يتناول الفيلم الوثائقي الجديد “سيدني” الذي توفره “آبل تي في +” مسيرة أول نجم أسود في هوليوود وهو الممثل سيدني بواتييه، مبرزاً الانتقادات التي كان يوجهها إليه الناشطون والمفكرون الأمريكيون ذوو الأصول الإفريقية متهمين إياه بتولي أدوار منمّطة موجهة إلى جمهور من البيض في خضمّ حركة الحقوق المدنية.
زاجل نيوز، ٢٤، أيلول، ٢٠٢٢ | فن ومشاهير
وتولت أوبرا وينفري إنتاج “سيدني” الذي يُصبح متاحاً عبر منصة البث التدفقي، ومن بين طاقم الممثلين فيه دينزل واشنطن ومورغن فريمان وباربرا سترايساند وروبرت ريدفورد. ويهدف الفيلم إلى إظهار الأسباب التي توضح أنّ الاتهامات التي طالت الممثل المتوفى في يناير (كانون الثاني) عن 94 سنة، كانت في غير محلّها.
صورة مهينة للسود
ويقول مخرج الفيلم الأمريكي ريجينالد هدلين لوكالة فرانس برس: “في الواقع، أظهرت السينما بصورة كبيرة منذ إنشائها صورة مهينة للأمريكيين السود. إلا أنّ سيدني بواتييه تمكّن بمفرده من الإطاحة بهذه الصورة من خلال أعماله المتتالية”.
ويصف هدلين الممثل الذي سطع نجمه في ستينات القرن الفائت بـ “المحارب” في ما يتعلق بالقضايا العرقية، مضيفاً “بدونه، ما كنت لأكون مخرجاً وما كان كلّ من أوبرا وينفري وباراك أوباما ليحققا ما أنجزاه”.
محاور الفيلم الوثائقي
وتظهر أوبرا وينفري في الفيلم الذي عرضه مقابلات أجراها بواتييه مع الإعلامية قبل وفاته بسنوات. ويتطرق الفيلم أيضاً إلى موضوعات شائكة كعلاقة غرامية أقامها سيدني بواتييه أثناء زواجه الأول من خوانيتا هاردي. ومع أنّ هذا الموضوع يثير غضب المعنيين به إلا أنّه لم يثن هاردي وبنات الثنائي الثلاث من الإجابة على أسئلة طرحها المخرج لإفادة العمل.
وكان سيدني بواتييه والمغني هاري بيلافونت ملاحقين سنة 1964 من أعضاء مسلحين تابعين لجماعة “كو كلوكس كلان” عندما كانا ينقلان أموالاً لحركة تتولى الدفاع عن حق الأمريكيين السود في الاقتراع.
نزاع سيدني مع شرطي أبيض
وبالإضافة إلى نزاعه مع “كو كلوكس كلان”، يظهر الفيلم المشكلة التي كانت قائمة بين الممثل وشرطي أبيض كان يضايق سيدني بواتييه عندما كان مراهقاً ويهدّده بالسلاح. وتبرز هاتان الواقعتان في الفيلم على أنّهما عاملان تسببا في إطلاق معركة بواتييه لصالح حركة الحقوق المدنية الأمريكية والتي كانت خفية في كثير من الأحيان.
ويتناول الفيلم مقالاً منشوراً عام 1967 في صحيفة “نيويورك تايمز” بعنوان “لماذا الأمريكيون البيض يحبون سيدني بواتييه كثيراً؟”، ويتهم المقال بواتييه بتأديته “الدور نفسه في الأعمال كلها” وهو دور البطل المحايد الذي لا يتمتع بهوية واضحة.
وتحدث المقال عن “متلازمة سيدني بواتييه” موضحاً أنها عبارة عن “رجل طيب في عالم الأشخاص البيض، ليس متزوجاً ولا له حبيبة أو حتى امرأة يحبها ويقبّلها، بل يساعد أصحاب البشرة البيضاء على حل المشاكل المرتبطة بهم”.
وقبل نشر المقال بثلاث سنوات، أصبح بواتييه أول ممثل أسود يفوز بجائزة أوسكار عن فيلم “ليليز اوف ذي فيلد” الذي جسّد فيه دور عامل متنقّل يساعد مجموعة من الراهبات البيضاوات ثم تنشأ بينهم في النهاية علاقة صداقة. واعتبر عدد من النقاد أنّ أدواراً أخرى لبواتييه من أمثال دوره في “بورغي أند بيس ” كانت تنطوي على عنصرية.
ويرى ريجينالد هدلين أنّ اللوم الملقى على بواتييه “شكّل نتيجة حتمية للعمل الذي كان يقوم به”، أما الممثل الذي “كان يدرك أنّه سيُلام”، فكان يركّز أكثر على تجسيد مسألة الأمريكيين السود على الشاشة.
ويقول هدلين “أعتقد أن بإمكاننا اليوم النظر إلى أعمال الممثل من منظور تاريخي أوسع، واستنتاج أنّ القرارات التي اتخذها بواتييه كانت في محلها وساعدت الحركة الاجتماعية على التقدّم”.
ويسلط الفيلم الضوء أيضاً على القبلة “الثورية” بين بواتييه والممثلة البيضاء كاثرين هوتون في فيلم “غيس هوز كومينغ تو دينر”، وعلى صفعه رجلاً أبيض من أرستقراطيي الجنوب الأميركي في أحد مشاهد فيلم “غن ذي هيت أوف ذي نايت”. ويختم هدلين حديثه بالقول “لم يسبق بواتييه أحد على التمتع بهذه الشخصية ولا حتى على القيام بهذه الأفعال”.
زاجل نيوز