كتب: محمد فهد الشوابكة
منذ أيام قليلة صحونا على كارثة جديدة تفوقت على ما خلفته كورونا خلال مدة الاربعة اشهر السابقة إذ نتج عنها إصابة ما يزيد عن ٨٠٠ مواطن ووفاتين خلال مرحلتها الاولى ناتج عن نوعين من البكتيريا القاتلة، سببها تناول وجبات شاورما في منطقة البقعة لتتوجه أصابع الاتهام بعدها إلى صاحب المطعم، تلاها حوادث جديدة في مطاعم اخرى نتج عنها مائتي حالة تسمم؛
كُثف بعدها البحث والتحري مما أدى في النهاية الى الوصول إلى التاجر الذي يورد الشاورما للمطاعم وليتبين ان مصدرها وبحسب تصريحات رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق، كما نشر عبر صفحته على الفيس بوك “الدجاج الذي تم ضبطه في مستودع عين الباشا مصدره احد المصانع المحلية الكبيرة الذي ينتج الدواجن وليس من منشأ اوكراني كما يدعي البعض .. القضاء هو الذي سيحدد سبب التسمم واين حصل الخلل والاهمال والظروف التي ادت التي فساد مادة الدجاج وبالتالي محاسبة كل شخص مقصر ومستهتر بصحة وحياة المواطنين” فكان المصدر محلي لا كما اشيع دجاج اوكراني.
وعلى ما يبدو هنا ان البعض أراد أن يستغل الفرصة “مصائب قوم عند قوم فوائد” ليوجه بوصلة الاتهام في اتجاه اخر لخدمة مصالحه الشخصية في نشر دعاية تسيء لمنتجات دولة صديقة تربطنا بها علاقات وطيدة على كافة المستويات، وهنا اقصد على وجه التحديد أوكرانيا.
ولان وسائل الاعلام الأردنية الوطنية تتحرى الصدق في نشر المعلومات توجه وللأسف الى وسائل إعلام خارجية لأحداث بلبلة في الشارع الأردني؛ ففي الوقت الذي نحن نفكر فيه بالمصيبة التي حلت على مجموعة من أبناء الوطن والتجار ومع الأسف يفكرون بمصالحهم فقط ضاربين بعرض الحائط مصلحة الوطن والمواطن و ما قد ينتج عنه من تعكير لصفو علاقاتنا مع دول صديقة نعتمد عليها اعتمادا كبيرا في توفير سلع غذائية للمواطن الاردن وبأسعار تتناسب مع قدرته الشرائية..
فمثلما وجب علينا انتقاد من يخطيء من الواجب علينا نصرة المظلوم.. والوقوف في وجه الاتهامات التي أطلقها البعض ليس فقط لمنتجات اوكرانيا وسمعتها بل تعدى الامر ذلك ليتم توجيه الاتهامات لمؤسسات الوطن التي تسهر على تأمين أجواء مناسبة لتجارتهم التي تتزايد يوما بعد يوم. لترد وزارة الزراعة على تلك التسريبات بالتالي”ما ورد حول استيراد دواجن من أوكرانيا خلال فترة الحظر عار عن الصحة ومناف للواقع” وفي ذات السياق علقت مؤسسة الغذاء والدواء “ماحصل بمستودع التوريد هو سوء تخزين”.
من هنا يظهر لنا بوضوح الشمس في رابعة النهار ان هنالك هجمة شرسة من قبل البعض لإغلاق الأسواق على منتجاتهم وبالتالي تحقيق مكاسب ومنافع شخصية… للأسف الاردن يتألم لما حل لأبنائه جراء الأطعمة الفاسدة وهؤلاء يشهرون بمؤسسات الدولة ويسيئون لدول تربطنا بها علاقات قوية..
مراسلات بين مؤسسات القطاع الخاص والحكومة تسرب في هذا الوقت بالتحديد عقب اثبات مؤسسات الدولة ان مصدر الدواجن يعود الى أحد المصانع المحلية “اللي على رأسه بطحه يحسس عليها” فعلى الحكومة انزال أشد العقوبة على من يشهر بمؤسسات الدولة في وسائل الاعلام الخارجية ليكون عبرة لكل من تسول له نشر أخبار عارية عن الصحة من شأنها إخفاء الحقيقة وافساد العلاقات الودية مع الدول الصديقة.
الدجاج وراكبي الموجة!!
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=102315