ما إن انتهى عرض ترفيهي في أحد أماكن التسوّق في أبوظبي، حتى تجمّع شباب متحمسون من مختلف الأعمار والجنسيات مع أسرهم، متوجهين إلى عرض آخر جديد يتحدّون درجات الحرارة والرطوبة العالية في هذا التوقيت من العام.
عائلات من مختلف الجنسيات قررت أن تمضي عطلة الصيف في أبوظبي، وبقية مدن الدولة، بعد أن اعتادت تمضيتها في الخارج، مدفوعة بالأحداث الساخنة التي تشهدها أكثر من جهة في العالم، ما يجعل الإمارات الوجهة المفضلة والآمنة لتمضية العطلة، ليصبح شعار «سياحة بين المدن لا الدول»، هو المشهد الغالب.
مدن الدولة من جهتها، واكبت هذا التوجه بأجندة صيفية زاخرة تتكامل مع بعضها، ومكتظة بالفعاليات من عروض مسرح عالمية، إلى حفلات النجوم، مروراً بفعاليات رياضية وثقافية، وعروض الشخصيات الكرتونية المحببة لدى الأطفال، والعروض التراثية، بما يضمن تأمين زيارات ممتعة للعائلات والسائحين من مختلف الجنسيات، وتلبي كل تطلعاتهم.
وتحرص الفنادق والمراكز التجارية على تقديم خصومات لاجتذاب السائحين والمقيمين. كما تتبارى دوائر السياحة في تقديم أفضل ما لديها، بهدف تنشيط الأسواق، لاسيما قطاعي التجزئة والمهرجانات، وبما يصب إجمالاً في تعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية جاذبة وآمنة، ومفضلة للعائلات والزوّار.
التسوّق والترفيه
في مشهد نادر في هذا الوقت من العام تزدحم المقاهي وأماكن الترفيه والتسوّق بالروّاد من مختلف الجنسيات، كما تموج الشوارع بالسيارات، رغم الإجازة الدراسية الصيفية.
ويقول روّاد هذه الأماكن: «إن الحرارة والرطوبة لا نكاد نشعر بها إلا في الشارع، فجميع الأماكن مهيأة ومكيفة من لحظة ركوب التاكسي، حتى دخول الفندق أو أماكن التسوّق».
(م.ن – طبيب)، يعمل في أبوظبي، اعتاد أن يمضي وأسرته الإجازة الصيفية في أوروبا بين إسبانيا وفرنسا، قرر البقاء في أبوظبي هذا العام، ففي الإمارات يجد الأمان والراحة وسهولة الحركة، يقول: «استطيع الذهاب إلى أي موقع في أبوظبي بالسيارة في غضون دقائق، وأتجوّل في أقرب مركز تسوّق، وأجد كل الماركات العالمية، وربما أقل من ثمنها في بلادها الأصلية».
ويقول المهندس (م .م .مدني): «كنت اعتزم التوجه إلى إحدى الدول الأوروبية هذا العام، لكنني رأيت أن الأجواء في أوروبا عموماً غير مواتية ومكلفة، فالعالم كله يأتي إلى الإمارات للسياحة فلماذا أذهب للخارج».
ويقول (أمجد.ع): «إنه من عشاق السفر والترحال، وكانت تايلاند وآسيا عموماً وجهته السنوية، حيث الأطعمة التقليدية الآسيوية، لكنه فضّل تمضية عطلته هذا العام داخل الدولة، فالمطاعم الآسيوية تنتشر وبكثرة، ولا يخلو شارع من مطعم يلبي حاجات كل متذوقي الطعام».
وتشهد مدن الدولة نشاطاً حيوياً بارزاً في قطاعات السياحة والضيافة والتجارة والخدمات والطيران والخدمات المصرفية والتمويل، وكلها ترتبط بشكل أو بآخر بحركة السياحة.
ويتعزز هذا الازدهار المتسارع بزيادة عدد الغرف الفندقية، ومعالم الجذب السياحي، ومراكز التسوّق المرموقة، علاوة على النشاط المتنامي لحركة شركات الطيران المحلية والدولية.
