الكلف حالة شائعة تصيب عادة النساء. تظهر بقع يتراوح لونها من البني الفاتح إلى البني الداكن على الوجه، لا سيما بعد الحمل، أو التعرّض لأشعة الشمس، أو استعمال حبوب منع الحمل. تختلف الخيارات العلاجية بحسب عمق فرط التصبّغ وحدّته. عندما يكون التصبغ لا يزال خفيفاً وسطحياً، يمكن معالجته باستخدام المراهم التي تحتوي على مزيج من الهيدروكينون والرتينوئيدات، وربما الستيرويدات. لكن المراهم لا تكفي وحدها لعلاج الكلف الأكثر حدة وانتشاراً. في هذه الحالة، يجب أن يترافق العلاج بالمراهم مع التقشير الكيميائي، ومن حين لآخر العلاجات بواسطة اللايزرالتي تُجرى في العيادة على يد طبيب متخصص في الأمراض الجلدية. فصل الشتاء مثالي للخضوع للتقشير الكيميائي. قد تصبح البشرة حمراء أو جافة قليلاً بحسب درجة عمق التقشير، لكنها تتعافى كلياً في غضون أسبوع واحد. الوقاية من الشمس، بما في ذلك عبر اعتمار قبعة، ومن خلال الملابس، ووضع المستحضرات الواسعة الطيف للوقاية من أشعة الشمس أمرٌ لا بد منه في مختلف المقاربات المتّبعة لعلاج الكلف. حتى إن الأشعة فوق البنفسجية، التي تطلقها أيضاً أضواء النيون، يمكن أن تخترق الزجاج، ولذلك يجب وضع المستحضر الواقي من أشعة الشمس مرات عدة في اليوم حتى عند التواجد في الداخل. على الأشخاص المصابين بالكلف أن يتجنّبوا أيضاً الحر، الذي يمكن أن يتسبّب، حتى في الليل، بتفاقم التصبّغ، ما يجعل العلاج أكثر صعوبة.
يجب تمييز الكلف عن التصبّغات الشمسية المعروفة أيضاً بـ”بقع العمر” أو “نمش الشمس”. تتخذ هذه التصبغات شكل بقع نمش كبيرة على الوجه والصدر وظهر اليد، وتظهر مع التقدّم في العمر والتعرّض لأشعة الشمس. بعض الأشخاص، لا سيما ذوي البشرة ذات الألوان الأفتح، قد يكون لديهم نمش على وجههم منذ الطفولة بسبب عوامل وراثية. يمكن إزالة هذه الأنواع من البقع البنّية بواسطة اللايزر. يقوم مبدأ اللايزر على معالجة أهداف محددة عند أي عمق في البشرة من دون إلحاق الضرر بالأنسجة المحيطة بهذه البقع. تقنية اللايزر الخاصة بالاصطباغ غير مؤلمة نسبياً، وآمنة وفعالة بفضل قدرتها الفريدة على معالجة البقعة الصبغية من دون أي مضاعفات سلبية على النسيج المحيط بها. تختفي معظم هذه البقع بعد جلسة لايزر واحدة، إلا أن بعضها قد يحتاج إلى جلسات أخرى بحسب حدّة لونها. من المهم جداً استعمال مستحضرات الوقاية من الشمس قبل العلاج وبعده. وغالباً ما يترافق العلاج باللايزر مع تقشير عند العمق المتوسّط، لإزالة البقع الدائرية الأصغر حجماً، ومعالجة الضرر الناجم عن أشعة الشمس في الإجمال، وتجديد البشرة.