عندما تشعر بالحزن والضيق معظم فترات يومك، فلابد أن هناك أسباباً تمنعك من الإحساس بالسعادة، والشعور بالإنجاز من أبرز ما يمكن أن يسر قلبك، حتى لو كان إنجازاً بسيطاً.
ولكن قبل الإنجاز، لابد من تحديد الأشياء التي تحب فعلها وتريد إنجازها، ولابد من التعرف على شخصيتك جيداً، وما يناسبها من أعمال. كل هذا يؤثر على مدى سعادتك ونجاحك.
وإليك 5 من الأمور الشائعة التي قد تكون السبب وراء التعثر في الحياة وعدم الشعور بالسعادة.
1- لا تعلم من أنت
من الممكن أنك لا تشعر بالسعادة في الحياة؛ لأن ما تفعله لا يتماشى مع نقاط القوة التي تملكها، ونقاط القوة هنا لا تعني المهارات التي تجيدها، بل تعني الصفات الفطرية الطبيعية في شخصيتك.
واستكشاف شخصيتك والتعرف على المواهب التي تتمتع بها، خطوة أساسية للتعرف على الأشياء التي تحبها، وتسبب لك السعادة، مثل اختيار مجال الدراسة والعمل المناسب.
2- العقلية وطريقة التفكير
ملايين من الناس يتراجعون في حياتهم بسبب الخوف، ومن السهل أن تدع الخوف يتحكم في قراراتك؛ لأننا نخشى الفشل وخوض المجازفات، ونخاف من سلوك طريق ما؛ لأنه ربما لا يكون الطريق الصحيح.
عندما تحاول فعل شيء ما، هل تقول لنفسك إنك لا تستطيع فعله، وتعطي لنفسك مبرراً جديداً لعدم المحاولة؟ احذر.
اللعبة الداخلية عامل أساسي في النجاح الخارجي، فاحرص على الانتباه إلى طريقتك في الحديث مع نفسك، وما إذا كنت تشجع نفسك أم تحبطها.
3- الأفكار الغامضة حول ما تريد فعله
بالتأكيد كل الناس يتفقون مع مقولة «أريد أن أعمل ما أحب»، ولكن هل تعرف فعلاً ما هو الشيء الذي تحبه؟ ومن هنا وجب عليك أن تحلل شخصيتك، وتتعرف بوضوح على الأشياء التي تحب فعلها.
ما هي مواهبك؟ هل تحب العمل ضمن مؤسسة، أم العمل الحر؟ هل تريد التخصص في مجال محدد، أم الاستفادة من عدة مجالات متنوعة؟ ما العمل المناسب لشخصيتك، سواء كنت انطوائياً أو انبساطياً؟ هذا جزء من الأسئلة التي ينبغي أن توجهها إلى نفسك وتجيب عنها بدقة، وهناك الكثير من اختبارات تحليل الشخصية الموجودة على الإنترنت يمكنك الاستفادة منها.
وتطبيق آخر لفكرة الغموض حول ما تريد فعله هو قولك مثلاً «أريد أن أحافظ على صحتي». هذا جيد، ولكن ماذا ستفعل بالتحديد؟ هل تريد خسارة بعض الوزن مثلاً؟ هل أرهقك العمل وتريد فترات راحة أكثر؟ هل تريد تناول طعام صحي؟ هل تعاني من أمراض، وتود علاجها؟ هل تريد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؟ عليك أن تحدد.
4- عدم التخطيط الجيد لتنفيذ الأهداف
بمجرد تحديد أهدافك ومعرفة ما الذي تريد فعله، يجب أن تفكر في الطرق والوسائل التي تستطيع بها تنفيذ ما قررته، عليك مثلاً أن تقوم بتقسيم الأهداف الكبيرة إلى أخرى صغيرة، حتى تصل إلى المستوى اليومي.
ففي المثال السابق الخاص بالحفاظ على الصحة، عليك أن تحدد مثلاً أنك تريد ممارسة الرياضة، ثم تحدد أكثر وتقول إنك ستذهب إلى الجيم 3 مرات أسبوعياً في أيام السبت والاثنين والخميس.
وأيضاً من المهم التفكير في العقبات التي قد تواجهك أثناء تنفيذ الأهداف، وكيفية التغلب عليها، وفي الأيام التي سيقل فيها حماسك، وكيف ستحفز نفسك.
5- لا تحيط نفسك بالأشخاص المناسبين
فكر جيداً في الأشخاص الذين تقضي معهم جل وقتك، وهل هم إيجابيون ويشجعونك ويدفعونك للأمام، أم يحبطونك.
عليك أن تبحث عن أصدقاء يملكون نفس اهتماماتك، ويفكرون مثلك فهذا سيشكل دافعاً للعمل والإنجاز، ابحث عن أشخاص يفعلون أشياء تود أنت فعلها وتواصل معهم، فبناء شبكة متينة من العلاقات الجيدة كفيل بتغيير حياتك إلى الأفضل دائماً.
وختاماً، إذا شعرت أنك بلا قيمة في الحياة، فعليك أن تتخذ إجراءً فورياً بالتغيير، ابدأ من اليوم بتحديد هدف بسيط بشأن شيء تحب فعله، وخطط له جيداً، ثم اسعَ لتحقيقه بكل جهدك، وتأكد أن الإنجازات اليومية الصغيرة تقودك إلى الإنجازات الضخمة في الحياة.