تسجيل الدخول

نهاية الغرب وإقبال كثيف على الإسلام.. كوفيد-19 يُغرق مواقع التواصل بأخبار خياليّة

عربي دولي
زاجل نيوز15 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات
نهاية الغرب وإقبال كثيف على الإسلام.. كوفيد-19 يُغرق مواقع التواصل بأخبار خياليّة

أثار انتشار فيروس كورونا المستجدّ سيلاً من الأخبار الكاذبة التي أغرقت مواقع التواصل الاجتماعي في كلّ العالم بمعلومات طبيّة وعلمية خطأ، أو نظريات مؤامرة حول نشأة الفيروس، أو شائعات اجتماعية ودينيّة تتعلّق به.

لكن مواقع التواصل باللغة العربية ضجّت أيضًا بنوع آخر من هذه الأخبار المضللة، يتحدّث عن انهيار الحضارة الغربية وعن إقبال كثيف لغير المسلمين على اعتناق الإسلام أو الاستنجاد به في ظلّ تفشي وباء كوفيد-19 في العالم.

تتركّز هذه الأخبار الكاذبة، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بشكل خاص على الصين منشأ الوباء، وإيطاليا أكثر الدول الأوروبية تأثرًا به، وإسبانيا التي تعد من أكثر دول العالم تضررًا، من غير أن توفّر بلدانًا أخرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا ونيوزيلندا. وتتناول هذه المنشورات، سواء كانت نصيّة أو مرفقة بصور أو مقاطع فيديو، أخبارًا عن انهيار تام في الحضارة الغربية وإقبال كبير على الإسلام.

الصين: مع قيام أزمة فيروس كورونا المستجدّ، باتت مصدرًا جديدًا للأخبار الكاذبة عن الصين، بعد تلك التي رافقت حملة السلطات الصينية على أقليّة المسلمين الأويغور تحت شعار مكافحة التطرّف. وتوحي هذه الشائعات أن الصين عادت وأحسنت معاملتها للمسلمين حين نزل بها بلاء الوباء.

وفي هذا السياق، انتشر فيديو على أنه يُظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ في مسجد صيني وهو «يطلب من المسلمين التضرع إلى الله لرفع البلاء عنهم»، لكن الفيديو في الحقيقة يعود للعام 2016 وهو لزيارة تفقدية لمسجد في شمال غرب البلد.

وانتشر فيديو على أنه يُظهر رئيس الوزراء الصيني يصلّي مع المسلمين في مسجد «كي يحميهم الله من هذه الأزمة». وجاء في تعليق مرافق للفيديو «أخيرًا رئيس وزراء الصين يلجأ إلى الله». لكنّ الفيديو يظهر في الحقيقة رئيس الوزراء الماليزي السابق عبدالله أحمد بدوي خلال أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد بكين خلال زيارة للصين عام 2004.

إيطاليا: وكانت إيطاليا، التي اتّجهت إليها أنظار العالم بعدما ضربها الوباء بشدة، مادّة دسمة للأخبار الكاذبة ذات الخيال الخصب. ففيما كان النظام الصحّي في هذا البلد يرزح تحت ضغط العدد الكبير من المصابين، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحًا منسوبًا لرئيس الوزراء جوزيبي كونتي جاء فيه «انتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء»، بما يوحي أن البلد انهار أمام الأزمة، لكن هذا لا أصل له.

وتداول آلاف مستخدمي مواقع التواصل مقطعًا مصوّرًا على أنه يُظهر الشعب الإيطالي يجتمع في ساحة واحدة للانتحار الجماعي بعد فقدان السيطرة على تفشّي الفيروس في بلدهم، لكن الفيديو المنشور كذبًا تحت عنوان «الإيطاليون ينتحرون» ملتقط في الحقيقة قبل أشهر من ظهور الفيروس لتظاهرة ضدّ حزب الرابطة اليمينيّ المتطرّف.

إسبانيا: منذ أن احتلّت إسبانيا حيزا كبيرا في الأخبار العالمية مع تفشّي الوباء فيها على نطاق واسع، ظهرت على مواقع التواصل أخبار مضلّلة عنها، مثل فيديو من أربعة مقاطع يدّعي ناشروه أنه يُظهر الأذان لأول مرّة منذ 500 سنة، وبأمر من الحكومة، ما يوحي بأن السلطات في هذا البلد ذي الغالبية الكاثوليكية أباحت أو طلبت رفع الأذان في ظلّ انتشار الوباء بعدما كانت تحظره في السابق. لكن رفع الأذان لم يكن ممنوعًا من قبل في هذا البلد الذي يكفل الحريّات الدينية، ولم تصدر الحكومة أي قرار حوله في الآونة الأخيرة.

الولايات المتحدة: شارك عشرات آلاف مستخدمي موقع فيسبوك باللغة العربية على أنه يُظهر افتتاح جلسة للكونجرس الأمريكي بقراءة آيات من القرآن، في ظلّ ما يعيشه هذا البلد من وضع صحّي خطير وتحذير سلطاته مما هو أسوأ، لكن هذا الفيديو ملتقط في العام 2017 وهو يُظهر دونالد ترامب في احتفال أقيم بعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، وفي هذا الاحتفال التقليدي تتلى صلوات لمختلف الديانات في البلد.

نيوزيلندا: ولم توفّر الأخبار الكاذبة نيوزيلندا، فبعد أيام على فرض سلطاتها الحجر المنزلي الإلزاميّ على سكّانها في الرابع والعشرين من مارس الماضي، انتشر مقطع على أنه يُظهر فرقة تُنشد اسماء الله الحسنى في كنيسة في هذا البلد من أجل «رفع بلاء الفيروس»، لكن الفيديو يصوّر في الحقيقة حفلة أناشيد كانت تقدّم في متحف آيا إيريني في إسطنبول عام 2011, ولا علاقة له بنيوزيلندا ولا بوباء كوفيد-19.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.