كتب: محمد فهد الشوابكة
منذ أيام كتبت مقال بعنوان (هاني الملقي.. الإنجازات تنطق) وأقتصر المقال حول تقلد الدكتور هاني الملقي منصب رئيس سلطة العقبة الإقتصادية الخاصة وزيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لإمارتي أبو ظبي ودبي برفقة الدكتور علاء البطاينة وقيادات الشركات المستثمرة فيها، وتقديمة شرحا وافيا عن العقبة والفرص الإستثمارية المتاحة فيها بطريقة أبهرت الجميع، وعندما يخرج الكلام من القلب فإنه يدخل إلى القلوب مباشرة، فقد غاب عن ذهني بقصد أو بدون قصد مسيرة عمله في السلك الدبلوماسي إبان تقلده سفيراً للأردن في مصر، ووجه إلي أحد الأصدقاء بإحدى التعليقات على الفيس بوك برسالة نصها (لو عاشرتة في القاهرة كان قلت أكثر مما قلت، وخاصة أيام الثورة في مصر وكيف كان يتعامل مع المواطنين الأردنية بمطار القاهرة) وكلمني بعدها مدير محطة الملكية في القاهرة في ذلك الوقت، وقال لي بالحرف الواحد (انا ماشفت سفير في حياتي مثل الدكتور هاني يحن على أبناء الأردن كما يحن الأب على أبناءه، يا رجل سهران بالمطار زي الموظفين يساعد الركاب ويسمع منهم، مو معقول إنو في سفير بالعالم مثله، والله لو أني مو عارف إنو السفير الأردني كان قلت أنه موظف بالملكية) تعليق صديقي أيمن الدباس المقيم في مصر وكلمات محمد جبر مدير محطة الملكية في القاهرة ابان الثورة وسلوكيات الدبلوماسيين الأردنيين الذين يمثلون الأردن في الخارج ويعيشون في أبراج محصنة يصعب على المواطن البسيط إختراقها، وتعاملهم الفوقي مع أبناء الوطن في الخارج بطرق تجعل الدخول لمكتبهم تكاد تكون شبه مستحيلة (ونسي أخونا الدبلوماسي أنه عمل مليون واسطة كي يتوظف بالخارجية، ونسي كمان أنه موجود لخدمة المواطن الأردني في الخارج)، وهذا ما لاحظه الكثير من أبناء الأردن الذين يعيشون خارج الوطن، والذين هم بأمس الحاجة لمن يمسح دموعهم ويخفف عنهم الم غربتهم وبعدهم عن الأهل والأحبة.
قد يكون الدكتور هاني الملقي حالة فريدة وشاذة في وزارة الخارجية بل في الأردن كسفير قدم فوق ما بإستطاعته رغم أن الكثير لم يقوم بتقديم واجباته إتجاه المسؤوليات المنوطة به، وهذا ليس مدحاً لشخص ولا ذماً لشخص وإنما علينا مثلما ننتقد المخطيء تقديم إنجازات شرفاء الوطن للجميع، لنميز الخبيث من الطيب، ومن يسعى إلى لم شمل الأردنيين في الخارج، وممن يستعرضون أنفسهم وزوجاتهم أمام الجميع لعمل علاقات شخصية الحكومة تدفع ثمنها، ناسين أو متناسين واجباتهم تجاه مواطنيهم ووطنهم.
لله درك يا دكتور هاني من سفير فوق العادة ورجل إستطاع أن يمتلك القلوب تاركاً بصمة في كل مكان تقلده، رمزاً للإنسان الأردني الذي ساهم ويساهم في بناء وطنه وخير من يمثله كدبلوماسي يحن على أبناء وطنه في الغربة، فيا ليتك تعلم شبابنا ممن يطلق عليهم مصطلح دبلوماسيين كيف يكون المعنى الحقيقي للإنتماء والولاء الذي لا طالما علا صوت قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم أطال الله في عمره بهما من الجميع وضرورة حسن تمثيل الأردن في الداخل والخارج ممن إستلموا وظائف رسمية لخدمة الوطن والمواطن، جعل الله سيفك مولاي مسلطاً على رقاب الفاسدين والمفسدين.