كلنا مررنا بهذه الخبرة أو التجربة لكن بدرجات متفاوتة ونقف مشدودين حيالها بل أحياناً نخشى البوح بما يحدث لشدة غرابة الموقف و بالتالي الخشية من ردة فعل الآخرين إذا قصصنا عليهم ما يحدث معنا… فعلى سبيل المثال قد تكون جالس مع أصدقائك, أو انك تمر بمكان معين تشعر بان هذا الموقف قد حدث لك من قبل، وانك قد شاهدت هذا المكان وهذا الموقف من قبل لكن أين ؟؟ وكيف….؟؟
الشعور لا يدوم طويلا إنما هو فقط يومض بقوة ويتلاشى في جزء من الثانية مخلفا وراءه سحباً من الإبهام والغموض تعيقك عن اللحاق به لفهمه بشكل أفضل وأعمق وبانقشاع تلك السحب يكون هو قد اختفى بينما أنت قد نسيت الأمر برمته …
بالتأكيد الجميع يتساءل عن كيفية وسبب حدوث هذا الأمر ، هذه الحيرة أيضا كانت تلازم علماء النفس والطبيعة والفلاسفة الذين انشغلوا كثيرا للإجابة على سبب وكيفية حدوث هذه الظاهرة ، الذين أطلقوا عليا ظاهرة الديجافو …
الديجافو.. كلمة فرنسية الأصل Déjà vu أطلق عليها هذا الاسم العالم إمِيل بُويَرْك.. في علم ما وراء النفس (الباراسايكولوجي) حرفياً تعني: “شُوهد مسبقاً”.. وهو أن يرى الشخص مشهداً أو يعيش موقفاً يمر به لأول مرةٍ في حياته ولم يسبق له أن أتى لهذا المكان أو الزمان.. لكنه يشعر أن هذا المكان مألوف لديه بشكلٍ قوي جداً.. وكأنه رآه من قبل.. نفس الموقف.. بتفاصيله وأحاديثه وصغيره وكبيره. .. وكأنه حلمٌ رآه من قبل لا يدري متى وأين وكيف رآه!!
اختلِفَ كثيراً في تفسير ظاهرة الديجافو وسبب حدوثها
ينسُبْ عدّة محلّلون نفسانيّون الظاهرة إلى الخيال البسيط لدى الإنسان، وبعض الأطباء يعزون ذلك إلى خلل لحظي في الدماغ لمدّة ثواني قليلة.
وهناك من قال أنّها جزء خافت مجهول من ذكريات الطفولة ومنهم من ذهب إلى أن الإنسان في بطن أمه يشاهد شريط حياته قبل أن يولد (فيلم وثائقي ) وينسى الكثير منها لأنه إنسان لكن يوجد هناك شواذ وهي الديجافو وهناك من يقول إن الانسان كان يعيش حياة سابقة قبل أن يوجد في الوجود أو يتجسد
وعندما يرى شيء أو مكان يشعر أنة قد مر به يكون بسبب تذكر عقلة بشكل بسيط تلك الحياة السابقة , يمكن أن نسمي هذا التفسير بتناسخ الأرواح أو التقمص وهذا التفسير غير مقبول بشكل عام لأنه يخالف العقيدة الإسلامية (الهندوس و الدروز وطوائف أخرى يؤمنون بظاهرة التقمص ) .
