في فضاء سوق واقف بالدوحة، أضفى مهرجان الزهور بألوانها الجذابة وأريجها الأخاذ سحرا خاصا على هذا الموقع التراثي بما يعرضه من أنواع مختلفة من الزهور والورود المحلية ونباتات الزينة، وبتصميمات مبتكرة لحدائق منزلية ومساحات خارجية تتحدى عوامل الطقس والتربة.
ويأتي تنظيم الدورة الثانية من المهرجان الذي يستمر إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري وتشارك فيه 21 مزرعة ومشتلا، تشجيعا على اقتناء الزهور وزراعتها في البيوت والحدائق، وفرصة للمنتجين المحليين لتسويق إنتاجاهم ودعمهم بعد أن حققت قطر اكتفاء ذاتيا كاملا من الزهور الموسمية الصيفية والشتوية.
ويرى مدير سوق واقف محمد السالم أن هذا المهرجان يمنح الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تنظمها إدارة السوق طابعا خاصا، ويسهم أكثر في تقريب المنتجات الخضراء من الجمهور، والتعريف بالمزارع والمشاتل والشركات المحلية العاملة في مجال الزهور، كما ينعش حركة السياحة التي تزدهر في هذا الموسم، خاصة في أجواء الفعاليات الرياضية والفنية التي تشهدها قطر حاليا.
وتحتضن قطر 34 مزرعة لإنتاج الزهور ونباتات الزينة، وارتفعت المساحات المزروعة خلال العامين الماضيين بمتوسط 25% إلى جانب 125 مشتلا لإنتاج المشاتل للمزارع والمنازل، وتنتج المزارع نحو مئة نوع من الزهور.
ازداد الوعي بأهمية الفضاءات الخضراء داخل البيوت والحدائق الخاصة بقطر (الجزيرة نت)
كما تنشط في مجال زراعة الزهور والورود عدد من الشركات المحلية ومن بينها شركة “روزا حصاد” التي أسستها الحكومة القطرية عام 2012 وتنتج أكثر من 3.5 ملايين زهرة سنويا، ضمن مزارع البيوت الخضراء على مساحة 5.5 هكتارات في منطقة الشحانية، وتنتج أصنافا مختلفة من الزهور.
وتأمل الشركات النشطة في هذا المجال في مزيد من الدعم الحكومي لدعم عملية الإنتاج وتعزيز الجودة والتسويق، وأيضا تعزيز المنافسة في أسواق إقليمية وعربية بعد نجاح جهود بعض الشركات في استيراد بذور من دول رائدة في إنتاج الزهور والورود وإنتاجها في قطر.
أصناف جديدة
ومن أهم أنواع الزهور والمشاتل المعروضة بالمهرجان: الورد والزئبق والجسوفيلا وزئبق الكال والمنتور والليزيانثوس وخزام البحر ودوار الشمس والأقحوان، وزهرة “فيكس بنجامينا التين الناحب”، و”الياسمين الهندي”، و”خيار شمبر”، و”براخيختون شجرة الزجاجة”، و”زهرة الجنة الحمراء”، و”التابيبويا الذهبية”.
لكن أبرز الزهور المعروضة هي زهرة التوليب المشهورة، التي يحتفى بها في مهرجانات كبرى تستقطب السياح من مختلف دول العالم.
زوار المهرجان من كل الأعمار والفئات (الجزيرة نت)
وفي مهرجان الزهور بالدوحة، تسوّق الزهور بأصنافها وألوانها المختلفة بعدما باتت مطلوبة بكثرة لتزيين البيوت القطرية، حيث تستورد بذورها من بعض الدول العربية ومن تركيا، وتنتج محليا مع مراعاة تكييف زراعتها في الفضاءات الداخلية والتحكم في درجة الحرارة.
ويرى مدير شركة ياسمين الشام لتنسيق الحدائق باسم حجاج -في تصريح للجزيرة نت- أن الطلب على الزهور ونباتات الزينة قد شق طريقه بقوة خلال السنوات الأخيرة، كما ازداد الوعي بأهمية الفضاءات الخضراء داخل البيوت والحدائق الخاصة لما تعكسه من جمالية ومتعة للعين، وهذا ما زاد معه عدد الشركات المختصة في مختلف الخدمات مثل تركيب أحواض الزراعة ومد شبكات الري والاعتناء بجمالية الزهور.
أما أسعار الزهور في المعرض فتتفاوت حسب الأصناف والأنواع وحسب عمر الزهرة، وأغلبها في متناول اليد بفعل ما تبذله وزارة البلدية والبيئة في قطر من جهود لدعم تسويق هذه المنتجات بأسعار مقبولة.
وتحرص كثير من المدارس على زيارة طلابها لمثل هذه المهرجانات التي تخدم برامجها التثقيفية بشأن الحفاظ على البيئة والاعتناء بالفضاءات الخضراء.
وفي هذا السياق، تنظم زيارات متعددة هدفها تعريف الطلاب بأنواع الزهور والنباتات المنزلية وأصولها، وسبل الحفاظ عليها، ومراحل نموها وتوسيع نطاقها داخل البيوت وفي الفضاءات العامة.