جسّد مواطنو الدولة الموجودون حالياً في تركيا، التي تعيش حالة طوارئ جراء محاولة الانقلاب العسكري الذي شهدته الجمعة الماضي، مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، «البيت متوحد»، إذ حرصوا على التعاضد والتوحد في هذا الظرف المفاجئ، ومدوا قناة اتصال في ما بينهم عبر مجموعة خاصة أنشأتها مواطنة متطوعة ضمن تطبيق «واتس أب» تحت المقولة ذاتها «البيت متوحد»، ضمت ما يزيد على 80 شخصاً.
وضمت مجموعة «البيت متوحد» مسؤولين وموظفين في سفارة الدولة بالعاصمة التركية أنقرة وقنصليتها في إسطنبول، ومواطنين توجهوا الى تركيا قبيل الأحداث للسياحة أو العمل، وفي مقدمة أعضاء المجموعة السفير خليفة شاهين المَرر.
وقدمت «البيت متوحد» للمشتركين فيها كل ما يحتاجون إليه من المعلومات، والخدمات، إذ عمل أعضاؤها على مساعدة بعضهم بعضاً، وتعاونوا على تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه أبناء وطنهم. وسجلت حضورها البارز من خلال مساعدة مواطنين عالقين في مطار أتاتورك في الليلة التي شهدت محاولة الانقلاب العسكري، إذ نجحت في تأمين الطريق لهم وتسكينهم، كما أسهمت في مساعدة أسر على تأمين احتياجاتها، ونقل مواطنة للعيش مع أسرة إماراتية، بهدف مساعدتها على تخطي حاجز الخوف الناجم عن الوحدة في ظل الظروف المفاجئة التي شهدتها، وما رافقها من فوضى وتوتر، كما ساعدت مجموعة «البيت متوحد» مواطنين آخرين على العودة إلى أرض الوطن بسلام وأمان.
وذكرت المواطنة التي تقف وراء إنشاء «البيت متوحد»، (فضلت عدم ذكر اسمها) أنها معتادة على العمل التطوعي، ولا ترنو من خلاله إلى جني مال أو تحقيق شهرة، مشيرة الى أن حسها الوطني ومحبتها لوطنها هما ما يدفعانها للعمل من أجل الآخرين.
وتابعت: «أنشأت مجموعة (البيت المتوحد) بعد اتصالي بعدد من المواطنين الذين أعلم أنهم موجودون في تركيا، وشيئاً فشيئاً بدأت الدائرة تتسع، مواطن يخبر آخر، وخلال فترة قصيرة أصبح العدد بالعشرات، وقد أسهم تعدد مسؤولي المجموعة، وعدم اقتصارها على شخص واحد، في زيادة عدد أعضائها، ورافق ذلك انتشار خبر المجموعة في برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر)».
وأكدت أن أهداف المجموعة تكللت بالنجاح في ظل التلاحم، والتآلف الذي أظهره أفرادها، لاسيما بعد أن التحق بها مسؤولون في سفارة الدولة في العاصمة التركية أنقرة، وقنصليتها في اسطنبول، في مقدمتهم السفير خليفة شاهين المرر، الذي بادر بالاتصال والانضمام إليها، وأبدى استعداده الكامل لتقديم الدعم اللازم للأعضاء، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تحسن وضع أفراد المجموعة من كل النواحي، خصوصاً النفسية.
وتابعت أن الفضل في نجاح «البيت متوحد» يعود لجميع أعضاء المجموعة، الذين زاد عددهم على 80 شخصاً، إذ جسدوا أروع الأمثلة في التعاون والتلاحم المعروف عن أبناء زايد، أبناء البيت المتوحد، فضلاً عن الجهود البارزة للعاملين في سفارة الدولة.
ومن أعضاء المجموعة قال المواطن، مدير إدارة التراث العمراني في بلدية دبي، المهندس رشاد بوخش، الذي ذهب الى إسطنبول مع وفد من الدولة مكون من ثمانية أشخاص، لحضور الدورة الـ40 للجنة التراث العالمي بهدف البحث عن ترشيحات تسجيل 29 موقعاً جديداً ضمن قائمة اليونسكو، لـ«الإمارات اليوم» إن «أحداث الانقلاب العسكري جرت أثناء عودتنا للفندق ليلاً، وسرعان ما انهالت علينا المكالمات والرسائل التي تستفسر عن أحوالنا وتطمئن على سلامتنا، وعلى الرغم من بعدنا عن مكان الأحداث، فإن أصوات الانفجارات وسيارات الشرطة والرصاص كانت كفيلة بخلق جو مليء بالتوتر والقلق».
وأضاف بوخش: «بعد مرور وقت قصير على الأحداث، سمعنا عن تأسيس مجموعة خاصة على تطبيق (واتس أب)، بعنوان (البيت متوحد) تجمع مواطني الدولة الموجودين في تركيا، وقد كانت هذه المجموعة كفيلة بالتخفيف من توترنا، إذ لم نعهد – ولله الحمد – مثل هذه الأجواء المليئة بالعنف والخوف من المجهول في بلادنا».
وتابع بوخش: «أسهمت المجموعة في تقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون هناك، بما يذلل أمامهم الصعوبات والتحديات التي تواجههم، منها مساعدة المواطنين العالقين في المطار في يوم الحدث».
وقال المواطن بسام محمد، الذي قصد تركيا مع صديقين له سائحاً يوم الجمعة الماضي، «وجودي ضمن المجموعة قدم لي تصوراً صحيحاً حول طريقة التصرف التي ينبغي علي ورفيقي اتباعها، وعليه قررنا التوجه إلى مطار صبيحه للعودة إلى أرض الوطن».
وتابع: «كنت قد تواصلت مع السفارة في اللحظات الأولى من اندلاع الأحداث، فطمأنت روعي وصديقي، وطلبت منا التوجه على الفور إلى الفندق، وملازمته حتى تقوم هي بالتواصل معنا، والتنسيق حول موضوع عودتنا».