أكثر فئة عمرية إصابة بهذه الظاهرة هم من 15 – 25 عاماً.. يصاب به أكثر المصروعين قبل صرعهم أو بين النوبتين الصرعيتين..ولكنه قد يقع في جميع شرائح الأفراد بدون سبب طبي أو مرض عضوي في أحيان كثيرة تفسر هذه الظاهرة عن محللون نفسيون كثر بأنه وهم أو تحقيق رغبة مكبوتة وقيل أيضاً انه عندما مسح الله على ظهر سيدنا آدم و أخذ من ذريته العهد رأى كل الناس أعمالهم ويتذكرونها أحيانا ..؟
و قد صنف العلماء تلك الظاهرة المحيرة لثلاثة أنواع هى :
Deja senti و تعنى “تم الشعور به سابقاً” أو “Already felt”- 2
Deja visite و تلك أغرب الأنواع و تعنى “تم زيارته سابقاً” أو “Already visited”- 3
و سنقدم توضيحاً سريعاً لكل نوع من الأنواع الثلاثة للـ ديجا فو :
Deja vecu عندما يتحدث أغلبية الناس عن الـ ديجا فو تكون الحقيقة أنهم يعنون بها تلك هي أكثر الحالات شيوعاً…فمعظم البشر مروا بها خصوصاً خلال السن ما بين 15 إلى 25 سنة
لأن بهذا السن يكون العقل ما زال قادراً على ملاحظة التغييرات البسيطة فى البيئة من حوله… و عادة يكون الحدث الذي مر بنا حدث غير مهم إطلاقاً…ربما يكون حدث يتكرر يومياً
لكننا نقف عنده بأحد المرات لأنه مختلف تلك المرة…يوجد شعور داخلي بأنه يتكرر بصورة كاملة كما أننا عندما نمر بهذه الحالة نتذكر الحدث جيداً بعد ذلك بالرغم من كونه حادث طبيعي منذ وقت قريب جداً حدث هذا مع أحد أصدقائي قال لي عندما كنت أتحدث معك قلت عدة جمل شعرت أنى سمعتها سابقاً بنفس الشكل و بنفس التفاصيل لكنى لا أتذكر متى أو أين…لكنى سمعتها سابقاً و طبعاً كنت واثق من أنى لم أقل تلك الجمل سابقاً…خصوصاً أن معرفتى به لم تتعدى الشهر الواحد بعد . فى أنه حدث عقلى أو فكرى و ليس حدث حقيقى Deja vecu يختلف هذا النوع عن الـ كما أنه لا يوجد به جانب “توقع ما سيحدث بعد لحظات” كما أنه نادراً ما يبقى بذاكرتنا بعد ذلك بهذا النوع لا تكون هناك حولنا أحداث نشعر أنها تتكرر…فقط نفكر ببعض الأفكار أو نحس بشيء ما و نشعر أننا فكرنا بتلك الأفكار أو أحسسنا هذا الشيء سابقاً فمثلاً تبدأ الحالة بصوت شخص ما حولك أو بجملة قرأتها بكتاب أو حتى بأفكار ما
و هنا تفكر بشيء ما حول تلك الجملة أو هذا الصوت أو عن تلك الأفكار ثم تشعر أن هذا التفكير حول الجملة أو غيرها قد فكرت به سابقاً…أي ان تلك الأفكار مرت بعقلك سابقاً و لكن بعد دقيقة لا تستطيع تذكر السبب الذي بدأت به تلك الأفكار سجلت الكثير من الحالات المشابهة شعر بها مرضى الصرع بشكل خاص .
تلك هي أندر و أقل الأنواع انتشاراً كما أنه نوع غريب جدا ,ً بهذا النوع يستطيع المرء معرفة طريقه خلال مدينة يزورها لأول مرة مع معرفته أن هذا مستحيل ,
فبالرغم من أنه لأول مرة يزور هذه المدينة لكنه يعرفها و يعرف شوارعها و طرقها .
قدمت العديد من التفسيرات لتلك الظاهرة الغير طبيعية ربطها البعض بظواهر كتناسخ الأرواح إنتقال الروح بعد موت الجسد لجسد أخر و حياة أخرى و البعض الأخر ربطها بالأحلام أو الخروج من الجسد…؟
فقد أستطاع أن يحصل على قطعة ورق كانت موجودة بداخل قلعة بأنجلترا فبعد هدم القلعة أستطاع أن يجد تلك الورقة التي كتبها ألكسندر بوب قبل 200 عام من هذا الحدث .
