ضمن رؤية ثاقبة وبصيرة نافذة، تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن المواصفات الأخلاقية للقادة في كتابه «رؤيتي: التحدّيات في سباق التميّز»، مؤكداً أنه لا يوجد قالب يمكن أن نضع فيه الخصال والخصائص في النفس البشرية فنحصل على القائد، وأن الروح القيادية هي الروح التي تتمتع بأصالة عميقة وجذور ضاربة في الوراثة والفطرة، وأغصان تصقلها مؤثرات مثل الزمن والحكمة والعلم والخبرة والتجربة والمهارة والاحتكاك بالآخرين، وهو ما يتوخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في فريق القادة الذين يتحمّلون مسؤولياتهم في إدارة مؤسسات الدولة، ولا يكتفي بمجرد الاختيار ومراعاة أدق مواصفات القيادة، بل تظل عين القائد مفتوحة على طبيعة الإنجاز والأداء، فيوجه المسيرة نحو مزيد من الإنجاز والإبداع من خلال التنويه بالنماذج المتميزة في الإدارة مع الإشارة الذكية إلى النماذج المقابلة التي يظهر من خلال عملها بعض التقصير، ولكن على طريقة: «ما بالُ أقوامٍ يفعلون كذا وكذا»، من غير تصريح بأسمائهم؛ من أجل منحهم مزيداً من الفرص لتحسين الأداء واستدراك جميع مظاهر التقصير.
ضمن هذه السياسة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نشر على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة أشاد فيها بالأداء المتميز للفريق محمد أحمد المري، مدير عام إقامة دبي، بسبب جهوده المخلصة في أداء الواجبات المنوطة بالإدارة التي يقودها بكل كفاءة واقتدار، مع الإشارة إلى النموذج الآخر المتمثّل في مجموعة من المدراء الذين تلوح مظاهر الإدارة الرخوة على مؤسساتهم بسبب طريقة إدارتهم لهذه المؤسسات التي وجدت ابتداء وانتهاء من أجل خدمة المواطنين الذين هم معيار النجاح والفشل في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
«الإخوة والأخوات: رسخنا عبر 30 عاماً من رحلة التطوير الحكومي ثقافة الأبواب المفتوحة للناس، بل ثقافة عدم وجود أبواب أمام الناس، وسُمعة دبي العالمية اليوم هي نتيجة طبيعية لخدماتها السريعة، وبيئة عملها المفتوحة التي تهتم بالإنسان».
بهذه الكلمات النابعة من قلب القائد يتوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى أبناء الوطن إخوة وأخوات بهذه الكلمة الثمينة التي تضع النقاط على الحروف، وترسخ قيمة المتابعة والمساءلة في إدارة مؤسسات الدولة، مؤكداً أن حكومة دبي عبر مسيرتها المتميزة خلال ثلاثين عاماً قد حقّقت أعظم المنجزات التنموية، ورسّخت مكانة دبي مدينة عالمية بسبب الأداء الإداري المتميّز الذي يقوم على تسهيل معاملات المراجعين وتقديم الخدمات المثالية لهم من خلال سياسة الباب المفتوح الذي يصهر المسافة بين المواطن والمسؤول، لا بل إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤكد أن دبي وصلت إلى مرحلة أكثر تقدماً، هي عدم وجود أبواب أمام الناس الذين يراجعون مؤسسات الدولة، وأن هذا النمط من الخدمة السريعة والأبواب المفتوحة هو الداعم الأكبر لمدينة دبي بوصفها مدينة تتمتع بمواصفات المدينة العالمية؛ بسبب اهتمامها بالإنسان في المقام الأول، وتقديم الخدمات التي يحتاج إليها دون أدنى تردد أو تأخير.
«الأخ محمد المرّي مدير عام إقامة دبي تصلني عنه الأخبار الطيبة من ناحية استقبال المراجعين وتخليص المعاملات الإنسانية والاستثنائية، وتواجده المستمر مع الجمهور، ومكتبه المفتوح أمام الجميع».
