تسجيل الدخول

أسباب الحرب العالمية…….. وشرارة اشتعالها

zajelnews2015 zajelnews201516 يناير 2016آخر تحديث : منذ 9 سنوات
أسباب الحرب العالمية…….. وشرارة اشتعالها

download

كانت تعرف هذه الحرب باسم الحرب العظيمة the Great War، أو حرب الأمم War of the Nations، أو حرب إنهاء كل الحروب War to End All Wars. دامت الحرب من 1914 وحتى 1918، وقد اشترك فيها عدد هائل من الجنود حاربوا في العديد من المعارك في أراض مختلفة ومتباعدة. استخدمت الأسلحة الكيميائية للمرة الأولى، وكانت المرة الأولى أيضا التي يتم فيها استخدام الغواصات (التي كانت اختراعا ألمانيا)، والطائرات التي كان يحمل طياروها مدافع رشاشة لإسقاط طائرات العدو (لكن في كثير من الأحيان كانت الرصاصات ترتد إليهم بفعل مراوح طائراتهم!).

شملت الحرب العالمية الأولى عدد كبير من الأقطار وسببت أعظم الخسائر التي لم تسببها حرب أخرى فيما عدا الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م).

المتسبب في الحرب
المتسبب في الحرب

وقد أشعل اغتيال فرانسيس فرديناند فتيل الحرب العالمية الأولى لكن بعض المؤرخين يعتقدون أن الحرب كانت لها أسباب أعمق وهي أنها نتجت أساسًا من نمو الاعتزاز الوطني بين الشعوب الأوروبية والزيادة الكبيرة في القوات المسلحة الأوروبية والسباق من أجل المستعمرات وتكوين تحالفات عسكرية أوروبية.

وقد أدت الحرب إلى تغيير شكل العالم ووضعت نهاية للعديد من الإمبراطوريات والنظم الحاكمة. كانت هذه الحرب أيضا هي الحافز الأساسي للثورة الروسية عام 1917، والتي ألهمت العديد من الثورات في كثير من بلدان العالم مثل الصين وكوبا، كما كانت هزيمة ألمانيا في الحرب هي الدافع وراء صعود الحركة النازية التي كانت السبب في اشتعال فتيل حرب أعنف هي الحرب العالمية الثانية.
مات في الحرب 9 ملايين شخص في ميادين القتال، وعدد أكبر من هذا في المجاعات والأوبئة التي صاحبتها، بالإضافة إلى واحد وعشرين مليون جريح، وخسائر مالية تقدر بحوالي 337 مليار دولار أمريكي.

أسباب_الحرب_العالمية_الأولى

ففي عام 1914، اغتيل الأرشيدوق “فرانسيس فرديناند” ولي عهد النمسا/ المجر في سراييفو، وكان للقاتل “جافريلو برنسيب” ارتباط مع تنظيم إرهابي في الصرب يسمى “اليد السوداء”، فاعتقدت النمسا/ المجر أن حكومة الصرب وراء هذا الاغتيال، وانتهزت الفرصة لتعلن الحرب على الصرب لتأخذ بثأر قديم.
كان اغتيال “فرانسيس فرديناند” بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى، لكن الحرب كانت لها أسباب أعمق، فهي قد نتجت أساسًا من نمو الاعتزاز الوطني بين الشعوب الأوروبية والزيادة الكبيرة في القوات المسلحة نتيجة لنظام التجنيد الإجباري، والسباق من أجل المستعمرات، وتكوين تحالفات عسكرية أوروبية. وعندما بدأت الحرب ساندت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا ـوهي التي عرفت بدول التحالف- الصرب، ضد قوى الوسط المكونة من النمسا/ المجر وألمانيا، ثم انضمت دول أخرى لكلا الفريقين.
فتوات العالم:
أحرزت ألمانيا انتصارات سريعة على الجبهات الأوروبية الرئيسية، وفي الجبهة الغربية أوقفت فرنسا وبريطانيا التقدم الألماني في سبتمبر 1914، وحاربت الجيوش المعادية في خنادق امتدت عبر بلجيكا وشمال شرق فرنسا، وفي الجبهة الشرقية تقاتلت روسيا مع ألمانيا والنمسا/ المجر.
بقيت الولايات المتحدة على الحياد أول الأمر، لكن قيام الغواصات الألمانية بإغراق السفن غير الحربية ومقتل مدنيين أمريكيين على متنها أدى إلى انضمام الولايات المتحدة إلى الحلفاء عام 1917.

World-War-II-1

وقامت بإمداد الحلفاء بقوى بشرية هائلة كانوا في أمس الحاجة إليها لكسب الحرب.
يمكن اعتبار حركة المد القومي في أوروبا السبب الرئيسي في اشتعال الحرب. تقول القومية إن الولاء للأمة ولأهدافها السياسية والاقتصادية يسبق أي ولاء آخر مهما كان. زاد هذا النزوع المبالغ فيه من الوطنية من احتمالات الحرب، لأن أهداف أمة ما لابد وأن تتعارض مع أهداف أمة أخرى أو مجموعة أخرى من الأمم، بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتزاز القومي كان من شأنه أن يجعل الأمم تضخم الخلافات البسيطة وتحولها إلى قضايا كبرى.
حصلت اليونان والجبل الأسود والصرب ورومانيا وبلغاريا وألبانيا على الاستقلال في الفترة من 1821 إلى 1913، لذلك فقد نشبت التوترات عندما احتكت كل دولة مع جيرانها بشأن الحدود، وانتهزت كل من النمسا/ المجر وروسيا ضعف الدولة العثمانية لتزيدا من نفوذهما في البلقان. وجاء التنافس من أجل السيطرة على البلقان ليزيد من التوترات التي أدت إلى تفجر الحرب العالمية الأولى، كما أدى التقدم التقني في أساليب التصنيع إلى زيادة القوة التدميرية للقوات الحربية.

