اللغة هي درة التاج بين مخترعات البشر.
تحدثنا في المقالة السابقة عن إحدى الفرص الذهبية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لتحسين وتطوير مرافق التعليم ومنصاته في بيئة الواقع وفي العالم الرقمي، ونتطرق في هذه المقالة إلى ما تعِد به نماذج اللغة المتطورة بفضل الذكاء الاصطناعي من فوائد ومنافع لمجتمع التعليم على جميع مستوياته.
أحدثت نماذج اللغة التي جاء بها الذكاء الاصطناعي تغييراً لا مثيل له في التاريخ بشأن عملية التواصل والوصول إلى المعلومات، وجاءت بمستوى من السهولة والمرونة والكفاءة غير معهود بكل المقاييس، فهذه الخوارزميات الذكية التي وضعت في تصرفها مجموعات بيانات ضخمة ومخازن نصوص هائلة وتعليمات برمجية على أعلى مستوى من الكفاءة، أصبحت قادرة على فهم واستيعاب وتوليد لغة شبيهة بلغة الإنسان على نحو لا يمكن إنكاره.
في مجال التعليم، تقدم هذه النماذج الكثير من الفوائد للمعلمين والمدرسين والطلاب والدارسين في مختلف مستويات الدراسة، إذ يمكن أن تساعد هذه النماذج في تنفيذ مجموعة واسعة من المهمات، بما في ذلك:
- مهارة الكتابة الأكاديمية: تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين مستوى الكفاءة في الكتابة الأكاديمية، وتحقيق مستويات من الوضوح والإيجاز وجودة الكتابة.
- البحث العلمي: تساعد أدوات البحث التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي الطلاب في العثور بسرعة وكفاءة على مصادر المعلومات ذات الصلة وتلخيص المقالات وإنشاء الاقتباسات والاستشهادات.
- تعلم اللغة: توفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي دروساً وتمارين تفاعلية وتقييمات في الوقت الفعلي لمساعدة الطلاب على تعلم لغات جديدة بشكل أكثر فاعلية.
بالنسبة للمعلمين، يمكن لنماذج اللغة الذكاء الاصطناعي:
- أتمتة تقييم الدرجات والملاحظات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتصحيح الاختبارات؛ مما يوفر للمدرسين المزيد من الوقت لتقديم التوجيهات.
- إنشاء مواد تعليمية جذابة: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المعلمين في إنشاء عروض تقديمية تفاعلية ومقاطع فيديو ومحتوى وسائط متعددة يمكن أن يعزز مشاركة الطلاب وتعلمهم.
- تسهيل التواصل: يمكن أن تساعد أدوات الاتصال التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي المعلمين والمدرسين على تحقيق التواصل الدائم مع الطلاب والإجابة عن استفساراتهم وتساؤلاتهم.
في هذه المقالة، تناولنا الفوائد الفعلية التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي للدارسين والمدرسين، وفي المقالة التالية، نتطرق إلى الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لأولياء الأمور والمعنيين بأداء الدارسين والطلاب من هيئات ومؤسسات التعليم.