حينما يصدر بيان رسمي من قوى عظمى حول صراع إقليمي ما يطالب طرفي الصراع «بضبط النفس» يجب أن نفهم معنى الرسالة الكامنة والمستترة داخل فحوى هذه العبارة.
«ضبط النفس» هو دعوة طرفي الصراع أو أحدهما إلى الإحجام عن أي شكل من أشكال التصعيد بدءاً من التصعيد اللفظي إلى التصعيد الدبلوماسي مروراً بالإجراءات العقابية التجارية والاقتصادية وصولاً إلى الدعوة إلى عدم القيام بأي تصعيد أمني أو عسكري.
وكثيراً ما يكون الطلب من طرفي الصراع بضبط النفس مع قيام الدولة العظمى صاحبة البيان بتقديم دعم عسكري ومالي لأحد الطرفين من أجل دعمه للجولة المقبلة للمواجهة العسكرية.
من هنا يقال من المحللين السياسيين المحايدين «بدلاً من أن يطلبوا ويطالبوا «بضبط النفس» قوموا بضبط الدعم لأطراف الصراع لا تعطوه سلاحاً من أجل التصعيد».
للأسف أصبحت لغة التصريحات الدبلوماسية الرسمية هي نوع من الغطاء الأخلاقي القانوني الذي تغسل فيه بعض القوى الدولية يدها من دماء جرائم التصعيد العسكري ضد المدنيين الأبرياء الذين لا دخل لهم بأسباب الصراعات.
إنها حالة نفاق مزدوج، بمعنى نعطي إشارة الاتجاه نحو اليسار بينما أنت تتجه لليمين! أي تتحدث وتطالب بضبط النفس من أجل السلم الأهلي وسلامة المنطقة والخوف من التصعيد العسكري، بينما تكون أنت مصدر التسليح والتسخين الفاعل للصراعات.
من هنا لم يعد أحد يصدق بيانات الخارجية الأمريكية التي تطالب بضبط النفس حينما يتم تحميل قنابل زنة 2 طن الخازوقية المدمرة على طائرات الجسر الجوي إلى قواعد إسرائيل.
تناقض مذهل ومخيف بين القول والفعل!