أعلنت هيئة التحكيم لـجائزة نوبل للسلام، اليوم الجمعة، فوز الناشطة العراقية نادية مراد بجائزة نوبل للسلام للعام 2018، لتكون أول شخصية عراقية تحصل على هذه الجائزة منذ تأسيسها.
ونادية مراد طه، هي فتاة إيزيدية عراقية من قرية كوجو التابعة لقضاء سنجار (80 كلم) غرب الموصل، ولدت عام 1993، وهي من ضحايا تنظيم “داعش”، الذي أقدم على اختطاف الآلاف من نساء المكون الإيزيدي في العراق خلال اجتياحه مناطق شماله منتصف عام 2014 وقتل عناصر التنظيم الإرهابي والدتها وستة من أشقائها، غير أنها وبعد فترة من الاختطاف تمكنت من الهروب من سطوة “داعش” ووصلت إلى مكان آمن خارج نفوذ التنظيم بالقرب من إقليم كردستان العراق، لتكون من أوائل الناجين من داعش، ليتم نقلها بعد ذلك إلى أربيل حيث تلقت العلاج.
هذه التجربة المريرة التي عاشتها مراد، جعلتها تهتم طيلة الفترة الماضية بشرح مأساة الآلاف من المختطفات، ونجحت في تسليط الضوء على معاناتهن وجرائم داعش بحقهن وشاركت في اجتماع استماع في مجلس الأمن الدولي عام 2016 وفي محافل أوروبية مختلفة، كما حصلت على دعم الفتيات الناجيات من سطوة داعش وسط دعوات إلى بذل مزيد من الجهود لإنقاذ الضحايا المختطفات.
تم ترشيح نادية مراد أخيرا لنيل جائزة نوبل للسلام، إذ أصبحت رمزاً للاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديون والناس بصفة عامة من قبل تنظيم داعش.
تزوجت نادية مراد، في شهر أغسطس/ آب من عام 2018، من العراقي عابد شمدين في ألمانيا.
واعتبر حاتم بصو، من أعيان المكون الإيزيدي، فوز مواطنته مراد بجائزة نوبل للسلام بمثابة تكريم معنوي لكل المختطفات من قبل إرهابيي داعش، سواء من تم إنقاذهن أو اللواتي ما زلن مجهولات المصير”، وأضاف بصو لـ “العربي الجديد”: “الجائزة بحد ذاتها تؤكد مذبحة داعش بحق الإيزيديين وهي تؤرخ لحدث لا يمكن للعالم أن يتجاهله”.
وأكد المتحدث أنه “لا الحكومة العراقية ولا أي مؤسسة محلية دعمت مراد في ترشحها، فقط ضمير العالم وجهدها في إيصال معاناة الإيزيديين، هما اللذان أقنعا اللجنة بعدالة القضية التي تحملها مراد”.