أطفالنا عصب حياتنا، وأغلى ما فيها، وحمايتهم من كل أذى مادي أو معنوي واجبنا وهمنا قبل كل شيء، وفي هذا الزمن الذي نعيشه علينا أنْ نحمي أطفالنا من الفساد الأخلاقي الآتي بقوة، بشكل حاسم لا مواربة فيه ولا تمييع للأمور، تحت ذريعة الحرية الشخصية أو أي ذريعة أخرى.
زاجل نيوز ،٢٨، حزيران، ٢٠٢٢ | مقالات
الطوفان آتٍ من كل الاتجاهات، فإذا منعت طفلك من مشاهدة مسلسل أو فيلم يروّج لأخلاق غير حميدة، يصلون إليه عبر الألعاب الإلكترونية والمنصات التي تشكل خطراً كبيراً على الأطفال والمراهقين، خصوصاً أنها خارجة عن السيطرة ولا رقابة عليها، ومن تلك المنصات «روبلوكس» التي اتسع انتشارها حول العالم خلال جائحة «كورونا»، حيث لجأ معظم الناس إلى الألعاب الإلكترونية خلال الحجر، لكن كارثة «روبلوكس» تكمن في كونها لعبة تستهدف صغار السن وفيها محتوى للبالغين، لكن يمكن التواصل بين كل اللاعبين ومن مختلف الأعمار، علماً أنّ من بنود اللعبة التحدث مع غرباء، ما يجعل الأطفال عرضة للتحرش ولرؤية مشاهد غير أخلاقية، لاسيما مع انتشار «الممارسات الافتراضية» على المنصة والممارسات الشاذة.
من يستطيع التحكم بما يشاهده طفله أثناء لعبه ببراءة على منصة «غير بريئة»؟ ما يغري الصغار أن اللعبة تتيح لهم خلق شخصيات خيالية، والتنافس على إضافة تأثيرات عليها، ثم ينتقلون إلى مرحلة العنف قبل أن يتدخل أحد هؤلاء «الغرباء» ليستدرجهم عبر الدردشة إلى غرف يخلقها البالغون فيقع في فخها الصغار والمراهقون.
لمْ يعد الخوف على الصغار من إدمان الألعاب الإلكترونية، بل الخوف الأكبر من دسّ كل تلك السموم التي تدمر أخلاق أجيال ومجتمعات في كل ما يندرج تحت مسمى «الترفيه»، ولا يحتاج الأمر أكثر من غفلة عين من الأهل حتى تحصل الصدمة النفسية والفكرية للطفل وما يليها من كوارث تؤثر سلباً على سلامة الأبناء وسلامة مستقبلهم. ألا نحتاج إلى الرقابة المشددة من قبل الأهالي، ونحتاج إلى ما هو أكبر منها أيضاً كي نواجه جميعاً وبقوة طوفان إفساد الشباب والمجتمعات والحياة؟ الترويج للمثلية والممارسات الشاذة يأخد اليوم أشكالاً متعددة، ومروّجوها يتسللون من خلال الشاشات، التلفزيون والسينما والهواتف والأجهزة الإلكترونية، وما يغريهم غياب الرقابة عن المنصات والصفحات والألعاب الإلكترونية.
المصدر: زاجل نيوز