تحطمت طائرة بوينغ في مطار “روستوف اون دون” في جنوب روسيا بسبب سوء الاحوال الجوية، ما أدى الى مقتل جميع من كانوا على متنها وهم 62 شخصاً.
وكانت الطائرة وهي من طراز بوينغ 737 القادمة من دبي تحاول الهبوط للمرة الثانية عندما خرجت عن المدرج وتحولت الى كتلة من النار وتحطمت وتناثرت اشلاؤها على مساحة واسعة.
وقالت يانا التي تعيش بالقرب من المطار “لقد اهتز منزلي بأكمله. ونظرت الى ساحة منزلي واكتست السماء بلون احمر لم أر مثله في حياتي”.
وأكدت لجنة تحقيق روسية مقتل جميع ركاب الطائرة ال55 وطاقمها السبعة وبدأت تحقيقاً في احتمال وجود اعطال فنية او خطأ طيار أو سوء أحوال جوية.
وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي غيث الغيث عن حزنه للحادث وقال “نيابة عن الجميع في فلاي دبي أرغب في التعبير عن الأسى الذي نشعر به بسبب الحادث المأساوي جميع من في الشركة يشعرون بالصدمة العميقة”. وقلل الغيث من احتمال ان يكون عملاً ارهابياً تسبب في تحطم الطائرة.
واعتبر مثل هذه التلميحات بأنها “تكهنات”.
وقال في مؤتمر صحافي في دبي: ان قائد الطائرة وهو قبرصي ومساعده الاسباني لديهما خبرة تقارب 6 آلاف ساعة طيران.
وأضاف ان افراد الطاقم الخمسة الآخرين هم من إسبانيا وروسيا وجزر السيشل وكولومبيا وقرغيزستان. وأكد ان الطائرة خضعت للفحص في 21 يناير”.
وأكد الغيث ان مسؤولين من سلطات الطيران المدني الإماراتي وفلاي دبي سيتوجهون الى روسيا للمشاركة في التحقيقات.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان بينهم خبراء متفجرات، قال مسؤول الطيران المدني اسماعيل الحوساني “لا، لم نقل شيئاً عن قنبلة”.
وأعرب الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس امس عن “صدمته وحزنه العميقين” للحادث، وقال ان قائد الطائرة هو المواطن القبرصي اريستوس سوكراتوس.
وداخل مبنى روستوف-اون-دون الدولي، وضع السكان المحليون اكاليل الزهور امام قائمة تحمل اسماء الضحايا، فيما حاول اقارب الركاب المصدومون استيعاب النبأ.
وقال الكسندر خيستياكوف الذي كان شقيقه بين الركاب “ادرت التلفزيون لاستمع الى الاخبار واعتقدت لوهلة ان الحادث ارهابي، ولكنه تبين ان الحادث وقع هنا في المطار”. وقال “شقيقي كان اكبر مني ب15 عاما. وكان جراحا ناجحا في المستشفى المحلي، خسارة كبيرة”.
واظهرت لقطات بثتها شبكات تلفزيون روسية كتلة من اللهب ترتفع بعد سقوط الطائرة. واستغرق اطفاء الحريق اكثر من ساعة، بحسب وزارة الطوارئ.
وعرض الاعلام المحلي لاحقا صور عمال الانقاذ يمشطون الحطام الذي تناثر وسط الثلوج، وقالت وزارة الحالات الطارئة الروسية ان رجال الاطفاء احتاجوا لاكثر من ساعة لاخماد الحريق، موضحة أنها أرسلت اكثر من 700 من رجال الانقاذ ومئة آلية الى مكان الحادث.
وأكد المحققون العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة. وقالوا ان الطائرة “ارتطمت بالارض وتفككت الى اجزاء” تناثرت على امتداد كيلومتر ونصف الكيلومتر.
وكان صدر تحذير من رياح عاتية في المنطقة، وكان المطر يتساقط بغزارة وقت وقوع الحادث.
واعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لعائلات الضحايا بعد ان اطلعه وزراء النقل والطوارئ على الحادث، بحسب الكرملين.
وألغت شركة الطيران الروسية ايروفلوت رحلاتها السبت والاحد الى روستوف-اون-دون بينما حولت شركات اخرى مسار عدد كبير من رحلاتها الى مطار كراسنودار على بعد 300 كلم جنوب روستوف-او-دون.
وروى احد ركاب طائرة حطت في كراسنودار قبيل تحطم طائرة البوينغ للايف-نيوز ان “الاحوال الجوية كانت رهيبة وكانت الطائرة تهتز بشكل مخيف”.
وقال الناطق باسم اللجنة فلاديمير ماركين انه “يتم تحليل روايات عدة عن الحادث بينها خطأ محتمل من قبل الطاقم ومشكلة تقنية في الطائرة والأحوال الجوية الصعبة وعوامل اخرى”.
ولشركة فلاي دبي سجل قوي في السلامة، رغم أن احدى طائراتها اصيبت بعيار ناري اثناء هبوطها في بغداد في يناير 2015، ما دفع العديد من شركات الطيران الى تعليق رحلاتها الى العاصمة العراقية. ولم يصب احد في الحادث.
وتعرف المطارات الروسية بتاريخها غير القوي للسلامة حيث تحطمت طائرة خاصة في 2014 وادت الى مقتل رئيس شركة توتال النفطية العملاقة كريستوف دي مارجيري عند اقلاعها في موسكو، اضافة الى سلسلة من الحوادث الاخرى.