أمام محال «العطارة» فى أسواق الجهراء الشعبية، تقف امرأة حائرة، ترصد وتراقب خلو أحد المحال من الزبائن، لتدخل إليه على استحياء وتسأل البائع «هل لديك قمل للبيع؟» فإذا كانت الإجابة بنعم تشترى ما تشاء على مبدأ «الحبة بدينار وربع» فى تجارة أصبحت رائجة بين النساء لاعتقادات خاصة بهن.
فبعض النسوة اعتدن على التردد على تلك المحال لشراء «القمل» الحى، إذ تباع كل خمس قملات جملة بستة دنانير، لاعتقادهن بأن القمل يطيل الشعر ويجعله أكثر كثافة، إضافة إلى أنه يقى من الجلطات الدماغية، كما رصدت جريدة «الراى» الكويتية.
توجهت الصحيفة إلى السوق الشعبية المشهورة، للاطلاع على حقيقة بيع «القمل»، والمفاجأة تحولت إلى مفاجآت، إذ تقف بعض النسوة أمام محال العطارة لتسلم علبة مثقوبة مغلقة «تحتوى على خمس قملات»، وبسعر ستة دنانير.
البائع الذى رفض ذكر اسمه، قال إن هناك إقبالا كبيرا من بعض النساء على شراء القمل، مبينا أن «هذا الأمر ليس جديدا وإنما منذ سنوات وبعض المحال تبيع القمل، كونه يعالج مشاكل تساقط الشعر، كذلك يطيل الشعر بسرعة كبيرة ويجعله أكثر كثافة».
وشدد على أن «القملة يجب أن تكون حية وأن تكون العلبة مثقوبة لأن القمل لا يعيش فى العلبة المغلقة، وأنه وبنفس العطارة يبيع أدوية لمكافحة القمل، إضافة إلى أنه يبيع القمل لمن يرغب فقط».
وبين أن زبائن القمل لا يقتصرون على النساء فقط وإنما أيضا ثمة رجال يبحثون عنه، وما يثير الاستغراب أكثر أن للقمل سوقا سوداء ليست فى الكويت فقط، وإنما فى بعض الدول الخليجية. الدكتور تامر زيد، إخصائى الأمراض الجلدية، قال إن القمل يقوم بوخز فروة الرأس ويحرك الدم وبالتالى يزيد سرعة إطالة الشعر وزيادة كثافته، مشيرا إلى أن القمل من الطفيليات والحشرات المقززة والناقلة للأمراض، وضررها أكثر من نفعها.
