تبحث دائماً عن الرقم واحد مع كل عمل فني جديد تقدّمه، حقّقت نجاحاً كبيراً مع الجمهور ولكن ما زال لديها الكثير. غادة عبد الرازق التي تشارك في الدراما الرمضانية هذا العام بمسلسل «الخانكة» تحدّثت معنا عن أسباب مشاركتها في العمل، وعن العديد من الأمور الفنية والخاصة.
كيف استقبلت ردود الأفعال حول مسلسلك الجديد «الخانكة»؟
أشعر بالسعادة من إعجاب الجمهور بالعمل، وكل ردود الأفعال التي وصلتني إيجابية، فالمشاهد ارتبط بالشخصيات وتعلّق بها، وخصوصاً شخصية «أميرة» المدرّسة التي تتعرّض لمشكلة مع أحد الطلاب بعد أن يرغب بالاعتداء عليها، ونتيجة ضربها له للدفاع عن نفسها تدخل السجن، ومن بعدها تدخل «الخانكة»، فأحداث المسلسل تكشف العديد من المفاجآت في كل حلقة.
هل كنتِ تتوقّعين النجاح الذي وصل له المسلسل منذ عرض الحلقات الأولى؟
من الصعب أن يضمن أي شخص النجاح حتى لو كان يقدّم عملاً مميّزاً، لأن المسألة يمكن أن تتغيّر بسبب حسابات أخرى، ولكن الحمدلله كنت أتوقّع أن يجذب العمل المشاهدين بمجرّد عرضه، حيث تتوافر فيه كافّة العناصر التي تؤدّي إلى نجاحه، من سيناريو مختلف ومخرج رائع إلى ممثلين على مستوى عال من الخبرة. كما أن الجمهور أصبح واعياً تماماً ولا يشاهد إلا العمل الذي يحترم عقليته ويقدّم له قضايا قريبة منه لحدّ كبير، وحاولنا من خلال المسلسل أن نستعرض مشاكل وقضايا تمسّنا جميعاً.
هل هذا ما شجّعك للمشاركة في العمل؟
مع كل عمل فني جديد أشعر بقلق وتوتر على اختياراتي القادمة، حيث أنظر دائماً إلى تقديم عمل يحقّق مزيداً من النجاحات. وفي العام الماضي، قدّمت شخصية حقّقت نجاحاً كبيراً مع الجمهور في مسلسل «الكابوس»، ولكنها كانت من طبقة شعبية، ولذلك اعتذرت عن عدد من الأعمال الدرامية التي تتشابه مع هذا العمل، ووافقت على «الخانكة» لأنه بعيد كل البعد عن الأعمال الدرامية التي قدّمتها من قبل، طوال مشواري الفني، فهو يحمل مضموناً مختلفاً ويقدّم شخصية جديدة أستطيع من خلالها إظهار طاقات فنية جديدة على الشاشة، وأعتقد أن الجمهور شعر بالاختلاف بين تلك الشخصية وبين باقي الشخصيات.
العمل يظهر المرأة بشكل مختلف ومتحرّر. إلى أي مدى ترين أن هذه الصورة موجودة في الواقع؟
لا نظهر التحرّر بشكل مطلق، بل نلقي الضوء على شخصية تعيش حياتها كما ترغب هي وليس من حولها، فمثلاً هي لا تركب سيارة ولكنها تعشق قيادة الدرّاجات النارية، وهو أمر ليس طبيعياً بالنسبة للمرأة العربية، وإنما هي تفعله لأنها ترغب في ذلك. كما أنها تهتمّ بنفسها وجمالها وترفض أن يستغلّ أي رجل ضعفها كامرأة وأن يأخذ منها أي شيء لا تريد إعطاءه له، ولا يمكن أن نقول إن هذه الشخصية هي نموذج المرأة العربية وإنما هي مجرّد شخصية موجودة في المجتمع، حاولنا إلقاء الضوء عليها وإبراز إيجابياتها وسلبياتها للمشاهد.
أيضاً تظهرين بإطلالة أكثر جمالاً خلال أحداث العمل؟
قاطعتني قائلة: لا أقصد أن أظهر جميلة أو بماكياج زائد والعكس، فالدور هو الذي يفرض عليّ الشكل وطريقة الأداء التي ستظهر على الشاشة، والدليل على ذلك أنني تخلّيت عن كل معاني الجمال في العام الماضي بمسلسل «الكابوس»، لأن الشخصية كانت تتطلّب ذلك، فهي سيدة فقدت ابنها الوحيد ومن الطبيعي أن ترتدي الملابس السوداء وتتخلّى عن وضع الماكياج. أما في «الخانكة» فهي شخصية مدرّسة تربية رياضية وتهتمّ بأناقتها وشكلها وجمالها، لدرجة أنها دائماً تتعرّض لحالات تحرّش من الرجال، لذا تطلّب مني الدور أن أظهر بإطلالة جذّابة ومميّزة.
