تسجيل الدخول

«الثقافة» تواصل اختراق حواجز الصمت التي تفرضها «كورونا»

زاجل نيوز12 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات
«الثقافة» تواصل اختراق حواجز الصمت التي تفرضها «كورونا»

الشيخة هلا: تفاعل إيجابي مع مبادراتنا لنقل النشاط الثقافي إلى الفضاء الإلكتروني

تواصل الثقافة اختراق حواجز الصمت التي تفرضها مواجهة العالم لانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، للوصول إلى عقل ووجدان كل مواطن ومقيم في مملكة البحرين، بل كل إنسان في مختلف الأنحاء، وذلك من خلال عطاء مستمر لهيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة التي سعت رغم الظروف الراهنة الصعبة إلى استمرارية النشاط من خلال مبادرة خلاقة لتقديم الإرث الحضاري والإنساني والإبداعي للمملكة عبر منصاتها الإلكترونية المختلفة.

قبل أسبوعين بدأت الثقافة تنفيذ رؤيتها في توفير باقة فنيّة ثقافيّة تعليميّة على مختلف صفحاتها الإلكترونيّة في إطار تشجيع المواطنين والمقيمين في المملكة على الالتزام بالبقاء في المنازل والابتعاد عن التجمعات تنفيذا للإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتخذها البحرين لمنع انتشار الفيروس.

وقالت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار لـ«أخبار الخليج»: «في هذا الوضع الراهن نبتكر وسائل جديدة للحوار ونحن في هيئة البحرين للثقافة والآثار نعمل على برامج متعددة للتواصل مع كل فئات المجتمع، فالثقافة هي المساحة الكبيرة والحاضنة لخلق الجمال»، مضيفة: «في هذه الفترة لا بد من الاستعانة بكافة أنواع الفنون التي تتجدد بها طاقاتنا الإبداعية».

وتابعت بالقول: «بالتأكيد هناك تفاعل إيجابي مع كافة المبادرات التي تم الإعلان عنها، فنحن نحرص على استمرارية العمل الثقافي رغم الظروف التي فرضتها علينا أزمة انتشار الوباء وذلك من خلال رؤية ننقل بها النشاط الثقافي إلى فضاءات العالم الافتراضي ومنصّاتنا الإلكترونية المختلفة».

وأردفت: «منذ أسبوعين ونحن نقدّم لمتابعينا وجمهورنا محتوى متنوعاً ما بين عروض وحفلات عالمية كنّا قد استضفناها وعملنا على الحصول على تصريح إعادة بثها لدينا، زيارات افتراضية لمواقعنا الأثرية والتاريخية ومعارضنا المتحفية، إضافة إلى عروض أفلام وثائقية وأنشطة تفاعلية نخاطب بها كافة شرائح المجتمع».

كما أكدت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة أن الحراك الفني في المملكة كان له نصيب من رؤية هيئة الثقافة، حيث تعمل الهيئة على تنظيم معارض، منها معرض فني تشكيلي إلكتروني تحت مظلة ستوديو 244 وذلك عبر دعوة الجمهور لإرسال مشاركاتهم الفنية للهيئة من خلال الموقع الإلكتروني، مشيرة إلى أن هيئة البحرين للثقافة والآثار مستمرة في العمل على تنفيذ هذه الرؤية وتقديم المزيد من الأنشطة التفاعلية عبر مختلف منصّاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت الشيخة مي بنت محمّد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار قد أدلت بتصريحات مؤخرا لجريدة الشرق الأوسط أكدت فيها أن الثقافة تشكل منظومة مشتركة من القيم والتوقعات والاتجاهات والمعتقدات وأساليب التفكير المتعلقة بالفرد والمجتمع، وهذه المنظومة ركن أساسي وفاعل في نجاح مواجهة أي أزمة، مضيفة أن الثقافة فعل مقاومة، هذا الفعل يجب ألا يتوقف في كافة الأوقات، فهو الذي يمنح المجتمعات قدرتها على مقاومة كافة الأزمات والظروف، ويستمر أثرها في تعزيز الهوية والمواطنة لدى مختلف الأفراد، الذي يتم التعويل عليهم في معاونة الأوطان على مواجهة التحديات الجسيمة، كالتي تواجهها كافة بلدان العالم اليوم. التعامل مع الأزمات يتطلب خططاً وأدوات علمية، ولكن قبولها والالتزام بها وتطبيقها تعتمد على المفاهيم الثقافية التي تحدد ذهنية الأفراد والجماعات، وتنعكس على السلوك في مواجهة الأزمات، وهنا تبرز أهمية الثقافة، وتأثيرها على الوعي المجتمعي.

وأوضحت أن الثقافة بكافة أشكالها لغة تتعدى الحدود، فهي في أوقات الرخاء تصنع اللقاء الحضاري والثقافي ما بين المجتمعات، وتعرّف الإنسان على الآخر الذي ربما لا يشبهه في تفاصيله وعاداته وتقاليده، إنما يشبهه في إنسانيته وتفرّده. وأما في وقت الأزمات، فتستثير الثقافة روح التضامن والتعاطف ما بين الأفراد على المستوى المحلي وما بين المجتمعات على المستوى الإقليمي والعالمي، فهي جسر التواصل الإنساني.

ولفتت إلى أنه في ظل الأزمة الحالية، وهي أزمة وباء أجبر العالم على تغيير نمط حركته ونموّه، وأجبر المجتمعات على صناعة تباعد اجتماعي جسدي، لا بد من استحضار كافة المنجزات الحضارية التي حققناها على المستوى المحلي والجسور الثقافية التي بنيناها على المستوى العالمي من أجل الخروج من هذه الأزمة بشكل أقوى. فلا بد من وضع قطاع الثقافة في قائمة أولويات الدول شأنها شأن القطاعات الحيوية الأخرى.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.