Nathaniel Hawthorne من أشهر مثال لتلك الحالة هو ما حدث لـ
Deja vecu و تعنى “تم رؤيته سابقاً” و بالأنجليزية “Already seen” – 1 Deja vecu Deja senti Deja visite
فرضيات حاولت تفسير الظاهرة
(Mismatching) المحللون النفسيون يرون في الديجافو تعبيرا عن رغبة كبيرة لتكرار تجربة ماضية ، أما الأطباء فيفسرونها على أنها
في الدماغ يتسبب في جعل الدماغ يخلط بين الإحساس بالحاضر والماضي ، أما علماء ما وراء الطبيعة فهم يعتقدون أن الديجافو يتعلق بخبرة حياتية ماضية عشناها قبل قدومنا إلى الدنيا في ذواتنا الحالية.
مازال الغموض يكتنف هذه الظاهرة و أسباب حدوثها ورغم الفرضيات والتخمينات التي حاولت تعليلها إلا أيا منها لا يمكن البت فيه بشكل قاطع ، والمثير أكثر أن هناك ظاهرة معاكسة للديجافو, أنها ما وهي الإحساس بأن المألوف غريب وجديد و كأنه يصادف أول مرة .(Jamais Vu) يسمى بالـ
وأيضا لا يدوم هذه الإحساس إلا لجزء من الثانية.. كأن تجلس مع احد أصدقائك أو أفراد عائلتك ولوهلة تشعر وكأنك لم تره من قبل أو تراهم من قبل ! كأنهم أشخاص غرباء
التفسير العلمي للظاهرة :
تفسر هذه الظاهرة علميا على أن المخ عبارة عن مناطق وكل منطقة مسئولة عن وظيفة مثال : الرؤية تكون في مؤخرة الرأس ، السمع على الجوانب وهكذا ، وما .Visual Center يحدث انك عندما ترى شيئا يترجمه الجزء الخاص بالرؤية
Cognitive Center وهذه هي وظيفته ترجمة الإشارات إلى صور فقط إما فهم الصورة واستيعابها أو تذكرها إذا كانت مألوفة يكون في جزء آخر يسمى
Cognitive Centerقبل الـ في هذه الظاهرة يحدث في بعض الأحيان تأخر بين العمليتين وتمر برهة من الوقت تدخل فيها الصورة إلى مركز الذاكرة . ثم تذهب الصورة إليه لاحقا فيظن المخ انه رآها من قبل لفهم أفضل تخيل إن العين اليمنى مسؤولة عن التحكم في رؤية الصور فقط والعين اليسرى مسؤولة عن تحليل الصورة فالعين اليمنى رأت الصورة قبل العين اليسرى فالذي سيحدث ان العين اليسرى المسؤولة عن التحليل ستحلل الصورة على أنها قد شاهدتها من قبل ويظل السؤال في عقلك ..أين رأيت هذه الصورة ..؟ ويكون الجواب …قبل ثواني من خلال عيني اليمنى .
Short memory وتحليل آخر يرجع هذا الأمر إلى أن تواجدك في هذا المكان أو الموقف يترجم الأحداث إلى إشارات في الأعصاب ، فترسل الأعصاب هذه الإشارات .. ولكن يحدث في بعض الأحيان أن ليتم حفظها هناك وتكون هذه العملية سريعة جدا في اقل من جزء من الثانية (Long memory) إلى مركز الذاكرة القصيرة ترسل الأعصاب نفس الإشارات إلى مركز الذاكرة الطويلة بالخطأ.. فنشعر بان هذا الموقف قد مر بنا من قبل !! وللعلم ان مركز الذاكرة الطويلة هو المكان الذي تحفظ فيه الأحداث القديمة والتي يمكن استرجاعها مع مرور الزمن .
العلاقة بين الديجا فو والجهاز العصبي : المرضى المصابين بأضرار في مناطق من الدماغ وخصوصا المناطق الصدغية والجبينية السطحية يصابون بشعور “الديجا فو”، كما أن ذات الشعور يصاب به مرضى “الصرع الصدغي”.
