قراءة القرآن يحرص المسلم على التَّقرُّب من الله سبحانه وتعالى بجميع الأعمال والأقوال التي يُحبُّها الله كالصلاة، أو الصيام في غير المفروض كصيام النوافل، أو ذكر الله، والاستغفار في جميع الأوقات والأزمنة، والتسبيح والتهليل والتحميد، أو قراءة كتاب الله، والتَّدبُّر في آياته وما جاء فيها من قصص ومعجزات وعِبَر وأحكام، ولقراءة القرآن الكريم الكثير من الأحكام والآداب التي ينبغي التحلي بها والتنبه إليها قبل البدء بتلاوته، ومن تلك الأحكام والآداب لبس الحجاب للمرأة والتستُّر عند قراءة كتاب الله، فما حكم قراءة القرآن الكريم للمرأة المسلمة دون لبس حجابها وتغطية شعر رأسها؟ وما المقصود بالحجاب؟
المقصود بالحجاب عندما يذكر الفقهاء لفظة الحجاب، فإنما يعنون به ستر مطلق بدن المرأة، فيشمل الحجاب غطاء الرأس، كما يشتمل تغطية سائر البدن وإخفاء مواضع الفتنة في المرأة المسلمة وأن يحتوي الحجاب على جميع الشروط اللازمة لاعتباره حجاباً؛ كأن لا يكون فيما ترتديه المرأة زينة ظاهرة تجذب الأنظار إليها، وأن يكون فضفاضاً لا يصف جسدها ولا يُبرز مفاتنها، وأن لا يكون مُعصفراً، وأن لا يكون مُعطراً أو مُبخَّراً، إلى غير ذلك من شروط الحجاب الشرعية التي وضعها الفقهاء.
حكم قراءة القرآن بدون حجاب يرى الفقهاء أنّه لا يُشترَط لقراءة القرآن ارتداء الحجاب الشرعي؛ إذ إنَّ شروط قراءة القرآن الكريم محصورةٌ فقط بالطهارة لمن كان يريد مسَّ المصحف، ويشترط لذلك الطهارة من الحدث الأكبر، فلا يجوز للجنب قراءة القرآن، أما الحدث الأصغر فيجوز فيه قراءة القرآن عن ظهر قلب، كما يجب على من يريد مسَّ المصحف أن يكون متوضّئاً مستعداً لذلك، ويُشترط أيضاً لقارئ القرآن أن تكون ملابسه طاهرة، وأن يقرأ القرآن في موضعٍ طاهر، وغير ذلك من متعلقات الطهارة ومستلزماتها.
أما اشتراط لبس الحجاب لمن تريد قراءة القرآن من النساء فليس داخلاً في تلك الشروط، فيكون جائزاً قراءة القرآن دون ارتداء الحجاب للمرأة، إلا أنّه من الأفضل والأولى للمرأة من باب الأدب مع الله وأثناء وخلال قراءة كلامه الذي هو القرآن الكريم أن تستر جسدها ورأسها إذا أرادت قراءة القرآن لا على سبيل الوجوب، إنّما من باب التأدُّب مع القرآن، كما أنّ المرأة إن عَرَضَ عليها سجود التلاوة، فينبغي أن تتستّر له كما تتستّر للصلاة، فمن المستحب للمرأة لبس الحجاب إذا أرادت قراءة القرآن كما يقول بذلك معظم أهل العلم