يجري إنتاج البنزين في مصافي النفط بفصله عن الزيت الخام عن طرق تقطيره، ويسمى في هذه الحالة “البنزين الطبيعي”، تنقصه بعض المواصفات والإضافات قبل أن يصبح جاهزًا للاستخدام للمحركات، وأبرز تلك الإضافات رقم “الأوكتان”.
يعتبر رقم “الأوكتان” من أهم خصائص البنزين، ويعني بالتحديد قدرة البنزين على مقاومة الاحتراق داخل المحركات، وله عدة أنواع تتمثل بأرقام من 0 إلى 100.
ويتكون البنزين الطبيعي من “الهيبتان” فقط، ويشتعل ذاتيًا بدرجة حرارة 85، وبالتالي فهو لا يصلح للسيارات ذات المحركات التي تحتوي نسبة انضغاط عالية، لذلك تقوم شركات البترول بإضافة “الأوكتان”.
وتعتمد نوعية البنزين (رقم الأوكتان) المستخدمة للسيارة على مدى ملاءمة هذا البنزين للمحرك، ويحدد ذلك بناء على خاصية في المحرك تسمى نسبة الانضغاط، وتتراوح عادة بين الأرقام 7 و12.
وكلما انخفضت نسبة الضغط في محرك السيارة توافق مع بنزين نسبة “الأوكتان” فيه منخفضة.
مثلًا: “البنزين 95” يناسب السيارات ذات المحركات التي تكون نسبة ضغطها 11 وهي سيارات حديثة.
أما السيارات القديمة التي تسير بمحركات عادية، فيمكن استخدام “بنزين 90” معها.
وعلى كل حال، فالنوع الأنسب للسيارة هو النوع الذي يمنع صدور “قرقعات” في محرك السيارة.
ويسهم استخدام البنزين ذي “الأوكتان” المنخفض للسيارات ذات المحركات القوية التي تكون نسبة الضغط فيها مرتفعة، بتدمير محرك السيارة ببطء وعلى مراحل، كما يسبب استخدام البنزين ذي “الأوكتان” المرتفع بهدر البنزين عبر شرائه بسعر مرتفع ودون تحقيق أي فائدة ملموسة للسيارة، لأن السيارة لا تحصل في هذه الحالة على العزم وعدد الأحصنة المحددة ضمن الدليل المرفق بها.
وبحسب كبير مهندسي اختبار المركبات في موقع شركة “Edmunds”، جيسون كافاناغ، في حديث نشرته صحيفة “Newyork times“، يمكن استخدام البنزين الذي يحمل رقم “أوكتان” منخفضًا طالما أن دليل المالك لو يؤكد ضرورة استخدام البنزين الممتاز.
ولمعرفة نوع البنزين المناسب للسيارة، ترفق شركات السيارات الحديثة دليلًا يشمل مواصفات السيارة ونوع البنزين المناسب لها، وفي حال غياب الدليل يوجد على غطاء خزان الوقود جملة تعليمات تشمل حتمًا نوعية البنزين المناسبة للسيارة.
وأطلقت شركة “أرامكو” رابطًا يتيح لصاحب السيارة معرفة نوع البنزين الذي يخدم سيارته بعد الإجابة عن مجموعة أسئلة حول السيارة.
ولتخفيف العبء على سائقي السيارات، أصدرت شركة “EDMUNDS” قائمة بأنواع السيارات التي تعمل باستخدام البنزين العالي، وتنحصر الموديلات المذكورة في السيارات الصادرة بين عامي 2012 و2018، وبلغت نسبة السيارات التي تتطلب نوع بنزين ممتاز ذي “أوكتان” مرتفع 16% فقط.
وفي عشرينيات القرن الـ20 كان البنزين الطبيعي “قبل الإضافات” يسبب “قرقعات” في المحرك نتيجة احتراقه المبكر، حتى أظهرت الأبحاث أن إضافة مركبات الرصاص للبنزين تسهم في التخلص من المشكلة، وتحسن أداء البنزين.
وبعد عقود من استخدام الرصاص في البنزين، تبينت آثاره الصحية والبيئية بسبب العوادم التي يخلفها، فاستبدلت به إضافات أخرى تؤدي نفس الغرض.
