للتغيّر المناخي تأثير واضح في الحساسية الموسمية الناتجة من حبوب اللقاح «Pollen» إلى جانب الارتفاع الملحوظ في معدلات التلوث. وقد تبين انتشار متسارع لإصابات الحساسية في العالم مع ارتفاع الحرارة وزيادة التعرض لمسبباتها. ومن المتوقع أن يزيد الأمر سوءاً مع الوقت في السنوات المقبلة.
كيف يؤثر التغير المناخي في زيادة انتشار الحساسية؟
يؤدي التغير المناخي إلى زيادة معدلات المحسسات وانتقالها مع ارتفاع درجات الحرارة. كما يصبح موسم الربيع والحساسية أطول، مع الإشارة إلى أنه طويل أصلاً في لبنان. ويساهم ارتفاع درجات الحرارة أكثر فأكثر في هجرة حبوب اللقاح من منطقة إلى أخرى.
بمَ يرتبط ظهور الحساسية؟
لا بد من التوضيح أن الحساسية ليست مشكلة موضعية وإنما ترتبط بجهاز المناعة. فيما تأتي حبوب اللقاح في فصل الربيع لتتفاعل مع جهاز المناعة وتسبب الحساسية فتعتبر من المحسسات.
إلا أن ليس كل ما حولنا يُعد مسبباً للحساسية، بل ثمة محسسات معينة تلعب دوراً في ظهورها. وقد ترتبط الحساسية بجهاز المناعة، فعندما يتراجع معدل المناعة، يمكن أن تظهر كما بعد الحمل أو في حال الخضوع لعلاج كيماوي. أيضاً تأتي الحساسية نتيجة التغيرات الهورمونية لدى الفتاة في مرحلة البلوغ. مع الإشارة إلى أن الفتاة التي تعاني زيادة في الوزن تعتبر أكثر قابلية للشفاء في هذه الحالة.
يلاحظ أن الحساسية تظهر أحياناً في سن متأخرة، هل من سن محددة لظهورها؟
لا عمر محدداً لظهور الحساسية، لكنها ترتبط ببدء الاستعداد لها، أو في حال وجود شكل آخر لها، كما تؤدي عوامل خارجية عدة إلى ظهورها في فترة من الفترات.
هل للغذاء علاقة بزيادة احتمال الإصابة بالحساسية؟
لم يثبت علمياً أي تأثير للغذاء في الإصابة بالحساسية.
ما الأعراض التي تظهر على أثر التعرض لحساسية حبوب اللقاح؟
في الدرجة الأولى، تؤثر حساسية حبوب اللقاح المنتقلة في الهواء في الأغشية المخاطية للأنف والعينين فتظهر بشكل سيلان في الأنف واحتقان فيه، إلى جانب حكّة في العينين وتراكم الدموع فيهما وحكّة في الأنف وفي الأذن الداخلية وفي سقف الحلق. ومع زيادة محسس الرطوبة والعفونة، يزيد تأثير الحساسية في جهاز التنفس وفي القلب والرئتين. علماً أن هذه العفونة موجودة في العالم ككل.
كيف يمكن أن تؤثر هذه الحساسية بأعراضها في الحياة؟
لهذه الحساسية تأثير واضح في نوعية الحياة، فهي قد تؤثر سلباً في النوم وفي الأداء في العمل وفي المدرسة وفي النشاط عامةً.
وترتفع أكثر فأكثر نسب الإصابة بالحساسية الموسمية، سواء لدى الراشدين أو الأطفال، مما يؤدي أيضاً إلى مضاعفات تؤثر في الحياة كآلام الرأس والعطش والعزلة الاجتماعية والحزن وتراجع مستويات الطاقة. ويمكن أن تؤدي الحساسية إلى مشكلات أخرى كالربو والتهابات الجيوب الأنفية.
كيف يتم تشخيص الحالة؟
يتم تشخيص الحالة لدى اختصاصي بأمراض الحساسية استناداً إلى الأعراض كالرشح المستمر والمتكرر من دون ارتفاع في الحرارة في موسم الربيع.
في هذه الحالة، يتم التشخيص بإجراء فحص للدم، أو فحص خاص للحساسية على الجلد يسمح بالكشف عن المحسسات المسببة للحساسية لدى الشخص.
