ولدت في إحدى قرى محافظة المنوفية، لأسرة تكاد تُكمل عشاءها نوما، ومع ذلك فقد استطاعت تربيتي حتى وصلت لسن الزواج، ومع تقدم أول عريس لي وافقت الأسرة بالطبع على الزواج به، وكأنها أرادت التخلص مني، والحمد لله كان ميسور الحال، تزوجت به وكانت سنوات زواجي الأولى أحلى سنوات العمر، ورزقنا الله بالبنين والبنات الذين أكملوا علينا سعادتنا، ولكن زوجي بعد زيادة متطلبات البيت، وازدياد خسائره في السوق طالبني بالخروج للعمل حتى أستطيع معه تدبير النفقات، وليت الأمر توقف عند ذلك!.
وافقت على الخروج للعمل واستطعت الالتحاق بإحدي المصالح الحكومية وظللت أعمل بها لمدة سبع سنوات كنت أمني نفسي خلالها بالتعيين والتثبيت، ولم يكن يشغلني شيء سوى ذلك، وبعد أن تم تعييني بهذه المصلحة تغيرت أحوال زوجي، وبدأت أشعر أنه يغار مني ويطالبني بإعطائه مرتبي كاملا! ولا أدري لماذا؟ تخيلت أنه ربما يمر بضائقة مالية وأقنعت نفسي بذلك وربطت على بطني وعلى بطن أولادي حتى نسانده في عثرته ونقف إلى جواره، وليتنا ما فعلنا!.
ظن زوجي أن ما نفعله معه إنما هو عادة اعتاد عليها، بينما كنت أظن أنا وأولادي أنها “فترة وحتعدي”، ومع مرور الوقت تغيرت أحواله وصار يسهر كثيرا خارج البيت، ويسيء معاملتي، ولم أدر لذلك سببا، ومع مرور الأيام علمت أنه تزوج بشابة صغيرة من قرية مجاورة أقنعها بمعسول الكلام أن تتزوجه، وفوجئت به ذات ليلة يصطحبها معه إلى منزلي ويخبرني أنها ستعيش معنا ساعتها سقطت مغشيا عليّ ولم أدر بنفسي إلا وأنا داخل حجرة نومي وأولادي وزوجي وزوجته الجديدة حولي.
عقدت الصدمة لساني ولم أنطق بكلمة لكني الآن أتجرع الألم جراء ما حدث لي، وأنا أسمع ضحكات زوجته الجديدة في غرفة نومها، وأود لو تتملكني الشجاعة لأقتله وأقتلها جراء ما فعلا بي ولكن ضميري يؤنبني بخصوص أولادي الصغار الذين لا ذنب لهم فيما فعل أبوهم وبخصوص زوجته الجديدة التي وقفت إلى جواري حين أصبت بالإغماء