عزيزتي الأم عزيزي الأب هل تريدان التخلص من أحد أطفالكما أو أعزهم على قلوبكما، إذاً ما عليكما إلا اتباع هذه الخلطة السرية: خادمة، سكين أو سم فئران وإن لم تجدا أياً منهما فيمكنكما الاكتفاء بالتأكد من سلامة وقوة يديها، وأخيراً وليس آخراً الضحية التي يفضل ألا يزيد عمرها عن التاسعة وليس هناك أي مشكلة إن لم يزد عمرها عن أشهر معدودة، فخادمتكما العزيزة بإمكانها أن تتم المهمة بكل هدوء وبرودة وفي النهاية تأكدا من وجود التبرير.. “سوء المعاملة”.
فتالا ولميس وكايد ومشاري وأسامة وغيرهم الكثير ممن لن ينساهم المجتمع لسنوات هم أمثلة لضحايا لخادمات تجردن من مشاعرهن الإنسانية وتحولن في غمضة عين إلى مجرمات، ومن مؤتمنات إلى خائنات، منهن من لقيت ما تستحق ومنهن من ما زالت تنتظر كلمة القانون.
لميس لحقت بتالا
“لميس” آخر الضحايا التي لم تبرد دماؤها ولم يجف قبرها بعد أن شيعها ذووها وأهالي حوطة بني تميم لمثواها الأخير بعد أن فارقت حياتها وهي طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها نحراً على يد خادمة ذويها الإفريقية الجنسية ورمت بجثمانها في دورة مياه منزلهم، كانت الضحية التي أعادت ذكرى سلسلة طويلة من جرائم الخادمات، ويبدو أن قاتلة لميس اتبعت خطى قاتلة الطفلة تالا خالد الشهري “5 سنوات”، والتي صدر بحقها قبل أقل من شهرين حكم من المحكمة الشرعية بمحافظة ينبع بالقصاص ضرباً بالسيف على العاملة الإندونيسية جزاء قتلها الطفلة عمداً وعدواناً بعد أن أقدمت على نحرها هي الأخرى مستغلة غياب ذويها عن المنزل.
وأسامة أولاً
وبعكس قاتلة تالا التي استغلت غياب الأسرة عن المنزل فإن قاتلة “أسامة العنزي” ابن الثالثة وضحية النحر الأولى أقدمت على نحره في “دورة المياه” بوجود أسرته واجتماعهم وحاولت الهروب قبل أن يلقى القبض عليها، وفي تفاصيل الجريمة المروعة التي هزت مدينة عرعر والمملكة بأكملها، أن الخادمة أخذت “الطفل” لدورة المياه بحجة القيام بتسبيحه ثم قامت بنحره وبعدما تأخرت وشعرت الأسرة بتأخرها كثيراً في الخروج حاولت الهروب من “نافذة” الحمام بعد ارتكابها لفعلتها.
سم الفئران لمشاري والخنق لكايد
وبالرغم من أن قضية الطفل مشاري لم تغادر أروقة المحكمة بعد إلا أن قضيته ظلت لأكثر من ثلاث سنوات حديث المجتمع بعد أن عرفت بقضية خادمة سم الفئران، وكانت الخادمة بحسب العائلة قد اعترفت بخلطها سم الفئران بحليب الطفل الرضيع مما أدى إلى اعتلال صحته ووفاته فيما بعد.
فيما تمكنت أم الطفل كايد العتيبي أخيراً من الشعور بأن قاتلة طفلها الرضيع لقيت ما تستحق بعد أن أقدمت خادمتها على قتله خنقاً بعد خلاف وقع بينهما، ففي بداية الشهر الحالي أصدرت وزارة الداخلية بياناً بشأن تنفيذ حكم القتل قصاصاً في العاملة المنزلية نافيك ريزان- سريلانكية الجنسية- على قتل الرضيع كايد بن نايف بن جزيان العتيبي- سعودي الجنسية- وذلك بخنقه بسبب خلاف بينها وبين والدته مما أدى إلى وفاته. وبحسب البيان فإن سلطات الأمن تمكنت من القبض على الجانية وأسفر التحقيق معها عن توجيه الاتهام إليها بارتكاب جريمتها وبإحالتها إلى المحكمة العامة صدر بحقها صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليها شرعاً والحكم عليها بالقتل قصاصاً.
ونجت وجد من النحر
أما الطفلة وجد فكانت أكثر حظاً من تالا ولميس فالخادمة الأثيوبية لم تتمكن من إتمام مهمتها البشعة، فبحسب تفاصيل الجريمة التي نقلها والدها صالح الحماد: عندما استيقظت زوجتي ذلك الصباح لأداء صلاة الفجر أيقظت الخادمة كعادتها للصلاة وذهبت للوضوء بدورة المياه القريبة من الغرفة فإذا بها تتفاجأ بصراخ ابنتي “وجد” فعادت مسرعة فوجدتها غارقة في دمائها وهي تبكي والسكين على فراشها، وقامت الأم بلف غطاء على الجرح واستنجدت ببناتها اللاتي كلمن شقيقهن، فتم نقل الطفلة سريعاً إلى المستشفى، وقد انتظرت الأم مع بقية الأطفال في المنزل لحمايتهم من هذه الخادمة، ومن ثم لحقوا بـ”وجد” للمستشفى مع السائق وأثناء ذهابهم للمستشفى تفاجؤوا بتعلق تلك الخادمة وركوبها في مؤخرة السيارة وعندما أنزلها السائق عادت وركبت مرة أخرى وهي تقول أريد أن أذهب معكم لأرى “وجد” وبعد أن وصلوا المستشفى تم القبض عليها من قبل الشرطة هناك. واتضح أن الخادمة كانت تخفي سكيناً كبيرة وساطوراً في حمامها الخاص.
فحوصات عقلية
في الوقت الذي رأت فيه الناشطة والباحثة الاجتماعية الدكتورة نوف المطيري، أنه من الضروري مطالبة الدول التي ترسل عمالتها للمملكة بإجراء فحوصات نفسية وعقلية لأبنائها قبل إرسالهم للعمل، مشيرة إلى أن بعض الأسر مضطرة للتعامل مع الخادمات فهي تعتبر بالنسبة لهم شراً لا بد منه وليست ترفاً ورفاهية خاصة إذا كانت الأم عاملة أو لديه عدد من الأطفال لا تستطيع العناية بهم وحدها. وأضافت قائلة: ولكن على الأم والأب معرفة أن هذه الخادمة للمساعدة فلا يمكن إعطاؤها دور التربية والاهتمام الكامل بالأطفال، فهي ليست مربية. وأشارت إلى أن بعض السيدات يردن أن تكون الخادمة ثلاثة في واحد تنظف البيت وتطبخ وتهتم بالأطفال وهو ما قد يولد الحقد لدى الخادمة ويدفعها لارتكاب الجريمة والانتقام من الأم في أعز ما تملك “أطفالها”، وطالبت بإخبار الخادمة قبل إحضارها وإعطائها الخيار إن كانت ترغب برعاية الأطفال أم لا حتى لا تحمل فوق طاقتها.
وأضافت: “رأيت بنفسي خادمتين من الجنسية الإفريقية وقد أدخلتا “الصحة النفسية مؤخراً لارتكابهما جرائم”، وبالأمس خادمة تذبح ابنة كفيلها؛ إذاً هناك مشكلة لذا أطالب بإجراء فحوصات عقلية ونفسية للعمالة المنزلية مثل ما يجرى لهم اختبارات للأمراض المعدية”.
غضب مجتمعي
ويبدو أن المجتمع بأكمله أصبح في تخوف كبير مما يمكن أن يحدث في المستقبل من الخادمات المنزليات، مؤكدين في الوقت ذاته أنه على الجهات المختصة إيقاف الاستقدام من الدول التي تتكرر جرائم عمالتها.
وعبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، طالب مغردون بسرعة القصاص من الخادمات المجرمات، وقالت المغردة شذى الطيب: “جرائم الخادمات تزداد وما زال البعض يصنفها كأفعال شخصية وﻻ يمكن تعميمها!! من يطفئ لهيب قهر الأم؟!!”.
فيما طالبت الناشطة الاجتماعية روضة اليوسف عبر حسابها مجلس الشورى مناقشة جرائم الخادمات وتسهيل عمل الأمهات عن بعد حتى يتفادين جرائم الخادمات وتفكك الأسر. فيما قالت المغردة كريمة السلمي: “ستمر هذا المسلسل بأجزاء عدة، ما لم تتخذ المملكة إجراء صارماً ضد العمالة الإثيوبية”. وشاركها مغرد آخر قائلاً: “كل يوم نسمع عن جرائم من عمالة أثيوبيا يجب أن يوقف الاستقدام من هناك نهائياً”.
فيما شعر الكثير من الأهالي بالقلق وتقول خلود عبد الرحمن إنها قررت بعد تكرر جرائم الخادمات أن تضع خادمتها وطفلها بشكل يومي تحت رعاية أم زوجها حتى لو كان ذلك يعني أنها ستتأخر يومياً عن عملها.
فيما بدأت مها وهي أم لثلاثة أطفال، بعمل زيارات مفاجئة لخادمتها أثناء وجودها مع أطفالها في المنزل وحدها، قائلة: “اتفقت أنا وزوجي على وضع كاميرات مراقبة في البيت بالإضافة إلى تناوبنا على العودة إلى المنزل في أوقات لا تتوقعها الخادمة”.
فيما نقلت عبير عبد الله مشهداً رأت بعينيها مدللة على إهمال بعض الأمهات لأطفالهن، قائلة: “في مجمع تجاري رأيت طفلتين في دورة المياه برفقة خادمة من الجنسية الإفريقية “عاريتين” للأسف الخادمة خلعت ملابسهما وتركتهما تتجولان في أنحاء المكان بينما الأم لم تكن موجودة في أي مكان قريب”.
وشددت على أن على الأمهات معرفة وظيفة الخادمة التي استقدمتها وهي العمل في المنزل وليس تربية الأطفال فهي غير مؤهلة.
خلال عام واحد خادمات مجرمات ينحرن 3 أطفال والمبرر “سوء المعاملة”
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=24196