موضوع حيوي حساس كثيراً ما نوقش عبر وسائل الإعلام المتعددة يُطرح بأساليب مختلفة أو بآراء متباينة أو مختلفة. ولكن يجب أن نؤمن أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية شريطة ألا يكون الاختلاف بأمر ديني قد حُسم بالكتاب والسنة.
سوف أتعرض لهذا الموضوع من منطلق أفكار ورأي مجموعة من الزميلات أو القريبات، راجية بطرحي هذا ألا أثير حفيظة البعض حيث إن الحديث حوله ليس شرطاً أن يكون رأياً شخصياً يجب فرضه على الجميع بل أرجو من ورائه الوصول إلى اتفاق الطرفين حول أنسب الأمور التي بالتالي تؤدي إلى حياة زوجية وأسرية مستقرة بعيدة عن الخلافات..
هذا الموضوع الذي أصبح بالفعل حديث المجتمع بجميع فئاته من حيث الراتب ولمن أحقية هذا الراتب والمقصود بالراتب راتب الزوجة.
* تقول واحدة راتبي ملك شخصي لي ولا أحد له أحقية التدخل في كيفية صرفي له حتى زوجي نفسه.
* أخرى تقول: راتبي أدخره وليس من حق زوجي أن يطالبني بالصرف على أولادي أو مشاركتي في مصاريف المنزل و)كثر خيري( أصرف على نفسي وخادمتي.
* ثالثة تقول: إن راتبي وراتب زوجي يصبان في قالب واحد وهو التفاهم ولقناعتنا أن كل واحد منا يكمل الآخر من حيث الصرف وغيره المهم ألا يكون بيننا خلاف حيال ذلك.
* الرابعة تقول: راتبي لا بد أن يأخذ الوضع الطبيعي من حيث إنني مسؤولة عن نفسي مثلاً وأولادي وخادمتي، أما عدا ذلك من أمور فهي ليست من اختصاصي بل من اختصاص الطرف الثاني والمقصود طبعاً هنا الزوج.
* وخامسة تقول: إنني لدي قناعة تامة وهو يجب ألا يكون الراتب عائقا في استمرار الحياة الزوجية، أو منغصاً للسعادة أو سببا للخلافات الأسرية، ويكون هو المعيار الذي يقيس به الزوج مدى تقدم الحياة الأسرية.
وهناك الكثير ممن طرحن وجهة نظرهن حيال هذا الموضوع بكل ثقة ويتضح من خلال ردودهن مدى ما يتميزن به من حرية في الراتب الذي يتقاضينه مقابل تعبهن وأنهن يبدين الرأي ومدى القناعة التامة فيما يفعلنه ويتصرفن حياله.
ولكن لم نغفل فئة أخرى مغلوبة على أمرها فليس لها حتى مجرد رأي في كيف ومتى تتصرف براتبها والذي لمسته أنهن فئة كبيرة جداً ربما تفوق الخيال.
* إحداهن تقول وبحسرة: أنه لا يصلني من راتبي إلا القليل وعندما أطلب مبلغاً من المال تنهال علي الكثير من الأسئلة لماذا؟ وما السبب؟ ولم كل هذا المبلغ حتى يصل بي الأمر أن أرفضه رغم أنه مالي وطبعاً البطاقة بحوزته.
* أخرى تقول: وهي تبتسم زوجي أحسن من زوجك يأخذ نصفه ويعطيني النصف الآخر.
* الثالثة لديها قناعة بأن ما تفعله هو المناسب: بطاقة الصرف مع زوجي كل ما أطلبه يحضره لي وما يقصّر.
* الرابعة تقول: لقد فرض علي زوجي شروطاً قاسية، الراتب يأخذ نصفه وجميع مصاريف أولادي علي بما فيها البامبرز والحليب وعلاج الأطباء وإذا احتجت منه بسبب انتهاء الراتب يعطيني ولكن على النوتة «يُسدد من الشهر القادم».
* أما ما جعلني أختم الرأي حيال هذا الموضوع عندما همست بأذني واحدة وهي تقول إنني أشاهد في عينيك عبارات الدهشة عندما يتحدثن عن رواتبهن أما أنا فما أنا فيه يقصم ظهر البعير. راتبي عندما يأتي فرض علي زوجي أن أقوم بتقسيمه عدة أقسام، قلت لها: جميل، لعله قسم ادخار وقسم مصاريف وقسم..قالت: على رسلك لم هذا التسرع لعلك لم تسمعي عندما قلت ما أنا فيه يقصم ظهر البعير وبالفعل سمعت هذه العبارة ولعل ما سبق جعلني أتفاءل كثيراً بما هي فيه ثالث قسم له وقسم لوالدته وقسمان لأختيه ثم فسرت المبلغ بالأرقام وكم هي جملة راتبها…
نظرت لها نظرات لعلها فهمت ما أقصده.. قالت لعلك تقولين في نفسك ما هذه الهبلة عفواً الغبية أو أنعتيني بما شئت من عبارات قلة الذكاء المهم لا بد أن تعرفي أن ما حدك على المر إلا الأمر منه…
قلت يشاركك في راتبك نقول لا بأس رغم أن المشاركة لها شروط. تعطي والدته نقول تعاطف منك حيال هذه الأم، ولكن أن يتدرج الأمر إلى باقي العائلة وإلزام فهذا شيء يتعدى المعقول.! أعذريني لهذا، فجميع ما سبق من رأي حيال ذلك به شيء ولو قليلاً من العقلانية أما ما أنت فيه فهذا مع احترامي لك.. ظلم وتعسف.. ثم قلت لها، ومن الذي أجبرك، عفواً أرغمك على ذلك، فما يتبقى لك مع احترامي لك ثانية من راتبك لا يستحق أن تعملي من أول الصباح إلى منتصف النهار تاركة بيتك وأولادك، فالأولى أن تمكثي في منزلك، قالت: قلت لك سابقاً «ما يحدك على المر غير الأمر منه» لم أرض بالقليل إلا لأنني مضطرة لهذا القليل.. فالقليل خير من لا شيء، فوجدتني أقف عن الحديث لأن السبب واضح ولا يحتاج لتحليل. وبعد ذلك النقاش وجدتني أضع يدي على رأسي وأنا منكسة الرأس ولسان حالي يقول: الراتب: هل يستحق من الرجل أن يضيق على بيته وولده وزوجته من أجله.. إنه حفنة من المال الذي جعل لجلب السعادة في الدنيا بإسعاد الآخرين والآخرة باقتطاع جزء منه للصدقة والزكاة.
هل بعد هذه الآراء وهذه المقولات من كلام، إن ما قيل حول ذلك كثير جداً، فمن نحن معه أو مع من يكون تصفيقنا.. الجميع ينظرن للموضوع نظرة من جانبهن.. فهناك من لديها قناعة مطلقة حيال أن راتبها حق مطلق لها ولا يحق لزوجها حتى مجرد أن يسأل ماذا تفعلين براتبك، أما القسم الآخر فهو قسم ينظر للموضوع نظرة موضوعية فيها شيء من التعقل وهو أن الراتب لكلا الزوجين الرأي فيه لأنهما يمثلان شركة هما شريكان بها في كل شيء أما القسم الثالث والأخير، فهو برأيي وإن انزعج البعض فهن مجموعة مغلوبة على أمرها وتعتبر مجردة من الشخصية.
وفي ختام هذه الآراء سوف أقوم بتحليل كل فئة ومن رأيي الشخصي راجية مكرراً ألا أثير حفيظة البعض فهو رأي ليس بالضرورة فرضه على الغير.
* أما الفئة الأولى، فأقول أن المرأة عندما تخرج في الصباح وحتى منتصف النهار تاركة بذلك بيتها وزوجها وولدها، وتنظر للراتب أنه ملك شخصي لا يحق لزوجها حتى مجرد أن يسأل أين ومتى وكيف تتصرفين براتبك فهو برأيي نوع من إثارة المشاكل فمهما كان من موقف الزوج من تعاطف حيال ذلك وإن الراتب من خصوصية الزوجة و يكون لديه نوع من الترفع عن مال المرأة خصوصاً إذا كان قد منَّ الله عليه بنعمة القدرة على فتح منزله من جميع المستلزمات من مصاريف وغيره دون الحاجة إلى راتبها فيكون أقل شيء من الزوجة أن يكون لديها نوع من رد الجميل كونه يتركها تمارس حقها في المجتمع من وظيفة وغيره. ويكون رد الجميل أن يكون لزوجي الرأي ولو بصورة جزئية حيال راتبي ويكون لديه خلفية عن كيفية صرف راتبي، ولن أدخل في موضوع الشرط الذي دائما يكتب عن فئة معينة من الناس في عقد النكاح. الراتب ملك للزوجة ولا يحق للزوج التدخل فيه، فأنا أناقش الموضوع من الجانب العام وليس الشخصي أي الغالب في المجتمع.
* أما الفئة الثانية التي يكون فيها نوع من العقلانية في كيفية صرف الراتب فهي برأيي وكما قلت سابقاً ليس شرطاً وفرضاً على الجميع، بل مجرد رأي فاعتقد بل أجزم أن الحياة الزوجية لا يجب أن يكون معيار السعادة بها هو المال، ويكون التفاهم التام بتلمس احتياجات الطرف الآخر وكل يفهم متى يجب عليه أن يكون في خدمة الآخر ويكون المال هو آخر شيء يدفع للمشاكل الزوجية فهما يمثلان نفسين في جسد واحد ينبض به قلب واحد هم الأولاد فالبحث عن السعادة والسعي من أجلها هو من أجل تهيئة جو أسري سعيد.
* أما الفئة الثالثة، فماذا أقول، أيها الزوج اتق الله تعالى في ذلك، فإذا نظرت لرأي الدين فإنه ينص نصاً واضحاً لا يدعو للجدل وهو أن مال الزوجة مهما كان من راتب وغيره فهو ملك خاص للزوجة ولا يحق للزوج أو غيره أن يأخذ منه شيئاً إلا ما كان بطيب خاطر ورضا منها، فما بالك عندما يتعدى الأمر بك أن تقوم بتقسيم راتبها وفق هواك مستغلاً بذلك كونها قد أصبحت تحت إمرتك وكونك زوجها وأبا أولادها ولربما استغللت حبها لك وضعفها وحاجتها إليك كذلك حاجتها لهذا الراتب الذي ربما أنت جعلتها تحتاج إليهبرغم أنه لا يصلها منه ما يكون مقابل تعبها. فراقب الله واتقه يوم يأتي يوم لا تستطيع دفع ذلك.
* كذلك الزوج الذي يشترط شروطاً على الزوجة قهرية. فيا عبدالله عندما تزوجت بها ألم تكن موظفة ورضيت بذلك الوضع، أو انخرطت بسلك الوظيفة بعد تزوجك بها ألم ترض بذلك؟ فلماذا التشدد في ذلك ووضع الشروط ويجب وما لا
راتب الزوجة من حق مَن؟!
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=28669