يجهز العراق قوة خاصة لاقتحام بلدة تلعفر معقل تنظيم الدولة الإسلامية غربي الموصل بطريقة تهدف لتفادي وقوع عمليات قتل انتقامية ضد سكان البلدة من السنة.
والسيطرة على تلعفر أو عزلها عن مدينة الموصل جزء رئيسي في الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة للسيطرة على المدينة آخر معقل حضري رئيسي لا يزال تحت سيطرة التنظيم في العراق إذ أن هذا سيتيح للقوات البرية المشاركة في الهجوم إكمال تطويق الموصل.
وقال هشام الهاشمي المحلل المقيم في بغداد والذي يقدم المشورة للحكومة في شؤون الدولة الإسلامية إن قوات الجيش والشرطة التي تخطط لاقتحام تلعفر ستضم سنة وتركمانا شيعة فيما يعكس التركيبة الرئيسية لسكان البلدة.
وقال الهاشمي إن القوة التي ستضم 3500 فرد التي يجري تجهيزها لاقتحام تلعفر ستعمل انطلاقا من قاعدة جوية إلى الجنوب مباشرة من البلدة. وأضاف أن قوات الحشد الشعبي ستبقى خارجها وتفرض عليها حصارا.
وتحرص الحكومة العراقية على تبديد المخاوف من وقوع أعمال قتل طائفي في تلعفر بعدما هددت تركيا بالتدخل مشيرة إلى روابط تاريخية بالتركمان في العراق.
وفر آلاف المدنيين من تلعفر هذا الأسبوع مع تقدم قوات الحشد الشعبي صوبها.
وقال ساكن من الموصل طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لأن تنظيم الدولة الإسلامية يعاقب بالإعدام كل من يتواصل مع العالم الخارجي إن بضع عشرات من الأسر من تلعفر وصلت أيضا إلى المدينة.
والموصل محاصرة بالفعل من الشمال والجنوب والشرق بقوات الحكومة العراقية وقوات البشمركة الكردية. واخترقت قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي التي دربتها الولايات المتحدة دفاعات التنظيم في شرق الموصل في نهاية تشرين الأول.
ويتحصن مقاتلو التنظيم في الموصل بين أكثر من مليون مدني في محاولة لعرقلة الضربات الجوية. ويقاومون القوات المتقدمة بعمليات انتحارية بسيارات ملغومة ونيران القناصة وقذائف المورتر.
وقال فاضل البرواري الضابط في جهاز مكافحة الإرهاب «هناك الكثير من المدنيين والنازحين. لا نستطيع استخدام دباباتنا.»
وأضاف «نحن نأخذ حياً والناس تغادر. لا نستطيع تمييزهم. هم يطلقون الصواريخ ويصيبون المدنيين.»
وكثف التنظيم حملة تفجيرات في المنـاطق التـي تسـيطـر عليها الحكومة في محاولة لتخفيف الضغط عن الموصل.
هذا وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن قرابة 73 ألف مدني نزحوا من مدينة الموصل العراقية منذ انطلاق عمليات استعادتها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم المنظمة جويل ميلمان -في مؤتمر صحفي في مكتب الأمم المتحدة بجنيف- إن عدد النازحين من مناطقهم في الموصل، مركز محافظة نينوى، شهد انخفاضا خلال الأيام الخمسة الماضية.
وأشار ميلمان إلى أن 98% من النازحين يوجدون ضمن حدود محافظة نينوى، موضحا أن عدد النازحين من الموصل وقضاء الحمدانية (تابعة لنينوى) ومناطق أخرى بلغ 73 ألف شخص.
وأعربت المفوضية عن أملها في تأمين مساعدات إنسانية لمليون ومئتي ألف شخص عراقي خلال فصل الشتاء، مشيرة إلى أنها أمّنت حتى اليوم 111.9 مليون دولار من إجمالي القيمة المطلوبة من المجتمع الدولي من أجل الموصل والبالغ قدرها 196.2 مليون دولار.
وتتوقع الأمم المتحدة نزوح ما يبلغ مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص يقطنون في الموصل الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال بغداد، وسط تحذيرات من «كارثة» قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح