مع اقتراب انتهاء موسم الزراعة الرئيس في إثيوبيا هذه السنة، لا تزال هناك فرصة صغيرة أمام المزارعين خلال أيلول (سبتمبر) المقبل لزرع المجموعة الأخيرة من المحاصيل وإنتاج الطعام للملايين الذين يواجهون المجاعة. ولكن ذلك يعتمد على وصول الدعم الضروري في وقته المناسب.
وأشارت وثيقة «المراجعة نصف السنوية للمتطلبات الإنسانية في إثيوبيا»، التي نشرت أخيراً وأعدتها الحكومة الإثيوبية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وغيرها من شركاء التنمية، إلى أن 900 ألف عائلة إضافية تحتاج الدعم الزراعي العاجل، ما يرفع العدد الإجمالي لتلك العائلات إلى 2.9 عائلة خلال الشهر الجاري. كما أن تلبية حاجات القطاع الزراعي ستتطلب 45 مليون دولار إضافية، ما يرفع إجمالي متطلبات القطاع إلى 91.3 مليون دولار هذه السنة.
وشهد وضع الأمن الغذائي مؤشرات إلى التحسّن الطفيف، بعدما انخفض عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات غذائية طارئة من 10.2 مليون إلى 9.7 مليون شخص منذ مطلع السنة. وتسبب الجفاف الذي نجم عن ظاهرة «النينيو» في خسارة المحاصيل والماشية على نطاق واسع، وهما المصدران المهمان لعيش المزارعين والأشخاص الذين يعيشون على الزراعة والرعي.
وتبع الجفاف فيضانات موسمية أدت إلى تدمير المحاصيل وإغراق المراعي، ويتفاقم هذا الوضع بسبب ظاهرة «النينيا» التي يُتوقع أن تجتاح البلاد ابتداء من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وقال ممثل «منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) في إثيوبيا أمادو ألاهوري ديالو: «إذا تفاقمت الفيضانات في وقت لاحق من العام الحالي، يمكن أن تنتشر أمراض في المحاصيل والماشية، ما سيؤدي إلى خفض الإنتاجية الزراعية ويعقد مرحلة التعافي». وأكد أن «الوضع خطير الآن. وعلينا أن نعمل على ضمان تمكن المزارعين من الزراعة في الفترة من الآن وحتى أيلول المقبل، وإنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام أنفسهم وعائلاتهم وبالتالي تجنّب اعتماد ملايين الأشخاص على المساعدات الغذائية لعام آخر»، مشدداً على أن «إثيوبيا تحتاج إلى الدعم العالمي المُلح للاستجابة للحاجات الإنسانية، وليس أمامنا وقت للتأخير والتسويف».
ويعتبر موسم «مهر» الموسم الزراعي الرئيس في إثيوبيا وينتج ما يصل إلى 85 في المئة من الإمدادات الغذائية. وإذا لم يتمكن المزارعون من زراعة ما يكفي الآن، فإن إثيوبيا قد تواجه نقصاً حاداً في الغذاء، ما سيُفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلاد. ولضمان الاستفادة من الفرصة المتبقية للزراعة للعام الحالي، هناك حاجة إلى 8.8 مليون دولار لتوفير المواد اللازمة لزراعة المحاصيل الجذرية والبقوليات وبذور الخضار والحبوب إلى 530 ألف عائلة.
وتقدّر «فاو» أن العائلات التي خسرت ماشية صغيرة مثل الأغنام قد تحتاج سنتين على الأقل للعودة إلى مستويات ما قبل الجفاف، بينما قد تحتاج العائلات التي تمتلك ماشية إلى نحو 4 سنوات للعودة إلى تلك المستويات، أما الحيوانات التي نجت من موجة الجفاف الأخيرة فلا تزال ضعيفة ومعرضة للإصابة بالأمراض خلال الفترات الماطرة. وهناك حاجة إلى 36 مليون دولار لدعم 2.4 مليون عائلة معتمدة على الماشية في معيشتها، أو 12 مليون شخص.
وترجح تقارير الأرصاد الجوية بما نسبته 55 في المئة أن تبدأ ظاهرة «النينيا» في تشرين الأول المقبل وتمتد حتى تشرين الثاني (نوفمبر)، وسيكون لها أثران كبيران على إثيوبيا، هما الفيضانات في المرتفعات التي تشكل معظم مناطق البلاد، والجفاف الإضافي في المنخفضات التي تعتمد على الماشية في منطقتي أوروميا والمنطقة الصومالية.
وتقدم «فاو» الدعم للحكومة لإعداد خطة طوارئ لمواجهة الحاجات المقبلة، ووفرت من خلال الموارد التي تلقتها حاجات زراعية ماسة لـ127 ألف عائلة، أي نحو653 الف شخص، في المناطق المتضررة من الجفاف، من بينها أمهرة وعفار واوروميا وتيجراي والمنطقة الصومالية والأمم الجنوبية. وتم توزيع نحو 3700 طن متري من البذور و5.8 مليون وحدة من درنات البطاطا إلى المجتمعات المحتاجة حتى الآن. ووفرت «فاو» الدعم الضروري للعائلات التي تملك الماشية، بما في ذلك العلف، وبذور العلف لإنعاش المراعي، وأعادت تأهيل نقاط المياه لاستخدام الماشــية. وقـــدمت الدعم للحكومة لتطعيم وعلاج نحو 1.4 مليون رأس ماشية، إلا أن أعداداً كبيرة منها ضعفت بسبب الجفاف وأصبحت عرضة للأمراض نتيجة الفيضانات التي اجتاحت البلاد أخيراً، في حين تخطط المنظمة إلى توسيع حملات التطعيم والعلاج. ولزيادة تغطية المزارعين وأصحاب المواشي المتضررين من الجفاف والفيضانات الحالية، تحتاج «فاو» 10 ملايين دولار مع نهاية أيلول المقبل.
إثيوبيا تحتاج هذه السنة 45 مليون دولار دعماً زراعياً إضافياً لـ 900 ألف عائلة
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=21561