى، مصر كانت ولاتزال ضرورة اجتماعية وسياسية وفنية لكل العالم العربى، واستمرارية إقامة المهرجانات فيها تأكيد على الأمان.