ويلاحظ أيضا ان تنشيط المنطقة الانفية في الدماغ . تحت الحصين تولد هذا الشعور تفسير جزئيّ المخ :
جميعنا يعلم أن المخ مكون من فصين أي جزئيين … أحد هذه الأجزاء متقدم قليلا أي بارز عن الآخر ، وعند استقبال المخ لأي إشارة أو صورة يستقبلها الفصين معاً لكن في بعض الأحيان يستقبل ذلك الجزء البارز أو المتقدم قبل الآخر بأجزاء من الثانية ثم ترسل للجزء الأخر الذي به يتم الاستيعاب الكامل لكل ما نستقبله من صور وأصوات وإشارات ضوئية وغيرها .. فعندما يستوعب المرء المكان أو الصورة التي أمامه يشعر انه قد رآها من قبل ولكن الصحيح انه قد خزنها في الذاكرة القصيرة قبل أن يتم استيعابها كاملا.. وكل هذا في أجزاء من الثانية .
ينقسم مخ الانسان إلى قسمين ونرى كثيراً أن شخص ما يصاب في حادث بإصابة في الجزء الأيمن للدماغ وتسبب له هذه الإصابة الشلل النصفي للجانب الأيسر للجسم والعكس إذا أصيب الجزء الأيسر من المخ تسبب الشلل للجزء الأيمن من الجسم ….
الإدراك الإنساني بطبعه يدرك الأماكن أو الأشياء بكلا الجزأين (الجزأين يعملان معا) فإذا حدث أن اشتغل أحد الأجزاء قبل الآخر . يرى المكان أو الموقف لكن لا يكون ملم بكل صفاته يعمل الجزء الآخر فتكتمل عنده الصوره ويرى الجزء الأول الخصائص التي لم يرها بمفرده ويكون الجزأين في سباق ليتم دمج العمل مع بعضهما البعض فيرى الجزء الثاني ان هذا المكان قد سبق أن شاهده وهذا صحيح انه شاهده بواسطة القسم الأول وكل هذا العمل في أجزاء بسيطة من الثانية.
ظاهرة الديجافو وعالم الأحلام :
أن ما نمر به من أحداث نشعر وكأنها مكررة أو صورة أخرى من موقف مضى ما هو إلا نسخة لحلم قد حلمناه ولكننا نسيناه ولم نتذكره .. وحين يحدث نفس الموقف في حياتنا العملية نتذكر أننا مررنا بنفس هذا الموقف أو المشهد من قبل .
فنحن يوميا مهما كنا نحلم بكل ما يدور في اليوم الآخر لكن بطبع الإنسان ينسى كل ما يحدث فنتذكر ما يمكن تذكره ، كما يؤكد بعض العلماء انه يحدث أحيانا أثناء النوم أن يمر الإنسان بمراحل شفافة للوعي وللروح ولاستقبال الرسائل الكونية أي انه يرى أجزاء من حياته أو مستقبله ( رؤيا) كما يحدث في الرؤية الصادقة
فالنوم هو مفارقة الروح للجسد مفارقة جزئية ، وعندما تفارق الروح الجسد فهي تلتقي مع أرواح أخرى ربما يكون أصحابها على قيد الحياة أو ربما مضى وقت طويل على وفاتهم .
.. ومن هنا يأتي تفسير منطقي آخر لظاهرة استحضار الماضي واستقراء المستقبل
وعندما تلتقي هذه الأرواح في عالم يسمى البرزخ حيث يحدث بين الأرواح ما لا تدركه عقولنا….؟
.. ولا نستطيع تذكر أي شيء من الحلم في حال استيقاظنا ولكن ربما يحدث بالصدفة أن نسمع قولا أو نشاهد مشهدا يخيل إلينا أننا رأيناه من قبل وتتفق الرؤى نفسها لدى أكثر من واحد من المشتركين في نفس المشهد أو الموقف .