قصصت شعري بسبب الدور
قمتِ أيضاً بقصّ شعرك، هل هذا من أجل الدور؟
ظهرت في بداية الحلقات بشعر طويل وبعدها تطلّب الأمر قصّ شعري حيث تتعرّض الشخصية لقصّ شعرها في السجن. وقرّرت أن أقصّ شعري في الحقيقة حتى لا يظهر أنني أرتدي «باروكة»، فظهوري بشعري يكون أكثر مصداقية، فالأهم بالنسبة لي هو تقديم الشخصية بالشكل المطلوب.
وما هي أصعب المشاهد التي أدّيتها بفترة التصوير؟
المسلسل كلّه صعب لأن تطوّر الشخصية والأحداث فرض عليّ أسلوب أداء مختلفاً، وهذا يحتاج إلى تركيز كبير، ولكن هناك أحد المشاهد الصعبة وهو مشهد المشاجرة بيني وبين الطالب الذي كان يرغب في اغتصاب المدرّسة «أميرة». وقد طلبت منه أن يكون الضرب حقيقياً حتى يصل إلى المشاهد بواقعية، فكل الصفعات على وجهي وكذلك المشاجرة كانت حقيقية وليست تمثيلاً، وأعتبره من أصعب المشاهد في العمل.
العمل يتطرّق إلى مستشفى الأمراض النفسية. ألا ترين أن هناك أعمالاً عدّة في رمضان تتحدّث عن هذا الأمر؟
كل عمل يعالج الموضوع من وجهة نظر مختلفة عن الآخر، ولا يمكن أن تتشابه الأعمال حتى لو تعرّضت لنفس القضية. كما أن مسلسلي لا يتحدّث عن الأمراض النفسية فقط، بل هناك العديد من القضايا التي يناقشها وبشكل مباشر. ومن يتابع حلقات العمل، سيكتشف أن المسلسل يتطرّق لأمور عديدة موجودة في مجتمعنا، أما مسألة «الخانكة» فهي جزء من أحداث العمل وليست هي الحدث الرئيسي الذي يدور حوله.
فتحي عبد الوهاب رائع
وما رأيك في مشاركة الفنان فتحي عبد الوهاب معك بالمسلسل؟
فتحي ممثل رائع ويمتلك أدواته التمثيلية ووجوده في المسلسل أضاف الكثير له، وليس هو فقط بل كل من شاركوني العمل، جميعهم أبدعوا وأخرجوا كل طاقاتهم الفنية كي يظهر المسلسل بالصورة التي شاهدها الجمهور. أيضاً أوجّه الشكر للفنان ماجد المصري الذي شاركني عدداً من نجاحاتي الفنية ومنها مسلسل «مع سبق الإصرار»، وفي هذا العام أيضاً استطاع أن يقدّم الدور بشكل أكثر من ممتاز لأنه فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويستحقّ كل الاحترام والتقدير.
هل تضايقت من عدم مشاركة الفنان قصي خولي في المسلسل؟
لم أتضايق أبداً فقد تمّ ترشيح قصي للعمل، وهو أبدى إعجابه الشديد بالدور، ولكنه كان مضطراً أن يعتذر عنه لانشغاله بتصوير مسلسل آخر، وفي نفس الوقت لعدم قدرته على التواجد داخل القاهرة طوال فترة التصوير. وتنسيق المواعيد بين العملين كان صعباً للغاية، وجميع فريق العمل احترم ظروفه ولم يحدث أي مشاكل في هذا الأمر. وعن نفسي أكنّ كل الاحترام والتقدير لقصي وهو من أصدقائي على المستوى الشخصي، وأتمنى أن تأتي الفرصة المناسبة لنتعاون معاً في الفترة القادمة سواء بالسينما أو الدراما التلفزيونية.
هل تعيشين قصة حب خلال هذه الفترة؟
لا أستطيع أن أعيش بدون حب، فأنا إنسانة رومانسية جداً والحب هو الذي يعطيني المعنى الحقيقي للحياة. ورغم أنني أتعلّم من أخطائي، إلا أنني عندما أقع في الحب لا أستطيع أن ألتفت لما حدث لي ويمكن أن أكرّر نفس الخطأ، لأن قلبي عندما يدقّ أصبح غير قادرة على التفكير بعقلي.