هزت جريمتا قتل عائليتين الكويت الأولى شهدتها منطقة مبارك الكبير ومتهم فيها مواطن برر فعلته بأن ابنته كانت «لا تحترم أحداً في البيت وكثيرة الخروج وأخلاقها سيئة»… والثانية مسرحها كيفان والمغدورة فيها لبنانية أزهقت روحها ابنتها بحجة أنها رفضت زيارة قبر أبيها الذي دأبت على شتمه وتذمرها منه أيام حياته…
تبريرات واهية لجريمتي القتل اللتين لم تمضِ ساعات حتى فك طلاسمهما الحس الأمني لرجال مباحث مبارك الكبير والعاصمة بقيادة المدير العام للمباحث الجنائية بالإنابة العميد محمد الشرهان عقب تولي ملفي التحقيق فيهما.
تفاصيل الجريمة الأولى بدأت حين أبلغ محقق مستشفى العدان بوصول فتاة 33 عاماً إلى قسم الطوارئ جثة هامدة، وعلى جسدها آثار حروق خصوصا في منطقة اليدين، وقد أطبق كفها على ولاعة سجائر، فسارع إلى المكان رجال أمن ومباحث مبارك الكبير، الذين قاموا بداية باستجواب المسعف الذي نقلها بمركبة الطوارئ الطبية إلى المستشفى فأفاد بأنه نقلها في حال غيبوبة، ولم يتأكد له إن كانت متوفاة أم على قيد الحياة.
بدأ رجال المباحث التحقيق الأولي مع ذوي الفتاة، فادعى أبوها أنها انتحرت مدللاً على ذلك بأنها حبست نفسها داخل غرفتها، ونفذت جريمتها…
انتقل رجال المباحث إلى غرفة الفتاة ورغم تطابق ما شاهدوه مع رواية الأب، إلا أنهم اشتموا رائحة شبهة جنائية وراء وفاتها، فأعادوا استجواب الأب من جديد موجهين إليه إصبع الاتهام، فانهار واعترف «نعم قتلتها خنقاً بعد أن أوسعتها ضرباً وتعذيباً وحرقاً»، مبيناً أنه بعد أن نفذ جريمته أغلق باب غرفتها عليها من الخارج بمفتاح معه، في الوقت نفسه قام بوضع مفتاح آخر في الباب من الداخل، ليقنع الأمنيين بأنها هي من قامت بتعذيب نفسها، موثقاً ذلك بالولاعة التي أودعها في كفها.
وبسؤال الأب عن الدافع وراء قتل ابنته أفاد «قتلتها لأنها كانت لا تحترم أحداً في البيت، وكانت كثيرة الخروج والتغيب خارج المنزل، كما أن أخلاقها سيئة.
أما الجريمة الثانية فكانت شقة بالدور الأول بإحدى بنايات كيفان مسرحها، انتقل إليها رجال الأمن والأدلة الجنائية بعد ورود بلاغ عن وفاة امرأة لبنانية في العقد السادس من عمرها، وبالمعاينة الأولية للجثة بدت على جسمها آثار ضرب، بررت ابنتها سببه أنها كانت تحاول الخروج من غرفتها فوقعت على الأرض مغشياً عليها.
كان لرجال مباحث العاصمة رأي آخر، لاسيما وأن رجال الأدلة الجنائية أحالوا الجثة إلى الطب الشرعي لوجود شبهة جنائية، فأعادوا استجواب أبناء المتوفاة التي تناقضت أقوالهم.
أخضع رجال المباحث الخادمة للتحقيق وبالضغط عليها اعترفت بأن الابنة هي من قامت بضرب أمها بعد أن انفردت بها في غرفتها، وبمواجهة الفتاة بإفادة خادمتها انهارت وأقرت «نعم أنا قتلتها… بعد أن انهالت عليها ضرباً وركلاً طيلة عشر دقائق، حتى لفطت أنفاسها».
وعن الدافع وراء القتل أفادت «لأنها رفضت الذهاب معي لزيارة قبر أبي المتوفى، والذي كانت تشتمه دائماً وتتشكى منه وتتذمر في حال حياته».
اختلفت تبريرات القتل لدى كل من الأب الذي قتل ابنته، والبنت التي أزهقت روح أمها، والمحصلة إحالة رجال المباحث لهما حيث احتجز الأول في مخفر مبارك الكبير والثانية في مخفر كيفان، لاستكمال التحقيقات معهما قبل إحالتهما إلى النيابة العامة في قضيتي قتل عمد.
