قال المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة السعودي، إن طرح شركة «أرامكو» للاكتتاب العام سيكون في مطلع عام 2018. وأشار إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بخصوص الأسواق التي سيتم طرح الأسهم بها.
أكد خالد الفالح أن الشركة لم تحاول الحصول على شركاء استراتيجيين لكي يدخلوا في الاكتتاب، مشيراً إلى أنه سيتم فتح الاكتتاب أمام جميع المستثمرين. وأوضح أن طرح «أرامكو» للاكتتاب سيجعلها قادرة مستقبلاً على الدخول في مشروعات أجنبية في قطاع المنبع خارج المملكة.
ذكر وزير الطاقة السعودي أنه لا يعتقد أن من الضروري القيام بأي «تدخل كبير» في أسواق النفط في الوقت الحاضر مخففاً بذلك التوقعات بأن كبار منتجي الخام في العالم قد يتفقون على تجميد للإنتاج أثناء اجتماع الشهر القادم. وقال في مقابلة مع «رويترز» بعد أن ألقى كلمة في مجلس الأعمال الأمريكي – السعودي في لوس أنجلوس، إن السوق تتحرك في الاتجاه الصحيح والطلب يرتفع بشكل جيد في أنحاء العالم. وأضاف قائلاً «لا نعتقد أن تدخلاً كبيراً في السوق ضروري باستثناء أن نسمح لقوى العرض والطلب بأن تقوم بالعمل لنا».
مستويات عالية من الإنتاج
وأنتجت السعودية 10.67 مليون برميل يومياً من النفط الخام في يوليو/ تموز وهو أعلى مستوى في تاريخها. وقال الفالح إن الإنتاج لا يزال حول ذلك المستوى رغم أنه لم يشر إلى رقم محدد للإنتاج في أغسطس/آب. ومن المقرر إجراء محادثات في العاصمة الجزائرية خلال الفترة من 26 إلى 28 من سبتمبر/أيلول لمناقشة اتفاق عالمي لتجميد إنتاج النفط. وقال الفالح إنه لم تجر حتى الآن أي مناقشات محددة بشأن تجميد إنتاج منظمة أوبك على الرغم من بقاء الإمدادات العالمية عند مستويات مرتفعة. وتشير تعليقاته إلى أن فرص التوصل لاتفاق محدودة مع إشارته إلى عودة للتوازن إلى السوق وطلب مطرد.
زيادة الطلب المحلي
وبدأت السعودية – أكبر بلد مصدر للخام في العالم – رفع إنتاجها من يونيو/حزيران لتلبية زيادة في الطلب المحلي الموسمي، إضافة إلى ارتفاع متطلبات التصدير. ولم يقل الفالح ما إذا كان هناك مستوى معين للإنتاج سيكون ضرورياً لاستقرار السوق.
وفي إبريل/نيسان انهارت محاولة سابقة لتجميد الإنتاج عن مستويات يناير/ كانون الثاني بعد أن قالت السعودية إنها تريد أن ينضم جميع المنتجين بما في ذلك إيران إلى المبادرة. ومنذ تعيين الفالح في إبريل/ نيسان اتخذت السعودية لهجة أكثر ليناً تجاه إيران داخل أوبك. وقال الفالح دون أن يذكر تفاصيل «إذا ظهر توافق من الآن وحتى اجتماع الجزائر فإن السعودية كما فعلت دوماً ستكون لاعباً إيجابياً في هذه المناقشات وسنكون على استعداد للمشاركة».
إحصاءات سعودية
وتواصل السعودية تعزيز إنتاجها كرسالة تحذير للمنافسين بأنه في حال عدم الاتفاق على تثبيت الإنتاج فإنها قادرة على مواصلة زيادة إنتاجها. وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الرياض إلى سلاح حجم الإنتاج لدفع المنتجين صوب اتفاق. لكن نظرة أقرب على إحصاءات إنتاج السعودية واستهلاكها وصادراتها في الفترة الأخيرة ترسم صورة أكثر دقة. فعادة يزيد إنتاج النفط السعودي خلال أشهر الصيف لتلبية الاستهلاك المباشر الإضافي للخام في محطات الكهرباء المحلية.
وفي 10 سنوات الأخيرة كان إنتاج النفط السعودي يزيد بنحو 400 ألف برميل يومياً في المتوسط في يونيو عن مستويات الإنتاج في يناير.
لكن مستويات الإنتاج بين الشهرين كانت متفاوتة بشدة هذا العام، حيث تراوحت بين خفض قدره 325 ألف برميل يومياً وزيادة بأكثر من مليون برميل يومياً.
وتشير مبادرة البيانات المشتركة الصادرة عن منظمة أوبك إلى أن الإنتاج كان يميل عادة إلى زيادة موسمية بين 150 إلى 650 ألف برميل يومياً. وفي العام الحالي زاد إنتاج الخام 440 ألف برميل يومياً بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز وهو ما لا يخرج عن النطاق المعتاد. (رويترز)