تلقى فريق مانشستر سيتي خسارة مؤلمة من فريق توتنهام أمس، ضمن مباريات الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أمر نزل كالصاعقة على مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، خاصة أنه جاء بعد ستة انتصارات متتالية وهو رقم استثنائي لم يحققه من قبل سوى أنشيلوتي رفقة تشيلسي.
– عناد بيب في تجاهل مؤشرات السقوط.. يُقال أن الله يبعث للمرء باشارات أو علامات معينة قبل أن يصيبه بأمر جلل، وعلى المرء أن يتلقى تلك العلامات الآلهية بتبصر، ولكن في عالم كرة القدم، هناك علامات ومؤشرات تنذر أن مدرب بأن فريقه مقبل على انكسار أو هوة لا محالة، وفي حالتنا هذه تحديدا، تلقى بيب علامتان واضحتان قبل أن ينكسر أمام السبيرز، وهما سقوطه في فخ التعادل بالتشامبيونز أمام سلتيك الأسكتلندي الذي سبق أن تلقى مرماه سباعية من البلاوغرانا، وتمكن من تسجيل 3 أهداف في مرماه وهو فريق ضعيف ولا يقارن بامكانات الفريق السماوي، ومن قبلها مباراته مع سوانسي، التي بالرغم من فوزه بها، الا انها كانت في أغلبها عبارة عن معاناة من السيتيزينز لادراك الفوز الذي تحقق بمساعدة تحكيمية جلية.
علامتان تؤكدان لكل متبصر أن هناك خللًا دفاعيا، وبالطبع خللًا بالفريق بأكمله فالأهداف تأتي بسبب عدم وحدة الفريق، وليس بسبب لاعبو خظ الدفاع فقط، وحتى لو كانت بسبب ذلك، ففي كلتا الحالتين كان ينبغي على بيب معالجة هذه الثغرة والتفطن الى أنها مستمرة مع الفريق منذ تواجده في ملعب الاتحاد، فالفريق خلال 6 مباريات له بالبريميرليغ قبل مباراة السبيرز، لم ينجح سوى في مباراة وحيدة من الخروج بشباك نظيفة!
وهو أمر يبرهن على أن المشكلة الدفاعية كانت متواجدة مع السيتي وتلازمه منذ بداية الموسم، ولم يتحرك بيب لعلاجها، حيث غطى عليها فوزه بتلك المباريات. – التضخيم الإعلامي صنع سدا على أعين بيب.. بعد الفوز بديربي مدينة مانشستر، وتقديم مردود فني رائع خاصة بالشوط الأول، انهال الجميع بالمديح والثناء على منظومة فريق السيتي- وأنا منهم- بطريقة كانت ربما زائدة عن الحد، فربما كان هذا أمرا منح الفيلسوف نظارة غرور سوداء، أعمته عن النظر الى سلبيات الفريق العديدة، سواء تقبل الأهداف، أو تقدم عمر لاعبو الدفاع، أو عدم انسجام قلبيّ الدفاع مع بعضهما، أو عدم وجود بديل قوي للكون أغويرو..
– فخ انجاز الانتصارات.. من بين الأمور التي ساهمت في خسارة الفريق السماوي أمس هي التقليل من شأن السبيرز، عبر عدم التأهيل والتحضير الذهني والبدني المناسبين للاعبيه قبل خوض المباراة، خاصة أنه كان من الواضح للمتتبع للبريميرليغ، أن السبيرز هم أحد أفضل فرق البطولة من الموسم الفائت، ولديهم جماعية وانسجام بسبب تواجد مدرب رائع جعلهم يتشربون أسلوب لعبه ويتقنوه، ولكن فخ الانتصارات المتتالية، جعل بيب لا يأبه بقدر الفريق اللندني، ولا يعطيه حقه من الاعداد، وهو ما ظهر جليًا على أرض الميدان، حيث تلاعب أصحاب الأرض بعناصر السيتي.
كلمة أخيرة.. لست ممن ينساقون مع التيار، فإذا فاز السيتي مع بيب أهلل.. وإذا خسر أجلد، لا .. ولقد سبق أن تحدثت في مواد سابقة خاصة مثل ..قبل المباراة، أو تحت المجهر، عن نقيصة بيب وغفلته عن الأزمة الدفاعية، بالاضافة لنقدي اياه في تحليل الميركاتو، وبالرغم من هذا كله، لا أهيل التراب على تجربة بيب، فهو في رأيي الشخصي، أحد أهم المدربين والذي أثرى وأثر في كرة القدم بالعقد الأخير، ومن المؤكد سيُضم اسمه الى أسماء فينغر، كرويف، بليسا، كابيلو، وغيرهم ممكن كان لأفكارهم التدريبية جُل الأثر في تغير شكل كرة القدم الحديثة، لكن بيب أخطأ وعليّ أن أُبين أوجه ونقاط الخطأ..