من الصعب تجنب المحسسات في الربيع فيتم التعرض لها حكماً وبكثرة، ما الحل عندها للحد من أعراض الحساسية؟
يعتبر فصل الربيع فترة الذروة في ما يتعلق بالحساسية للأشخاص المصابين بها. ومما لا شك فيه أنه لا يمكن الامتناع نهائياً عن التعرض للمحسسات.
في المقابل، من الضروري أن تشخص حالة المصاب بحساسية حبوب اللقاح بدقة، وأن يحصل بالتالي على العلاج المناسب. أما الطريقة المثلى للتحكم بأعراض الحساسية والحد منها، فتقضي بمعالجتها قبل ظهورها وعدم انتظار بداية الربيع أو ظهورها للمباشرة بالعلاج.
علماً أنه تتوافر اليوم علاجات عدة للسيطرة على أعراض الحساسية وتحسين نوعية الحياة بالنسبة الى المصاب بها. من المهم العمل على توعية المريض ليعرف متى يجب البدء بالعلاج لأقل مضاعفات ممكنة.
اما الوسائل العلاجية المتاحة فهي اللقاح المناعي إلى جانب الأدوية… مع أهمية التشديد على أن العلاج لا يمكن أن يؤخذ عشوائياً، بل استناداً إلى تعليمات الطبيب.
ما أنواع العلاج التي تعطى للحساسية الموسمية؟
تعطى العلاجات التي تساعد على ضبط أعراض الحساسية الموسمية قبل بداية الموسم، وهي ترتكز أساساً على الكورتيزون بشكل بخاخ في الأنف، وعلى غسل الأنف بالماء والملح أيضاً بشكل بخاخ، وعلى الأدوية الخاصة المضادة للحساسية ANTI –HYSTAMINE.
ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها إلى جانب العلاج، بهدف الحد من تفاقم الحساسية؟
ثمة إجراءات بسيطة يمكن اتخاذها للحد من تفاقم أعراض الحساسية. على سبيل المثال، ينصح في الربيع، عندما يهب الهواء الساخن بالمكوث في الداخل.
وفي حال الخروج، عند العودة إلى المنزل، ينصح بغسل الشعر والملابس والاستحمام. كما ينصح بعدم نشر الغسيل في الخارج. وفي هذه الفترة حصراً يفيد استخدام المكيّف بدلاً من التعرض للمحسسات الخارجية الكثيرة. أيضاً ينصح بوضع النظارات الشمسية في الخارج.
ما هي الاشهر التي يزيد فيها احتمال ظهور الحساسية؟
تكون الذروة في حالات الحساسية بين شهري شباط/فبراير وأيار /مايو.
هل تزيد خطورة الحساسية لدى الأطفال؟
اليوم ترتفع نسب الإصابة بالحساسية بين الاطفال أكثر فأكثر، ومعها تزيد خطورة أن تتطور الحساسية إلى الربو. كما يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في السمع وإلى التهابات في الجيوب الانفية. من هنا أهمية السيطرة على الحالة بالعلاجات المناسبة لحماية الطفل ومنع تفاقم الحالة.
هل العامل الوراثي يلعب دوراً في الإصابة بالحساسية؟
العامل الوراثي مهم في الإصابة بالحساسية، وهو محفز للإصابة. فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالحساسية، يكون احتمال إصابة الطفل بنسبة 25 في المئة.
أما إذا كان الوالدان مصابين فتتضاعف النسبة. لذلك فإن التاريخ العائلي يُعد مؤشراً لاحتمال الإصابة بالحساسية. حتى أنه في حال إصابة أحد الوالدين بالحساسية، ينصح بعدم التدخين وبعدم وضع السجاد في المنزل. كما تبين أن الأطفال المصابين بالإكزيما لهم استعداد كبير للإصابة بحساسية الأنف يوماً ما.
غالباً ما يتم الخلط بين الحساسية والربو، هل يرتبطان إلى هذا الحد؟
يرتبط الربو بالحساسية بشدة غالباً، وذلك في أكثر من نسبة 95 في المئة من الحالات. لكن لا بد من التوضيح أن ثمة علاجات كثيرة متوافرة تسمح بالسيطرة على الحالة والأعراض ليعيش الشخص حياة طبيعية متغلباً على حالته هذه.
