منظم ضربات القلب (ناظم الخطى) يطيل العمر، وهذا معروف منذ سنوات. ولكن توجد حالياً تقنية جديدة، تُعرف بــالكبسولة القلبية، وتُعَدّ ثورة بالنسبة لأطباء القلب والمرضى. فما ميزتها عن مُنظَّم نبضات القلب العادي؟
ينصح أخصائيو القلب بجهاز تنظيم ضربات القلب الجديد الذي يدعم نبض القلب عند الضرورة ويزوده بالكهرباء اللازمة. أجهزة تنظيم نبض القلب التقليدية تزرع تحت الجلد وتوصل عبر كابل بالبطين. أما الكبسولة القلبية فهي من دون كابل.
مثلاً الألماني هارالد بارت خضع في المستشفى لعملية زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب الجديد. ابن الخامسة والسبعين رياضي ولكنه يعاني من بطء في نبض القلب ويشعر باستمرار بضغط مؤلم في الصدر وضيق في التنفس. مارس رياضة كرة القدم حتى قبل بضع سنوات. ومنذ أن توقف وهو يعاني باستمرار من مشاكل ويجد صعوبة عندما يذهب للتنزه في الجبال، خصوصا عند الصعود. ويقول: “عندما أمشي مسافة كيلومتر واحد أعاني من ضيق في التنفس، الشيء الذي لم يحدث من قبل”.
ثورة لأطباء القلب والمرضى.. الكبسولة القلبية
ويقول الطبيب الألماني فينتر لبرنامج “صحتك بين يديك” الذي تبثها قناة DW: “الجديد في جهاز تنظيم ضربات القلب الذي سنزرعه له هو الاستغناء عن الكابل. نجري العملية عبر المغبن (منطقة أصل الفخذ) حيث ندخل كبسولة صغيرة عبر قثطرة إلى القلب هنا. هذه الكبسولة الصغيرة تعلق بعضلة القلب بواسطة خطاف وتعطي النبضات الكهربائية عندما يحتاجها القلب”.
ويقول الطبيب نغوين للبرنامج: بهذه الطريقة يتم تفادي المشاكل المرتبطة بالكابل، وهي ليست قليلة “فالكابل يمكن أن ينقطع. ويمكن أن تحدث عيوب في العزل، أو يتقلص. ويمكن أن يصاب بالتلف. كما يمكن أن يؤدي إلى انسداد الأوردة”.
وتجرى منذ سنوات أبحاث على نسخة لاسلكية من أجهزة تنظيم نبض القلب. تبعاً للحالة تستطيع هذه الكبسولة الصغيرة مساعدة مريض القلب وبمجازفة أقل.
ولهذا الغرض تم تخدير المريض هارالد بارت موضعياً فقط. وعبر جهاز الأشعة السينية راقب الأطباء العملية. وتم مد قناة عمل عن طريق المغبن (منطقة أصل الفخذ)، وعبرها أدخل الأطباء منظم نبض القلب الصغير بمساعدة قثطرة قابلة للتحكم إلى البطين الأيمن.
ويوضع جهاز تنظيم ضربات القلب على الحاجز البطيني قدر الإمكان، وهناك يتم دفعه بحيث تبرز الخطافات وتعلَق على عضلة القلب. وتقوم الكبسولة غير المرئية على مدى عشر سنوات بزيادة نبض قلب المريض حتى أثناء بذله الجهد. ويقول السيد بارت إن شعوره بات أفضل بكثير من ذي قبل وإنه لا يعاني من ضيق التنفس. وإنه بات في أحسن حال.