صور-تاريخية-من-منظور-آخر-19
حلف الأحلاف:
كان لدى ألمانيا أحسن جيش مدرب في العالم، اعتمدت فيه على تجنيد كل القادرين من الشباب لتزيد من حجم جيشها وقت السلم. وقد كانت ألمانيا قد دخلت في حلف مع كل من إيطاليا، والنمسا/ المجر من أجل الدفاع المشترك عن أية دولة تتعرض لعدوان من هذا الحلف. فيما بعد قامت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا بالاشتراك معا في حلف عرف بالوفاق الودي.
أعطى اغتيال أرشيدوق النمسا/ المجر عذرًا لسحق صربيا عدوتها القديمة. وحصلت النمسا على وعد من ألمانيا بمساعدتها في أي عمل تتخذه ضد صربيا، وأعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو.
وفي خطوة لدعم حليفتها صربيا، قامت روسيا بإعلان التعبئة العامة وقامت بنشر قواتها على طول حدود روسيا مع النمسا/ المجر، لكن القادة العسكريين الروس حثوا القيصر على أن يحشد قواته على طول الحدود مع ألمانيا أيضا. أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا رداً على التعبئة الروسية. وبعد يومين أعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا، واكتسح الجيش الألماني بلجيكا في طريقه إلى فرنسا، وكان غزو بلجيكا المحايدة سببا في إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس، ومنذ ذلك الحين وحتى نوفمبر 1918حين انتهت الحرب، لم تبق سوى مناطق قليلة من العالم على الحياد.
الجنرال “اللمبي”؟!
دارت الحرب ما بين انتصارات وهزائم على مدى سنوات أربع. وفي خريف 1918 توالت انتصارات الحلفاء على معظم الجبهات، واستسلمت بلغاريا في 29 سبتمبر، وانتصرت القوات البريطانية تحت قيادة الجنرال إدموند اللنبي (الذي اشتق من اسمه فيما بعد اسم الشخصية الشهيرة التي يؤديها “محمد سعد”!) على الجيش العثماني في فلسطين وسوريا. وفي 30 أكتوبر وقَّعت الإمبراطورية العثمانية هدنة، وبدأت المعركة الأخيرة بين إيطاليا والنمسا/ المجر في آخر أكتوبر في إيطاليا. وهزمت إيطاليا النمسا/ المجر بمساعدة من فرنسا وبريطانيا، ووقعت النمسا/ المجر هدنة في 3 نوفمبر.
كان حصار بريطانيا البحري قد أجاع الشعب الألماني، فاضطر الألمان إلى قبول الهدنة في 11 نوفمبر 1918 بشروط الحلفاء، ووافقت ألمانيا أن تنسحب من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب، وأن تسلم أعدادا كبيرة من جيشها وسفنها وأسلحتها، وأن تسمح لقوى الحلفاء أن تحتل أرض ألمانيا على طول نهر الراين، وهكذا انتهت الحرب العالمية الأولى.
سقوط ملوكي فعلا:
أدت الحرب إلى تغير الخريطة السياسية في العالم، فقد سقطت أربع ملكيات: في البداية ملكية القيصر “نيقولا” الثاني في روسيا عام 1917، ثم تخلى القيصر “ولهلم الثاني” في ألمانيا، والإمبراطور “شارل “من النمسا/ المجر عن عرشيهما في سنة 1918، وسقط السلطان العثماني “محمد السادس “في عام 1922. وأدى سقوط الإمبراطوريات القديمة وتفككها إلى إيجاد دول جديدة هي جمهوريات النمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا.
وتنازلت روسيا وألمانيا عن بعض الأراضي لبولندا وفنلندا، وحصلت أستونيا ولاتفيا ولتوانيا على استقلالها من روسيا، وانتزعت مصر ولبنان والعراق وفلسطين وسوريا وشرق الأردن من الإمبراطورية العثمانية لتوضع تحت حماية بريطانيا وفرنسا. وتكونت تركيا من باقي الإمبراطورية العثمانية.
تم إبرام العديد من المعاهدات لتنظيم عالم ما بعد الحرب، من أهمها معاهدة “فرساي” التي فرضت شروطا شديدة الإجحاف على ألمانيا المهزومة، باعتبار أنها الدولة المتسببة في نشوب الحرب، وبموجبها تنازلت ألمانيا عن أراض في بلجيكا وتشيكوسلوفاكيا والدنمارك وفرنسا وبولندا وخسرت مستعمراتها في إفريقيا، وكان على ألمانيا أن تدفع نفقات جيش للحلفاء يحتل الضفة الغربية من نهر الراين لمدة خمس عشرة سنة، وطلبت بعض البنود من ألمانيا أن تعيد إلى الحلفاء مواد حربية وسفنا وبضائع أخرى. وتسلمت ألمانيا فاتورة تعويضات بنحو 33 مليار دولار أمريكي.
أصابت المعاهدة الشعب الألماني بسخط شديد، وكان حال البلاد أسوأ ما يمكن، وخلال الثلاثينيات ظهرت حركة شديدة التعصب للقومية يقودها “أدولف هتلر”، الذي وعد بتجاهل معاهدة “فرساي” والانتقام لهزيمة ألمانيا. وصل “هتلر” القائد الكاريزمي إلى الحكم في ألمانيا، وبدأ تنفيذ وعوده عام 1939 بغزو بولندا لتبدأ الحرب العالمية الثانية، التي هي الحرب الأسوأ والأعنف في تاريخ الجنس البشري

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.