ذات يوم في خلافة عمر رضي الله عنه :
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسرد حلما قد حلمه على أصحابه يقول علي رضي الله عنه وهذا في حلمه
انه كان في صلاة الفجر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إماما فعندما وصل علي المسجد
ورأى أن رسول صلى الله عليه وسلم هو الإمام استغرب جدا لأنه يعلم انه قد توفاه الله
ويقول علي رضي الله عنه في الحلم طبعا ما لبثت أن تنتهي الصلاة حتى اذهب إلى رسول الله واسلم عليه
وأعانقه وحين انتهت الصلاة ذهب إليه وسلم عليه وعانقه وجلس معه حتى بزغت الشمس
ثم خرج من المسجد وإذ بعجوز على باب المسجد
أعطته صحنا من التمر وقالت له اطعم رسول الله فدخل علي رضي الله عنه إلى المسجد واطعم رسول الله
فاخذ الرسول صلى الله عليه وسلم حبه ووضع حبه في فم علي رضي الله عنه
فيقول علي لم أأكل أطيب من هذا التمر في حياتي وكأنه من طعام الجنة
فقال علي رضي الله عنه زدني يا رسول الله
فاستيقظ علي رضي الله عنه من النوم
ثم ذهب إلى المسجد وصلى بهم عمر رضي الله عنه إماما
بعد أن أنهى الصلاة خرج علي رضي الله عنه من المسجد وإذ
بعجوز على باب المسجد أعطته صحنا من التمر وقالت له اطعم أمير المؤمنين
فتعجب على جدا
فأخذ الصحن واطعم أمير المؤمنين واخذ عمر حبه من التمر ووضعها في فم علي
يقول علي رضي الله عنه أنها نفس مذاق حبة التمر التي كانت في الحلم
فقال له زدني يا أمير المؤمنين
فقال له عمر رضي الله عنه لو زادك رسول الله لزدناك) )
ويوجد العديد من المواقف التي من ضمنها رؤية إنسان في المنام لشخص يجلس معه ويخاطبه في حين انه ميت من عشرين عام.. وقدم إليه في المنام ليحذره من أمر هام أو يوصيه وصية ، أو يطلب منه تكفير خطيئة أو ذنب وهذه حدثت كثيرا ، وهو يؤكد مبدأ الاتصال بين العوالم فالنفس تنفصل عن الجسد في حالة النوم وتموت وفي القصص المروية عن اتصال الأرواح في الرؤى تستطيع قراءة كتاب الروح لأبن قيم الجوزية رحمه الله . ) موتة صغرى
ظاهرة الديجافو وعالم الروح :
يرى بعض العلماء أن الإنسان كان قبل أن يخلق في عالم يسمى عالم الذر أو عالم الأرواح ، وفي هذا العالم جرت له العديد من الأحداث و الوقائع المشابهة والمطابقة لما يحدث له على الأرض ، حتى تكون بعض الأحداث مماثلة إلى درجة التطابق .
ويرى البعض إن الحياة الدنيا ما هي إلا نسخة لتلك الحياة وهي كرة أخرى أعطيت للإنسان ليمارس فيها مفهوم التقرب إلى الله والعبادة مرة أخرى …
لذلك فعندما نمر بحدث أو واقعة ما ونشعر أننا قد مررنا بها قبل ذلك فهذه عملية تذكر للحياة التي عشناها في عالم الروح ، ويرى البعض أن الإنسان تعرض عليه مسيرة حياته قبل أن يخلق عند الله ثم تنفخ فيه الروح في بطن أمه ومن ثم قد يتكرر مشهد الديجافو من العقل الباطن أو من الذاكرة القديمة الأولى….
التفسير الباراسيكلوجي :
يرى بعض العلماء في مجال الباراسيكلوجي أو علوم التفسير للظواهر الخارقة للطبيعة أن ظاهرة الديجافو جزء من الحاسة السادسة ، بحيث استطاع وعي الإنسان وعقله أن يصل إلى الحدث ومفرداته و وقائعه قبل حدوثه بلحظات قليلة جدا ، وعندما مر الحدث كأنما مر به الإنسان من قبل أو أن يكون رآه قبل هذا اليوم ، فالعقل الباطن هنا يكون سجل معلومات في الفترة القريبة مع العقل الواعي ، لذا يتوهم الإنسان انه قد مر بهذه التجربة
: ( البرمجه اللغويه العصبيه )
ترى البرمجة العصبية ان الإنسان منذ ولادته يعيش قصص صغيره في مخيلته أو أثناء تفكيره و نشاطه العقلي فتسجل هذه القصص تلقائيا بالعقل الباطن و عند المرور بمواقف مشابهه لتلك القصص الخيالية يسترجعها العقل الباطن إلى العقل الواعي فيشعر الانسان ان ما يرى الآن قد رآه مسبقا و عاشه و مسجل في عقله الباطن بينما هو قد تخيله مسبقا فقط لا أكثر .. وقد يستجمع أكثر من قصه في جزء من ثانيه لإكمال مشهد حاضر أو موقف يعيشه للتو و اللحظة .