ولكي لا تظل الفكرة السابقة من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في إطار المثاليات يتلطف صاحب السمو بالإشارة إلى نموذج إداري متميز، هو الفريق محمد أحمد المرّي، مدير عام إقامة دبي، حيث نوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالأداء الإداري المتميز لهذا المسؤول الذي يشهد له الجميع بالكفاءة الإدارية الفذة، والنزاهة الأخلاقية في التعامل مع الجميع، والمتابعة الحثيثة لمعاملات المواطنين، وفتح الباب واسعاً أمام المراجعين، وهو ما جعل سمعته الطيبة تتناهى إلى مسامع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فنالت «إقامة دبي» هذه الكلمة العاطرة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي يتابع ما يجري في إمارة دبي، ويتلطّف بلفت الأنظار والتنويه بالجهود المتميزة، والإشادة ببعض القامات التي تستحق كل تقدير واحترام، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤكد في كثير من أحاديثه وكتاباته أن مبرر وجود الحكومة هو خدمة الناس، وإلا فهي عبء لا حاجة بالدولة إليه، ومن هنا جاءت هذه الإشادة العالية بهذه المؤسسة الوطنية الغالية، وهذا التقدير الكريم لمديرها الذي يستحق كل تقدير وتكريم.
«وفي نفس اليوم تصلني أيضاً أخبار عن ثلاثة من مدراء العموم في دبي، صنعوا لأنفسهم مكاتب كبيرة، ووضعوا أمام أبوابهم مدراء وسكرتارية وأمناً للمباني، ومنعوا الناس من الدخول عليهم أو الوصول لهم بحجة أن الحكومة ذكية، والمعاملات رقميّة، والمواقع الإلكترونية هي التي تستقبل احتياجات الناس وتعالج قضاياهم».
وكما أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالنموذج المتميز في الإدارة وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، ألقى ضوءاً كاشفاً وبلغة حازمة على بعض المديريات العامة التي تسلك نهجاً آخر يقوم على انفصال الإدارة عن هموم المواطنين، وعدم مساعدتهم في حل قضاياهم حين اتخذ بعض المدراء بعض الإجراءات البيروقراطية التي تضع الحواجز بين المواطن والإدارة العامة بحجة أن الحكومة الذكية والمعاملات الإلكترونية هي المسؤولة أولاً وآخراً عن مسار معاملات المواطنين؛ ولذلك وضعوا الكثير من الحواجز التي لا تسمح للمواطن بالوصول إلى المدير العام، وهو ما ينتقده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بكل شفافية وجرأة ووضوح، ويلفت الأنظار إلى أن هذا النمط الإداري غير مقبول في مؤسسات الدولة التي تتحمل عبء خدمة الوطن والمواطنين.
«وجهت فريق المتسوّق السري برفع تقرير لي عن جميع الدوائر، رسالتي ووصيتي للجميع: سرُّ نجاحنا خدمة الناس، وتسهيل حياتهم، ودوام التواصل معهم، هذه مبادئنا الحكومية لم نغيّرها، ومن يعتقد أننا تغيّرنا.. سنغيّره».
وكما افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حديثه بالتذكير بأسباب نجاح دبي كمدينة عالمية، اختتم حديثه أيضاً بتذكير جميع المسؤولين بأن الدولة غير غافلة عن مسارات الإدارة، وأن لديها وسائلها الخاصة للحصول على صورة الأداء الصحيح لجميع إدارات الدولة من خلال المتسوّق السرّي الذي يقدّم صورة صادقة عن طبيعة الإدارة، ويتم اتخاذ الإجراءات بناء على هذه التغذية الراجعة، فإن نجاح دبي لم يكن وليد الصدفة ولا مجرد أمنية، بل هو ثمرة كفاح طويل من العمل والتطوير والبحث عن أفضل السبل للارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدّمها للمواطنين، فهذا هو النهج الذي تسير عليه الحكومة، وهو سرّ تقدمها، بحيث أصبح جزءاً من ثقافتها العامة، والمطلوب هو فتح العين دائماً على معايير العمل في دبي، وأنه لن تتغير إلا نحو الأفضل، ومن لا ينتبه إلى هذه الحالة الإيجابية لمسيرة دبي فربما وجد نفسه خارج مسيرتها التنموية الرائعة بالاستغناء عن خدماته، ووضع المسؤول المناسب مكان كل مسؤول لا ينهض بواجبه على أكمل وجه، بحيث تكتمل دائرة النهوض الحضاري لهذه المدينة النشيطة التي تفتخر بأبنائها المخلصين المندفعين بكل قوة ومحبة في سبيل أن تظل مدينتهم دبي بين مدن العالم الزاهرة وحواضره الكبار.