عندما نتحدث عن ثورة الاتصالات، فان كلمة اتصال هي التي في قلب هذه الثورة، وتقنيات الاتصال شهدت تطورات هائلة خلال بضع عقود.
كيفية الاتصال بالشبكة الدولية ونقل المعلومات كانت مشكلة في البداية، لانها اقتصرت على خطوط الهاتف بكل ما يعنيه ذلك من تكلفة وتعطيل لخط الهاتف وبطء المعلومات، وعندما ظهر الاتصال عبر كابلات خاصة من الالياف الضوئية في المنازل، اعتبر الامر ثورة هائلة ولكن الامر يستدعي مدّ كابلات خاصة للإنترنت.
فظهر الاتصال عبر أسلاك الكهرباء، ولكن بصورة موازية لظهور الاتصال عبر الموجات اللاسلكية WIFI والتي شكلت ثورة خلصتنا من الكابلات المرتبطة بالكومبيوتر وسمحت للهواتف الذكية والكومبيوتر اللوحي بالاتصال بالشبكة بسهولة كبيرة، وفق راديو مونتي كارلو.
والسؤال هل يعتبر WIFI الاداة المثلى للاتصال بالشبكة؟
من يعرف ان ثورة الاتصالات متواصلة ومستمرة يدرك انها بلا حدود، وخلال سنوات قليلة سنتخلص جميعا من أجهزة WIFI ونستبدلها باجهزة LIFI، ذلك ان الاتصال سيتم عبر الضوء وليس عبر الموجات اللاسلكية، ويعود الفضل في ذلك الى تقنية الإضاءة الجديدة LED التي تتقطع الإضاءة فيها بترددات عالية للغاية، لا يمكن للعين البشرية ان تلاحظها.
ولكن هذه الانقطاعات هي عمليا اللغة الثنائية او اللغة الأولية للكومبيوتر والتي يمكن ترجمة المعطيات اليها، مما يعني اننا نستطيع نقل سيل من المعلومات من خلال مصباح الإضاءة LED الى جهاز على المكتب أسفل المصباح يوفر الاتصال مع الكومبيوتر.
وحاليا ما زلنا في مرحلة جهاز خاص، ولكن الاتجاه هو تصغيره الى مفتاح USB او ادماج اللواقط في أجهزة الكومبيوتر والكومبيوتر، ويبقى الشرط الوحيد لاستمرار الاتصال ان يكون اللاقط تحت اي ضوء في الغرفة.
والفارق كبير للغاية بين استخدام الضوء وموجات اللاسلكي:
اولا: سرعة الاتصال، ذلك ان ترددات الضوء أسرع بـ10000 من ترددات اللاسلكي، وبينما كان الاتصال بـ WIFI يسمح بسرعة 10 جيجابايت في الثانية فان LIFI يسمح بسرعة 100 جيجابايت في الثانية ووصل في بعض التجارب الى سرعة 224 جيجا بايت في الثانية.
ثانيا، الاتصال محصور في دائرة الضوء والموجات الضوئية تظل محصورة داخل المكان، بينما تتجاوز الترددات اللاسلكية الجدران مما يسمح للقراصنة بالتقاطها، وبالتالي تصبح قرصنة الاتصال عملية صعبة للغاية.
ثالثا: القضاء على مشكلة الأماكن المزدحمة بالاتصالات والتي تؤدي في النهاية الى التشويش على بعضها البعض.
رابعا: مع LIFI ينتهي الجدل حول الضرر الصحي الذي يمكن أن يطال البعض بسبب انتشار الموجات اللاسلكية.
تقنية الاتصال عبر الموجات الضوئية معروفة منذ حوالي العقد، ولكنها كانت حتى الان في مرحلة تجريبية، وبدأ الان استخدامها في الحياة العملية، حيث بدأت بعض الشركات الفرنسية في تركيب شبكات اتصال داخلية عبر الضوء.