أخيراً تبقى معلوماتنا بشكل عام قليلة حول هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر التي تقع خارج نطاق الاستقصاء العلمي (الخارق) , حيث يظن بعض المتخصصين في العلوم الباراسيكولوجية ان هناك أمثلة لهذه الظواهر أكثر مما هو معلن ويعود السبب الى ان هؤلاء الناس يخافون من أن يوصموا بالجنون من ناحية , ومن ناحية أخرى ربما الى عدم معرفتهم الجهة التي يتحدثون اليها لذلك أنشئت في بريطانيا ” مكتب الهواجس ” حيث يمكن للناس أن يسجلوا الهواجس و الأحلام والرؤى الخطيرة حول التنبؤ بالمستقبل ..
التفسير الارجح:
عندما يمر امامك شخص او يمر بك موقف وتعتقد ان هذا الوجه تعرفه من قبل رغم ان كل معلوماتك تقول انك لم تراه من قبل او انك مررت مسبقا بهذا الموقف.. هذه ظاهرة تحتاج الى تفسير , وها هي بعض التفاسير العلمية.. واليكم بعض التفاسير العلمية لها
المعلومات لا تمشي في الشرايين, فقط الدم يفعل ذلك, أما المعلومات فتسير في الأعصاب على هيئة اشارات كهربائية يترجمها المخ الى الصورة التي تراها أو تسمعها أو تعيها.
أما النظرية العلمية المفترضة لتفسير هذا الأمر فهي كالتالي: أن المخ عبارة عن مناطق وكل منطقة مسؤولة عن وظيفة مثال : الرؤية تكون في مؤخرة الرأس, السمع على الجوانب وهكذا .
وما يحدث أنك عندم ترى شيئا يترجمه الجزء الخاص بالرؤية visual center وهذه هي وظيفته ترجمة الاشارات الى صورة فقط أما فهم هذه الصورة استيعابها أو تذكرها اذا كانت مألوفة يكون في جزء اخر يسمى cognitive center ..
في هذه الظاهرة يحدث أن هناك في بعض الأحيان تأخر بين العمليتين وتمر برهة من الوقت تدخل فيها الصورة الى مركز الذاكرة قبل الـ cognitive center .. ثم تذهب الصورة اليه لاحقا فيظن المخ أنه راها من قبل.
عندما نكون مجتمعين بين العائله…. الاصدقاء.. او حتى عندما نمشي في مكان عام نشعر بان هذا الموقف او المكان قد مر بنا من قبل….. نفس الكلام…. نفس المكان…. وحتى نفس الحديث!!! بعدها نبدأ باسترجاع الماضي والتذكر وطرح الاسئلة…. متى مر بنا هذا الموقف ربما ؟ في الحلم او قد تكررت نفس الاحداث….. ولا تبالي اذا قلت هذا الشيء امام الجميع لانك في حينها تكون متاكد بانك مررة بهذا الموقف من قبل!!!!
لماذا نشعر بهذا الشعور؟؟؟؟؟
يرجع ذلك بانك خلال تواجدك في هذا المكان اوالموقف تترجم الاحداث الى اشارات في الاعصاب فترسل الاعصاب هذه الاشارات الى مركز الذاكره
القصيرة (short memory) ليتم حفظها هناك ولكن هي جزء من الثانيه , فقد ترسل الاعصاب نفس الاشارات الى مركز الذاكره الطويله (long memory) بالخطئ فنشعر بان هذا الموقف قد مرنا بنا من قبل !!! وللعلم مركز الذاكرة الطويلة هي المكان الذي يحفظ فيه احداث قديمه يمكن استرجعها مع الزمن….