هل تسمح العلاجات المتوافرة بمعالجة الحساسية نهائياً؟
تساعد العلاجات المتوافرة في ضبط الحالة والتخفيف من أعراضها ومنع تطورها ومضاعفاتها، شرط الانتظام في تناول العلاج. لكن لا علاج نهائياً لها.
ماذا عن اللقاح المناعي، وهل يسمح بالوقاية من الحساسية؟
يهدف اللقاح المناعي إلى مساعدة جهاز المناعة على تقبل المحسسات، لكن الاستعداد يبقى موجوداً. قد يتغيّر المرض عندها، لكن تتحسن القدرة على تقبل المحسس في جهاز المناعة. ويؤخذ اللقاح خلال سنتين أو ثلاث ولا تظهر أعراض الحساسية لسنوات طويلة بعدها، لكن قد تعود وتظهر لاحقاً.
أنواع الحساسية الأكثر شيوعاً:
التهاب الأنف التحسسي الموسمي الذي يعرف بحمى القش أو «الحساسية على البيئة الخارجية» وهو الأكثر شيوعاً بين التهابات الانف التحسسية ويتضمن أنواع الحساسية على الطبقة الغبارية الموسمية أو حبوب اللقاح كالأعشاب والحشائش والأعشاب الضارة والعفن.
حساسية الأنف الدائمة: تتميز بأعراض الحساسية التي تستمر لأكثر من 4 أسابيع، ومن مسبباتها الأكثر شيوعاً عث غبار المنازل ووبر الحيوانات والعفن.
نصائح ضرورية
يجب الامتناع عن التدخين لاعتباره عاملاً أساسياً في ظهور الحساسية.
ينصح بتجنب غبار الطلع والعث المنزلي.
يجب عدم وضع السجاد خصوصاً في المنازل التي لأفراد العائلة فيها استعداد للإصابة بالحساسية.
يجب بدء العلاج في مرحلة مبكرة قبل بداية الموسم.
التلوث والدخان والمكيف من المشكلات التي تساهم في زيادة الحساسية.
بقدر ما يتم الصعود إلى الجبال، وعلى ارتفاع أعلى، يخف معدل الرطوبة والعفونة والعث المنزلي والغبار، فيما ترتفع معدلات الغبار والتلوث في المدينة.
تعتبر أشجار السرو والسنديان من أهم مسببات الحساسية في لبنان، وعلى المصاب بالحساسية الحذر منها.
ضعي كمادات باردة على عينيك للحد من آثار أعراض الحساسية فيهما.
ضعي نظارات شمسية عندما تخرجين في الأيام التي ترتفع فيها معدلات غبار الطلع وتزيد سرعة الهواء لتحمي عينيك قدر الإمكان.
اغسلي عينيك جيداً وجفنيك في الصباح عندما تغسلين وجهك.
اغسلي شعرك في المساء عندما تعودين إلى المنزل في الأيام التي ترتفع فيها معدلات غبار الطلع. فبهذه الطريقة تمنعين الرواسب من الانتقال إلى وسادتك ليلاً عندما تضعين رأسك عليها. أيضاً بدلي ملابسك دائماً قبل الدخول إلى غرفة النوم عندما تعودين من الخارج.
ضعي قبعة عند الخروج لحماية رأسك.
لا تضعي الجل (الهلام) على شعرك، لأنه يعمل على امتصاص حبوب اللقاح التي تلتصق بشعرك في الأيام التي يرتفع فيها خطر الحساسية.
في الأيام التي تزيد فيها معدلات غبار الطلع، احرصي على ممارسة الرياضة في المنزل. علماً أن المعدلات ترتفع في الأيام الجافة التي يزيد فيها الهواء.
لا تضعي الغسيل خارجاً حتى لا يتلوث، خصوصاً عند جفافه.
ضعي قناعاً لتحمي نفسك وتجنبي لمس عينيك ووجهك.
تجنبي بعض الأزهار الربيعية التي قد تجذبك بشكلها ورائحتها إلا أنها تساهم في ظهور أعراض الحساسية لديك. تجنبي بشكل خاص الأضاليا ودوار الشمس والليلك والأقحوان والزينية.