إن الصين أجازت إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره لمحاربة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). فمن وراء هذا اللقاح، وكيف يعمل، وأين وصل؟
وإن فريق الباحثين يقوده تشين واي من أكاديمية العلوم الطبية العسكرية في الصين، وهي تابعة لجيش التحرير الشعبي، حصل على موافقة لإطلاق تجارب سريرية في مرحلة مبكرة من اللقاح المحتمل ابتداء من هذا الأسبوع.
أنه لقاح، أي أنه ليس علاجا لمرض كورونا. واللقاح هو جراثيم أو فيروسات المرض والتي تم قتلها أو إضعافها، وتعطى للشخص المعافى مما يؤدي إلى تكوين مناعة في جسمه ضد مرض معين.
عند دخول هذه الفيروسات إلى الجسم فإنها تحفز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة لمرض معين وذاكرة مناعية، بحيث يتذكر جهاز المناعة الميكروب المُمْرض فيقوم بمهاجمته والقضاء عليه فورا عندما يدخل الجسم في المرة اللاحقة.
بهذه الطريقة، يمتلك الجسم مناعة لفيروس كورونا، دون أن يؤدي إلى مضاعفات لديه أو موت الشخص، لأن الفيروس يكون ميتا أو ضعيفا.
فيروسات ميتة
لذلك من المفترض أن اللقاح الذي أجازته الصين مكون من فيروسات كورونا المستجد جرى قتلها أو إضعافها، أيضا قد يكون اللقاح يحتوي على مكونات أخرى، إذ وفقا لتصريح اليوم من قبل لي تشاو تسي المسؤول بوزارة التعليم في الصين، فإن اللقاح مرتكز على عوامل ناقلة للإنفلونزا الفيروسية، وتتم تجربته الآن على الحيوانات من أجل اختبارات السلامة والفعالية، ومن المقرر أن يخضع للتجربة السريرية في نهاية أبريل/نيسان المقبل.
من وراءه؟
القصة تتطور وتصبح مشوقة، إذ إن التجربة ستجريها -وفقا لقاعدة بيانات التجارب الصينية- أكاديمية العلوم الطبية العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبي وشركة التكنولوجيا الحيوية “كان سينو بيولوجيكس” وهي مدرجة في هونغ كونغ.
ويمتلك أعضاء تلك الأكاديمية عقودا من الخبرة بما في ذلك معالجة سارس وإيبولا، وذلك وفقا لتقرير للصحفية ميني تشان نشر اليوم في موقع ساوث تشينا مورنينغ بوست.
ونقلت عن خبراء عسكريين قولهم إن جيش التحرير الشعبي الذي اختاره الرئيس الصيني شي جين بينغ للمساعدة في مكافحة تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان بوسط الصين، تولى بعض أثقل أعباء الصين في هذه الأزمة الكبيرة.
وفي الأسبوع الماضي، اختار شي -الذي يترأس اللجنة العسكرية المركزية- مركز القيادة في مستشفى هووشينشان المؤقت الذي يديره الجيش باعتباره المحطة الأولى في أول رحلة رسمية له إلى عاصمة مقاطعة هوبي منذ بدء تفشي المرض، مؤكدا من جديد أن لجيش التحرير الشعبي دورا قياديا في مكافحة العدوى.
وداخل مبنى من ثلاثة طوابق وعلى بعد خمسمئة متر من مجمع العزل، حيث تم علاج المرضى المصابين بأمراض خطيرة، أخبر شي أعضاء الوحدة الطبية التابعة لجيش التحرير الشعبي عن طريق الفيديو أن انتشار الفيروس “تم كبحه بشكل أساسي”، مما يعني أنه تم احتواؤه داخل ووهان -حيث ظهر لأول مرة- والمدن المجاورة.
أين وصلوا؟
تظهر التفاصيل في قاعدة بيانات تسجيل التجارب السريرية الصينية أن التجربة هي اختبار المرحلة الأولى وتهدف لتجنيد 108 أشخاص أصحاء للمشاركة في الفترة ما بين 16 مارس/آذار و31 ديسمبر/كانون أول الماضي.
ما التجارب السريرية؟
هي تجارب يتم إجراؤها لجمع البيانات المتعلقة بسلامة وفعالية الأدوية والأجهزة الجديدة، وتشتمل على العديد من الخطوات والمراحل للحصول على الموافقة قبل طرح الدواء أو الجهاز في السوق.
ما مراحل التجارب السريرية البشرية؟
المرحلة الأولى، وهي المرحلة التي سيبدأ بها الباحثون الصينيون، ويمكن أن تستغرق عدة أشهر حتى تكتمل، وتشمل عددا صغيرا من المتطوعين الأصحاء (20 إلى 100).
ويتم تصميم الدراسة لتحديد آثار الدواء أو الجهاز على البشر بما في ذلك كيفية امتصاصه واستقلابه وإفرازه. وتبحث هذه المرحلة أيضا في الآثار الجانبية التي تحدث مع زيادة مستويات الجرعة.
المرحلة الثانية، وتختبر فعالية الدواء، ويمكن أن تستمر من عدة أشهر إلى سنتين، وتشمل ما يصل إلى عدة مئات من المرضى.
المرحلة الثالثة، تتضمن اختبارات عشوائية تشمل عدة مئات إلى عدة آلاف من المرضى، أي أنها واسعة النطاق. وبمجرد اكتمال المرحلة الثالثة، يمكن لشركة الأدوية طلب موافقة الإدارة المعنية على تسويق الدواء.
المرحلة الرابعة، تجرى بعد الموافقة على العقار، وتهدف لمقارنته مع أدوية أخرى موجودة بالفعل في السوق، ومراقبة فعاليته على المدى الطويل وتأثيره على نوعية حياة المريض.
ويمكن أن تؤدي دراسات المرحلة الرابعة إلى سحب العقار من السوق أو وضع قيود على استعماله.
متى ستصبح اللقاحات متاحة للاستخدام؟
الصين والعالم في عجلة من أمره لمواجهة وباء كورونا، وقال لي تشاو تسي المسؤول بوزارة التعليم في مؤتمر صحفي في بكين اليوم الثلاثاء -ونقلته وكالة شينخوا للأنباء- إنه من المتوقع أن تدخل بعض اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي طورتها معاهد التعليم العالي الصينية، مرحلة التجربة السريرية أو توفيرها للاستخدام الطارئ في أسرع وقت ممكن.
وقال لي إن اللقاح المرتكز على العوامل الناقلة للإنفلونزا الفيروسية، يتم تجربته الآن على الحيوانات من أجل اختبارات السلامة والفعالية، ومن المقرر أن يخضع للتجربة السريرية في نهاية أبريل/نيسان المقبل.
كما حثت الوزارة الجامعات والكليات المميزة، من بينها جامعة بكين وجامعة تشينغهوا وجامعة شيامن ومؤسسات البحث العلمي والشركات المعنية، على تسريع الأبحاث الخاصة باللقاح لمواجهة المرض.
وأضافت الوزارة أن البحث المتعلق باللقاح الذي أجرته جامعات ومعاهد صينية، تم دفعه قدما تماشيا مع اللوائح والقوانين كما هو متوقع.
من جيشها للشعب.. الصين تجيز التجارب البشرية لأول لقاح لفيروس كورونا
رابط مختصر
المصدر : https://zajelnews.net/?p=99101