بالطبع هناك بعض الأعضاء في جسم الإنسان التي تعد أكثر حساسية وتأثرًا بالميكروبات والجراثيم بالمقارنة مع الأعضاء الأخرى، ويرجع سبب تلك الحساسية إلى أن تلك الأعضاء الحساسة هي نافذة الجسم للبيئة المحيطة به، وتشكل بوابات عبور ما بين داخل الجسد وخارجه، لذلك الحفاظ عليها حتى من اللمس دون داعٍ أو مبررٍ له تأثير مباشر على تجنب الإصابة بالعديد من الأمراض البكتيرية والفطرية، وغيرها من أنواع العدوى الأخرى مختلفة الشدة والخطورة.
وفي التقرير التالي، سوف يتم تسليط الضوء على الأعضاء أو الأجزاء الأكثر حساسية تجاه اللمس في جسد الإنسان، والتي قد يؤدي لمسها إلى مضاعفات مرضية ينجم عنها الإصابة بالعدوى.
1-الأمراض ولمس الوجه
بكل تأكيد لمس الوجه باليدين دون مبرر من إحدى العادات العفوية الشائعة لدى فئة كبيرة من البشر حول العالم، وقد يبدو الأمر طبيعيًا وغير ضار، لكنّ الأطباء والمتخصصين ينظرون إلى الأمر من منطلق مغاير تمامًا؛ حيث ينصحون بعدم التفكير في لمس الوجه باليدين على الإطلاق دون داعٍ؛ بسبب احتواء اليدين على ملايين الأنواع المختلفة من الجراثيم والميكروبات التي تضاعف انتشار حب الشباب والطفح الجلدي والالتهابات الجلدية في حال وجودها، وترفع احتمالية الإصابة بها في حال عدم وجودها.
ويرى المتخصصون أن الميكروبات والجراثيم والزيوت التي تحتوي عليها اليدين من الممكن أن تسد مسام بشرة الوجه، بينما تضاعف الميكروبات والجراثيم التأثير السيئ لوضع اليدين على الوجه دون مبرر.
2-الأمراض ولمس العين
إن العين إحدى بوابات الجسم الفاصلة بين خارج الجسم وداخله، وهي من أشد أعضاء الجسد حساسية على الإطلاق، لذلك قد يؤدي لمسها دون مبرر بكل سهولة، بواسطة اليدين، إلى إدخال جزيئات متناهية الصغر من الغبار، وأيضًا الجراثيم والميكروبات عن طريق الخطأ، وهو ما تتنوع آثاره وتأثيراته السلبية، حيث من الممكن أن تصاب العين بالتهيج والالتهابات التي قد تصل خطورتها إلى إلحاق الأذى بالقرنية.
وبجانب التأثيرات المرضية، يؤدي تكرار فرك العين بواسطة اليدين على المدى المتوسط والبعيد إلى تكوّن الهالات السوداء وظهور التجاعيد حول منطقة العينين في وقت مبكر.
وبشكل عام، يُرجى دائمًا غسل اليدين جيدًا قبل ملامسة العين، ووضع بعض النقاط من القطرة المهدئة للعين في حال الإحساس بحاجة إلى الحكة أو الوخز، مع الحرص على زيارة الطبيب في حالة تكرار الأمر.
3-الأمراض ولمس الأذن
إن الأجزاء الداخلية من الأذن حساسة للغاية وعرضة للإصابة بمضاعفات سلبية بسهولة، فالجلد الذي يحيط بقناة الأذن رقيق للغاية، وقد يتعرض للتلف ويتسبب بالألم مع أقل احتكاك به أثناء تنظيف الأذن في المنزل، والتخلص من الشمع بواسطة عيدان القطن.
وبالتأكيد إدخال الأصابع داخل الأذن يصاحبه خطورة كبيرة، فهو من العادات غير الصحية التي قد تنقل الأمراض بسبب الجراثيم المتواجدة على الأصابع، أو تتسبب بضرر بأحد أجزاء الأذن الحساسة.
