تسجيل الدخول

حكاية المرآة ورغيف الخبز المسموم …للعبرة

2019-06-12T11:47:25+02:00
2019-06-12T13:04:42+02:00
واحة الأدب
زاجل نيوز12 يونيو 2019آخر تحديث : منذ 6 سنوات
حكاية المرآة ورغيف الخبز المسموم …للعبرة

يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يومياً تصنع رغيف خبز إضافي لأي عابر سبيل جائع، وتضع ذلك الرغيف على شرفة النافذة ليأخذه أحد المارة وينتفع به.
وكل يوم يمر رجل فقير أحدب ممزق الثياب ويأخذ الرغيف ويتمتم بقوله: (الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك) ولا يظهر امتنانه لأهل البيت على حسن صنيعهم ..
شعرت المرأة بالضيق من ذلك الأحدب الذي يمر كل يوم ويأخذ الرغيف من على الشرفة ولا يظهر عرفانه بالجميل، فحــدّثت نفسها قائلة:(كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد ؟ .).
قررت المرأة التخلص من الأحدب ! … فوضعت بعض السمّ في رغيف الخبز الذي تصنعه وكانت على وشك أن تضعه على شرفة النافذة ، لكنها تراجعت وارتجفت يداها، ورددت .. ما هذا الذي أفعله؟!.. قالت تلك الكلمات لنفسها وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكالعادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يتمتم بقوله (الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!) وانصرف إلى سبيله.
كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تدعو الله أن يرد ابنها الغائب فترة طويلة بحثاً عن لقمة العيش والمستقبل المشرق أن يعود إليها سالماً معافى، حيث لم تصلها أخباره منذ عدة شهور.
وفي ذلك اليوم الذي (تخلّـصت) فيه المرأة من رغيف الخبز المسموم .. سمعت صوت الباب وهو يدق في المساء بعدما غابت الشمس .. فقامت مسرعة وفتحت الباب .. ــ ويا لها من مفاجأة فالذي يطرق الباب هو ابنها الغائب!! فلمأ رأته أصيبت بالدهشة .. فقد كان شاحب الوجه، ويبدو عليه الإرهاق والتعب، وكان جائعاً ..
وبمجرد رؤيته لأمه قال: إنها لمعجزة وجودي أمامك هنا يا أماه، فعلى مسافة عدة أميال كنت أشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق، وكدت أن أموت من الجوع لولا مرور رجل أحدب ممزق الثياب كان يحمل معه كيساً .. فرجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيباً وعطوفاً حيث أعطاني (رغيف خبز كامل) فأكلته وأحسست بالنشاط يعاودني!! وأثناء إعطاءه لي قال: إن هذا هو طعامي كل يوم، ولكنني سأعطيك إياه لأن حاجتك اكبر من حاجتي بكثير.
بمجرد أن سمعت الأم كلام ابنها تغيـّـرت ملامحها وارتجفت، واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحاً !
لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله و( فقد حياته )!
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب (الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك..!

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.