تنجح مجدداً النجمة العربية نسرين طافش بإثبات علو كعبها على الشاشة الفضية، على الرغم من الرهان الخطير الذي قبلته والمسؤولية الفنيّة الجادة، بإسناد اسم الشخصية التي تجسّدها إلى العنوان في مسلسها الجديد “شوق” من كتابة حازم سليمان، فتكون بجدارة أول من يأخذ بيد العمل الدرامي الى النجاح كالبطلة المطلقة، إضافة الى أسرة العمل بخاصة المخرجة رشا شربتجي.
يكمن التحدي الأساس أن ظاهرة تسمية الأعمال الدرامية على اسم شخصية محددة، امتياز لم يحظى به الكثيرون من أبرز النجوم في العالم العربي سواء في السينما او في التلفزيون. أصبح الإمتياز بيد طافش الأن، ما يفرض عليها خيارات أكثر صعوبة وأكثر فنيةً في المقبل من تألقها.
وفي حين يعني هذا التميز أن حامله على مستوى فني يضعه في مكانة الحصان الرابح في حسابات المخرج والكاتب، وأيضاً رافعةً تسويقية عالية من وجهة نظر انتاجية بسبب حضور النجم الجماهيري، إلّا أنه يفرض أعباء كثيرة في المقابل على حامله الذي يتصدر المشهد، فإن نجح شخصياً بأدائه وحضوره، فاز العمل، والعكس صحيح. وفق هذه المعادلة، أبدعت طافش باستحضار كافة ادوات الممثل في خبرتها وزرعها في “شوق” الفتاة، لتحصدها نجاح “شوق” العمل.
واستطاعت “شوق” الفتاة شدّ المشاهد بإطلالتها العفوية على الرغم من تركيبة الشخصية المعقدة، فانسابت حواراتها بالأبعاد الظاهرة والباطنية بمعنى العمق والبعد الآخرين وغير المباشرين، وحضور الرمز في لغة اللسان والجسد التي استخدمتها بمهارة في كافة تفاصيل الحركة، وحتى النبرة ودرجات الصوت ونظرات العين.