وتعد عملية تنظيف الأذن تحت رعاية الطبيب هي الطريقة الآمنة التي تساعد الإنسان على التخلص من الشمع الزائد بشكل سليم ومثالي دون مخاطر.
4-الأمراض ولمس الأنف
الأنف من أكثر الأعضاء التي يلمسها البشر بأيديهم وأصابعهم، مما يرفع قابلية الكثير منهم، فالأنف يحتوي على ملايين البكتيريا المفيدة بداخله بشكل طبيعي، وعند ملامسة إصابع اليد المليئة بأنواع البكتيريا والجراثيم الأخرى؛ قد يتسبب الأمر بفتك تلك الأجسام الغريبة الضارة بالبكتيريا المفيدة، وهو الأمر الذي يسبب العدوى، خاصة في مواسم انتشار الإنفلونزا ونزلات البرد.
5-الأمراض ولمس الفم
من المثير معرفة أن فم الإنسان يحتوي على ما يتراوح بين الـ34 والـ72 نوعًا مختلفًا من البكتيريا التي تتواجد بتوازن، حيث يصنف بعضها بغير الضار، بل إن بعض الأنواع من البكتيريا المتواجدة بداخل الفم تكون مفيدة لصحته، ولكن قد يحدث اختلال يؤدي إلى الإصابة بالأمراض نتيجة نقل الجراثيم، وذلك عن طريق ملامسة الأيدي أو الأصابع للفم، لينتج صراع بين أنواع البكتيريا المفيدة والضارة، ويبقى الإنسان عرضة أمام الإصابة بالأمراض المختلفة.
لذلك يجب الحرص على عدم اقتراب اليدين من الفم، خاصة في ظل الوسط الخارجي الملوث بالجراثيم والميكروبات، والتي تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر، سواء عن طريق المصافحة أو لمس مقابض الأبواب والأجسام الأخرى، أو حتى استعارة الأدوات؛ كالأقلام والهواتف المحمولة.
6-الأمراض والأظافر
مناطق ما تحت أظافر اليدين والقدمين تصنف بأنها إحدى البيئات الخصبة للغاية التي تتواجد فيها ملايين الجراثيم والبكتيريا وأنواع الأوساخ المختلفة التي يصعب التخلص منها، حتى مع غسل اليدين بالماء والصابون، ولهذا نجد دائمًا حرص الأطباء على ارتداء القفازات الطبيعية، على الرغم من تعقيم أيديهم بشكل صارم قبل أي إجراء طبي.
وبكل تأكيد ملامسة تلك المناطق ما تحت الأظافر باليدين، ثم ملامسة الأجسام والأسطح الأخرى تعد دعوة عامة للإصابة بالأمراض وانتقال العدوى من شخص إلى آخر.
7-الأمراض ولمس السرة
قد يكون الأمر غريبًا، ولكن ووفقًا لمتخصص في علم الأمراض الطبيب “ريتشاردسون”، فإن سرّة الإنسان هي أخطر أماكن وأجزاء الجسد التي يمكن لمسها، فتصميم سرة البطن يجعلها تستوعب كميات كبيرة وسلالات مختلفة وضارة من الجراثيم والميكروبات، والتي يصعب الوصول إليها حتى بعد غسلها جيدًا عند الاستحمام، فقد تحتوي السرّة على البكتيريا والجراثيم الضارة بشكل دائم.
8-الأمراض ولمس المؤخرة
لمس المنطقة الشرجية وإهمال غسل اليدين من بين الأمور التي تؤدي إلى تهديد الوضع الصحي للإنسان، فهناك ملايين الأنواع من البكتيريا الخطيرة التي قد تصل بكل سهولة إلى العين والفم والجهاز الهضمي، مسببة مضاعفات مرضية خطيرة تصل إلى حد التسمم المميت.