أجندة مزدحمة
مواكبة لذلك، تزدحم أجندة الأنشطة الصيفية في مدن الدولة، في مقدمتها أبوظبي، بالفعاليات لتشمل كل الوان الطيف الفني والترفيهي والثقافي والرياضي والاجتماعي.
وتحت شعار «مرح للجميع» و«الصيف في بلادي»، تقام فعاليات ترفيهية في كل الأنحاء، تتضمن الألعاب والطبخ والرياضة والأزياء وورش عمل وأنشطة تفاعلية وألعاب فيديو وأنشطة تراثية.
وفي دبي، لا يقل موسم الصيف أهميةً وتأثيراً عن موسم السياحة الشتوي، خصوصاً أنه يشمل «مفاجآت صيف دبي»، الفعالية التي تستقطب الزوّار والسياح من كل الأعمار. كما تشكل فعاليات «عالم مدهـش»، التي تستقبل مئات الآلاف من الزوّار سنوياً، إحدى أكبر الوجهات الترفيهية المكيفة والمغطاة في المنطقة، وتوفر تشكيلة واسعة ومتنوّعة من الخيارات الترفيهية والتعليمية.
ويزخر شهر أغسطس بالفعاليات، التي تبدأ من العروض الترويجية والفعاليات التي تقدمها مراكز التسوّق، لتتماشى مع الأجواء الاحتفالية لحدث «مفاجآت صيف دبي» مسك ختام موسم الصيف.
وتشكل إمارة الشارقة بدورها، مسرحاً لمختلف المهرجانات المحلية والدولية، لتصبح المهرجانات لوناً مميزاً من ألوان الشارقة، ويتم تحديداً تنظيم هذه الفعاليات خلال فترة الصيف، لارتباطها ببدء العطلات والإجازات السنوية، وتزامناً مع العروض الأخرى بالدولة، حيث يستفيد زوّار الشارقة من العروض الترويجية الخاصة، والخصومات الكبيرة التي توفرها المراكز والمحال التجارية، الذي بدوره يسهم في تنشيط الحركة التسويقية في الإمارة.
وكان «استطلاع أصداء بيرسون – مارستيلر السنوي السابع لرأي الشباب العربي»، أظهر أن أكثر من 20% من الشباب العربي أكدوا رغبتهم في العيش في دولة الإمارات، من ضمن قائمة ضمت 20 دولة، لتحتل المرتبة الأولى، فيما جاءت الولايات المتحدة الأميركية – وللعام الثاني على التوالي – في المرتبة الثانية بنسبة13%، تليها كندا وألمانيا في المرتبة الثالثة بنسبة 10% لكل منهما.
وتبرهن تلك النتائج على أن دولة الإمارات هي وجهة مفضلة للشباب العربي الباحث عن مقومات العيش الرغيد، والبيئة الإيجابية المحفزة على النجاح والابتكار، وتطوير القدرات والاستفادة من طاقاته الكامنة.
وتحتل الإمارات مكانة رائدة ضمن أبرز المؤشرات العالمية الرئيسة بما في ذلك «التقرير العالمي للتنافسية 2013 – 2014»، حيث تربعت في المرتبة الأولى عالمياً من حيث جودة الطرق، وغياب الجريمة المنظمة والتضخم.
كما حلّت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً، والـ17 عالمياً ضمن «تقرير السعادة العالمي»، الصادر عن الأمم المتحدة، ما يمثل دلالة واضحة على تركيزها الراسخ على أن تصبح واحدة من أفضل دول العالم بحلول عام 2021 وفق رؤية الإمارات 2021. وحلّت في المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي في «مؤشر الرفاهية العالمي 2014»، الذي يصدره معهد ليغاتوم البريطاني، فيما نجحت على مدى سنوات العقد الماضي في التربع ضمن المراكز الأولى في تقارير «التنمية البشرية» السنوية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي ظل ما تمرّ به بعض دول المنطقة من اضطرابات تبقى الإمارات واحة ومنارة أمل للشباب العربي، الذين يطمحون في توظيف قدراتهم وطاقاتهم بالشكل الأمثل.